دمشق: هشام عدرة في حين يشارك بمسلسلات اجتماعية معاصرة وشامية للموسم الدرامي المقبل 2014، اعتذر مؤخرا الفنان السوري نزار أبو حجر عن المشاركة في الجزء السادس من سلسلة «باب الحارة» التلفزيونية, حيث اشتهر أبو حجر في باب الحارة بتقديمه شخصية بائع البليلة (أبو غالب) في الأجزاء الثلاثة الأولى, ويوضح الفنان أبو حجر لـ«الشرق الأوسط» أسباب اعتذاره عن المشاركة، قائلا: «أرسل القائمون على المسلسل نص الجزء السادس لي لقراءته والمشاركة فيه، وقد فاجأني النص ودوري فيه؛ فبعد أن كان دوري في الأجزاء الثلاثة أساسيا ومحرضا ومحوريا أفاجأ بأن الشخصية (مسخت) في النص الجديد، وكأنه اعتداء على المشاهدين، الذين أحبوا شخصيتي في هذا المسلسل وتفاعلوا معها، ولذلك اعتذرت عن المشاركة بهذا الجزء حتى لا أسيء للمشاهدين، وكأن القائمين على هذا المسلسل يريدون تهميش شخصية أبو غالب في الجزء السادس الجديد, ما الأسباب؟! لا أعرف.. لقد حاول القائمون على المسلسل أن أقبل تجسيد الشخصية في الجزء السادس فكان جوابي لهم: من سابع المستحيلات, فقالوا لي عدّل في الشخصية كما تريد، فقمت بالفعل بوضع التعديلات عليها، ولكنهم رفضوا التعديل، وجوابهم أن هذا يؤثر على خطوط المسلسل. لقد شعرت أنهم يريدون حرق شخصية أبو غالب التي أحبها المشاهدون، وكانت أحد أسباب نجاح مسلسل (باب الحارة), وشعرت أنهم يريدون الأذى والإهانة للشخصية، ومن خلالها الأذى لي وللجمهور، ولذلك رفضي كان على قدر هذا الشعور». ويواصل أبو حجر حديثه قائلا: «كنت أود لو أمزّق نفسي وأنا أقرأ دور أبو غالب في الجزء السادس، وأسأل نفسي: لماذا هذه الإهانة لي؟ وما السبب في ذلك؟ وهذا الرفض ليس جديدا عليّ؛ فقد رفضت من قبل المشاركة في الجزء الرابع من المسلسل وحلّت شخصية النمس بدلا مني، ولذلك كان ردّي عليهم حاليا: الدنيا لا تخلوا من (نموسة)، فأتوا بنمس جديد ليصور هذه الشخصية, وأنا كنت راضيا عن شخصيتي في الجزأين الأول والثاني، ولكن في الجزء الثالث كنت أنوي الاعتذار عن المشاركة فيه، ولكن إرضاء للمخرج بسام الملا شاركت فيه وندمت فيما بعد على مشاركتي. أصور حاليا دوري في المسلسل الاجتماعي (نساء من هذا الزمن)، وأجسد فيه شخصية (أبو ديما) الرجل المصاب بمرض الوهم, كذلك أصور دوري في مسلسل كوميدي شامي مع المخرج والممثل فادي غازي، ولديّ عمل مع المخرج سيف سبيعي أجسد فيه شخصية (أبو حياة)، وهناك عمل مع المخرج المثنى صبح تحت عنوان (هبوب الريح)، والمسلسل ينتمي للبيئة الشامية ويرصد حالة تعود لعام 1846م». وأسأل الفنان أبو حجر عن إمكانية تأثير شخصية أبو غالب بائع البليلة على الشخصيات التي يجسدها في الأعمال الدرامية الأخرى، فيجيب: «لم تؤثر مطلقا، بل من حظي الجيد أن أخرج من شخصية أبو غالب، إن لم تكن متطورة، ومن سوء حظي أن أقدم شخصية أبو غالب بشكلها السيئ المعروض عليّ حاليا، ولذلك هم من عدم الإدراك بشخصيتي في الحياة اليومية العادية، بحيث اعتقدوا أنني أنا (أبو غالب) بحق؟! ولم يدركوا أنني أعرف أقرأ النص جيدا وأعرف إلى أين يتجه، ولماذا كتب بهذا الشكل والنيات المبيتة خلفه؟!». و يتابع أبو حجر: «أود أن أقول لك هنا إن كل العبارات التي كان أبو غالب يرددها في الأجزاء الثلاثة الأولى هي من إضافاتي الشخصية مثل (بليلة بلبلوك بالنهار أكلوك وبالليل فضحوك)، والتي صار الباعة الجوالين للبليلة بدمشق يضعونها على عرباتهم كما رددتها في المسلسل ويقلدّون نموذج المسحراتي والبائع وغيرها التي جسدتها، ولذلك أرى الشخصية الموجودة على الورق (ثمنها فرنك)، والورق موجود على كل حال معي، ولذلك عملت على الشخصية وأضفت لها حتى خرجت بهذا الشكل ونالت إعجاب الناس، ولو كان القائمون على المسلسل يعرفون أنها ستخرج بهذا الشكل وتنجح لما أعطوني إياها؟!». وحول أن تعرض لمواقف طريفة من الجمهور بسبب شخصية أبو غالب يقول أبو حجر: «أثناء عرض المسلسل من المعروف أن شخصية أبو غالب سلبية اجتماعيا، ولكنني حاولت كسر هذه السلبية وتمكنت من المزج ما بين السلبية التي تميزها وجعلها شخصية محبوبة، وهذا ما حصل فعلا لذلك أحبها الناس، وخاصة الأطفال، وفي لحظة من اللحظات مع تصاعد سلبية الشخصية في المسلسل تعرضت لانتقادات من الناس في الشارع، وكأنهم عدوا الأمر حقيقيا! بعضهم لحقني وقال لي: (يبعتلك حمى.. لماذا وضعت القفل على أبو عصام)». وحول سر وجوده في كثير من المسلسلات التلفزيونية السورية، على الرغم من وجود الشللية في الدراما السورية، يقول أبو حجر: «علاقتي مع معظم المخرجين غير جيدة، ومع ذلك يعرضون علي الأدوار، وأنا بشكل عام زاهد فلا يهمني إن عرض علي العمل أم لا، ولا أقاتل، وأحيانا تكون هناك ردة فعل قوية منّي تجاه المخرج، إذا كان ما يُعرض عليّ سيئا، وأقول للمخرج إما أن تراني بالشكل الصحيح أو لا ترسل لي نصّ المسلسل الذي ستخرجه! هناك مخرجون عرفوا ما أريد فصاروا يقدرون ذلك، ويرسلون لي النصوص التي تناسبني، ومنهم المخرج أحمد إبراهيم الأحمد والمخرج المثنى صبح». وللفنان أبو حجر رأي في ذلك في ظاهرة التكرار في دراما البيئة الشامية، وهو أن هذه الظاهرة تؤثر سلبا على الدراما السورية، ولذلك يكفي تقديم المزيد منها لأن الدراما (دهشة)، فعامل الدهشة ذهب بسبب التكرار، ولذلك صارت الدراما الشامية ممجوجة بالنسبة للمشاهد، فالمتفرجون لم يعد لديهم القابلية لمتابعة الأعمال الشامية، خاصة مع وجود ساحات أخرى تقدم دراما مختلفة كالتركية والمصرية والخليجية.