يراهن المنتخب الكرواتي كثيراً على صانع ألعاب فريق ريال مدريد، لوكا مودريتش، الملقب بـ«كرويف كرواتيا» خلال خوضه نهائيات كأس أوروبا لكرة القدم التي تنطلق الاسبوع المقبل بفرنسا، حيث لا يمتلك الكروات في الفترة الراهنة لاعباً يفوق مودريتش نجومية وقيمة فنية في هذا المنتخب الذي اعتاد تقديم كرة قدم جميلة على طريقة اللاتينيين. الطفل اللاجئ قبل أن يصبح نجماً في الملاعب الأوروبية والعالمية، كان لوكا مودريتش الملقب بـ«كرويف كرواتيا» طفلاً لاجئاً تعلم فنون الساحرة المستديرة بمراوغات ومداعبة الكرة بمرآب سيارات تحت اصوات القنابل التي كانت تسقط بالقرب من مكان اختبائه وعائلته في حرب البلقان الأهلية في التسعينات. عاش مودريتش طفولة مرعبة في حرب البلقان، حيث فقد جده وتهجرت عائلته من قريتها عندما كان بعمر السادسة. ورغم تفضيله عدم التطرق الى هذا الموضوع، قال لصحيفة «دايلي تيلغراف» في 2008: «هذا ما صنع مني الشخص الذي ترونه اليوم. أنا أقوى اليوم لكني لا أحب التركيز على ذلك. لا يفاجئني شيء اليوم وأنا على استعداد لمواجهة اي طارئ». ويتذكر ميودراغ باونوفيتش، أحد مدربيه الأوائل في فريق ان كاي زادار، بدايات الطفل الموهبة بقوله: «طفل نشيط يرتبط بعلاقات مع الأصدقاء بسهولة، كان طفلاً مثل بقية الاطفال حتى اللحظة التي يستحوذ فيها على الكرة»، مضيفاً «وسط 200 طفل، كان يعرف كيف يتخلص من الجميع منذ البداية. كان واضحاً انه سيصبح لاعبا رائعا، انه موهبة طبيعية ولكنه يعمل بشكل كبير». يقول عنه قائده في ريال مدريد الإسباني سيرجيو راموس «انه لاعب حاسم له دور كبير في الانتصارات التي نحققها»، مضيفاً «لم يلق ابداً الاشادة التي يستحقها، لكنه هو العمود الفقري لفريقنا». أسهم مودريتش بشكل كبير في تتويج النادي الملكي بلقبيه العاشر والحادي عشر في مسابقة دوري ابطال اوروبا عامي 2014 و2016، وأوضح انه سيحاول استغلال هذه المعنويات العالية ليكون أكثر أهمية بالنسبة لمنتخب بلاده الذي يتطلع الى تحسين أفضل نتائجه السابقة والتي كانت الدور ربع النهائي في عامي 1996 و2008. يأمل مودريتش في اعادة منتخب بلاده الى الواجهة الدولية أقله على غرار مونديال 1998 في مشاركتها الاولى بفرنسا، عندما حلت ثالثة تحت إشراف المدرب بلازيفيتش. ويبدو أن طموح مودريتش لا حدود له، لأنه يؤمن بقدرة منتخب بلاده على الذهاب حتى النهاية في كأس اوروبا 2016. وقعت كرواتيا في مجموعة قوية هي الرابعة الى جانب اسبانيا حاملة لقب النسختين الأخيرتين وجمهورية التشيك وتركيا، لكن هذه المنتخبات الثلاثة ستتوخى الحذر كثيراً من خط وسط «برازيليي أوروبا» بقيادة مودريتش ونجم برشلونة أيضاً إيفان راكيتيتش وثنائي انتر ميلان الايطالي إيفان بيريسيتش ومارسيلو بروزوفيتش، ولاعب ريال مدريد الآخر ماتيو كوفاسيتش، لكن الانظار والآمال ستكون معقودة على مودريتش. كان عمره 22 عاماً فقط عندما بات ثاني كرواتي فقط ضمن التشكيلة المثالية في الكأس القارية بعد عروضه الرائعة في نسخة 2008. وبعد كأس العالم الاخيرة في البرازيل، اختير مودريتش ضمن التشكيلة المثالية للاتحاد الدولي للعبة «فيفا».