قتل 38 مدنياً على الأقل، في غارات كثيفة لقوات النظام السوري على مدينة حلب ومحيطها، فيما أعدت الأمم المتحدة خطة، لإسقاط مساعدات إنسانية جواً للمناطق السورية المحاصرة. في وقت صدت فيه الفصائل المقاتلة في مدينة مارع، أمس، هجوماً عنيفاً لتنظيم «داعش»، بعد تسلمها ذخائر ألقتها طائرات أميركية تابعة للتحالف الدولي للمرة الأولى. وشهدت مدينة حلب ومحيطها جولة جديدة من الغارات الكثيفة، تسببت في مقتل 38 مدنياً على الاقل. وتعرضت الأحياء الشرقية، التي تسيطر عليها المعارضة، في مدينة حلب وطريق الكاستيلو الذي يعد المنفذ الوحيد منها باتجاه غرب المدينة، لغارات جوية كثيفة، أمس. وقال مصدر في الدفاع المدني، لـ«فرانس برس»، إن 28 مدنياً على الأقل قتلوا، جراء غارات كثيفة على أحياء عدة في المدينة، بينما قتل 10 آخرون جراء غارة استهدفت حافلة نقل للركاب على طريق الكاستيلو. وتحدث مراسل «فرانس برس» عن قصف «جنوني» بالبراميل المتفجرة على المدينة، لاسيما أحياء الكلاسة والسكري وباب النيرب، حيث سقط معظم القتلى، في وقت ألغت المساجد صلاة الجمعة خشية الغارات. وقال مدير المرصد، رامي عبدالرحمن، لـ«فرانس برس»، إن طريق الكاستيلو «باتت بحكم المقطوعة مع تكرار استهداف حركة المارة والحافلات»، لافتاً إلى أن «الأحياء الشرقية باتت عملياً محاصرة». وفي ريف حلب الشمالي، صدت الفصائل المقاتلة في مدينة مارع، فجر أمس، هجوماً عنيفاً لتنظيم «داعش»، من الجهتين الشمالية والشرقية، بعد ساعات من تسلمها ذخائر ألقتها طائرات أميركية، تابعة للتحالف الدولي. ولم يتمكن مقاتلو التنظيم، وفق المرصد، من تحقيق أي تقدم، مشيراً إلى اندلاع اشتباكات عنيفة بين الطرفين، أوقعت ثمانية قتلى بين مقاتلي الفصائل، فضلاً عن مقتل 12 من التنظيم. من جهته، قال الناشط ومدير تحرير وكالة «شهبا برس»، القريبة من المعارضة، مأمون الخطيب، لـ«فرانس برس»، إن مقاتلي الفصائل تصدوا لهجوم نفذه نحو 500 عنصر من التنظيم، حاولوا اقتحام المدينة فجر أمس. وتأتي هذه الاشتباكات بعد ساعات من تأكيد مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية إلقاء ذخائر للفصائل المقاتلة بالقرب من مارع، إلا أنه شدد على أن الأمر يقتصر على الذخائر، ولا يشمل أسلحة خفيفة أو صواريخ مضادة للدروع. وقال المرصد «إنها المرة الأولى التي تلقي فيها طائرات التحالف الأسلحة والذخائر لغير المقاتلين الأكراد». ويحاول التنظيم، منذ السبت الماضي، اقتحام مارع، ثاني أبرز معقل للفصائل في حلب، إثر تمكنه من قطع طريق الإمداد الوحيد، الذي كان يصلها بمدينة إعزاز الحدودية مع تركيا، ما جعل عشرات آلاف المدنيين عالقين بين جبهات القتال والحدود. وفي شمال شرق حلب، واصلت «قوات سورية الديمقراطية»، التي تضم مقاتلين أكراداً وعرباً هجوماً، بدأته مطلع الشهر بدعم من التحالف الدولي لطرد التنظيم من مدينة منبج، أحد أبرز معاقله في شمال سورية. وأفاد المرصد، أمس، عن تسجيل حركة نزوح لعائلات المقاتلين الأجانب في التنظيم من منبج، ومدينة جرابلس المجاورة باتجاه الرقة، معقله الأبرز في سورية. وفي سنغافورة، كشف وزير الدفاع الأميركي، آشتون كارتر، أن عناصر التنظيم، الذين يواجهون «قوات سورية الديمقراطية» في منبج، «يطمحون» إلى التخطيط لشن هجمات إرهابية في الخارج. وقال، على هامش مشاركته في قمة إقليمية حول الأمن: «لهذا السبب، ولكون المدينة نقطة دخول وخروج مقاتلين أجانب، فهي تعد هدفاً مهماً، ونحن مرتاحون للعمل مع القوات المحلية». في السياق، قال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، أمس، إنه أعد خطة لإسقاط المساعدات جواً على 19 منطقة محاصرة داخل سورية، لكن هناك حاجة إلى التمويل، وإلى موافقة الحكومة السورية قبل التنفيذ. وأضاف، في بيان، أنه سيتسنى إنزال المساعدات من ارتفاعات كبيرة في أربع مناطق، بينها الفوعة وكفريا، حيث يعيش نحو 20 ألف شخص تحت الحصار، لكن المناطق المتبقية وعددها 15، تقع في مناطق حضرية أو شبه حضرية، حيث ستكون الطائرات الهليكوبتر هي الخيار الوحيد لنقل المساعدات. وعرقلت الحكومة السورية، بدرجة كبيرة، محاولات الأمم المتحدة للوصول إلى المدنيين في المناطق المحاصرة، أو رفضت طلباتها، أو منعت قوافلها في اللحظة الأخيرة، أو لم تصدر سوى موافقات مشروطة. إلى ذلك، أعلن المركز الروسي لتنسيق الهدنة في سورية أنه تم، أمس، التوصل إلى اتفاق بشأن تمديد سريان التهدئة في بلدة داريا بريف دمشق، بحسب وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء.