أولاً يجب أن يدرك الجميع والمنتمون للأندية أننا عندما ننقد التحكيم وأخطاء الحكام فإننا لا نعني الأندية بقدر ما نهدف لإصلاح وضع عام يصب في صالحها في نهاية الأمر، فالنصرعلى سبيل المثال لو خسر مباراته أمام العروبة أو تعادل يظل المتصدر والأميز والأجدر حتى الآن ببطولة الدوري وهو في غنى عن أية أخطاء تصب في صالحه والهلال كسب مباراته أمام الرائد وهو كذلك والرائد والعروبة والتعاون والشعلة وكل الأندية سواسية أمام العدالة. ثانياً إنني لا أبني رأيي على تصاريح المنتمين للأندية أو بعض الإعلاميين ولا رؤيتي الشخصية رغم ثقتي بقدرتي على تقييم الأخطاء وتطبيق القانون وإنما على رأي محللين تحكيميين عبر وسائل الإعلام وتطابق وجهات نظرهم حيال الحالة. كما أنه ليس من عادتي أن أنقد التحكيم وهي حالات نادرة لأنني أؤمن بحقيقة (الأخطاء جزء من اللعبة والحكام بشر) رغم الملل الذي أصابنا من ترديدها مثل لكن عندما تصل الحال إلى مرحلة (رقع يا مرقع قال هذا الشي ما يترقع) لم يعد الأمر فرض كفاية بل ربما أصبح فرض عين. لن أذهب بعيدا فما أكثر الحالات لكنني سأتوقف عند ثلاث مباريات في جولة واحدة (الأخيرة) لا تحتمل التأويل وربما حدث غيرها في مباريات أخرى في نفس الجولة لكنها لم تنقل أو كانت بعيدة عن الإعلام. ـ في مباراة الشعلة والتعاون لم يحسب الحكم (ولأقول أغفل) حسين الستري ضربتي جزاء للتعاون على مدار الشوطين وفاز الشعلة بهدف في الوقت بدل الضائع. ـ وفي مباراة النصر والعروبة لعب محمد نورالكرة مرتين قبل أن تصل للاعب آخر وجاء منها الهدف الثاني للنصر وهو خطأ يعاقب عليه بضربة حرة غير مباشرة ومن بديهيات قانون الكرة لا تفوت على حكم مبتدئ ولو سلمنا بعدم ملاحظة الحكم فأين دورالمساعد؟ ثم جاءت (أم الكوارث) بعدم احتساب الدولي محمد الهويش ضربة جزاء للعروبة جراء مسك القميص وتعمد لعب الكرة باليد في الهواء داخل منطقة الجزاء (كل منها تستحق العقوبة) رغم تنبيه الحكم المساعد له عبر اللاسلكي. وهذا غيض من فيض فالرائد تضرر قبل أيام والشباب والاتحاد والأهلي وجميع الأندية استفادت وتضررت من التحكيم لكن هناك أخطاء مقبولة ويمكن حملها على التقدير وأخرى لايقبل فيها أي تبرير. سيعترف هؤلاء الحكام بأخطائهم وستعترف لجنة الحكام بها وقد يتم إيقافهم مددا معينة وفي كل مرة يحدث هذا ثم ماذا بعد؟ من يعيد الحق إلى أصحابه؟ شخصياً لا يمكن أن أتهم حكماً في نزاهته وضميره أو أعتقد أنه سيتعمد هزيمة فريق ودعم آخر لكنني أقولها بكل ثقة وأنا مسؤول عما أقول إن حكامنا أو على الأقل معظمهم لا يملكون الثقة في أنفسهم ولا الشجاعة في اتخاذ القرار ومن لا يملك هاتين الصفتين فليس حرياً أن يقال له (حكم) ولا يستحق شرف هذه المهنة ولا الشارة التي يحملها. علينا ألا نغالط أنفسنا كما قلت في (مختصر السبت) ونعلن ثقتنا في الحكم السعودي لأن بعضهم لا يستحق هذه الثقة ونحن نظلمه بها. وعلينا ألا نلوم رؤساء الأندية وهم يعلنون بكل صراحة ووضوح استعدادهم لنقد التحكيم بل (وسبه) ودفع الغرامة مقابل ذلك فقد أصبحت هذه الغرامة (مهزلة) بالنسبة لهم. والآن اقتنعت أن (فيفا) على حق عندما لا يختار حكماً سعودياً للمونديال فهل أنتم مثلي مقتنعون؟ والله من وراء القصد،،،