لم يصمد سعر برنت طوبلا فوق مستوى 50 دولارا، إذ أنه عاد وكسره متأثرا بتصريحات وزراء أوبك لدى بدء توافدهم الى مقر المنظمة في فيينا لبدء الاجتماع الدوري المنتظر. فقد عكست هذه التصريحات تناقضا في المواقف حيال الاتفاق على تحديد سقف للانتاج الذي كان سرى أمس ودعم الأسعار. فقد إعتبر وزير الطاقة السعودي خالد الفالح أنّ سوق النفط تستعيد توازنها، وانّ أسعار النفط ستتحرك وفقا لاستعادة هذا التوازن. وأبدى الفالح قلقا إزاء أسعار النفط المنخفضة لكنه إعتبر أننا في الطريق للصعود، وأضاف إن بلاده لن تسبب صدمة في سوق النفط وإنها ستنتهج اسلوبا ناعما حيث تسعى للاستقرار على المدى الطويل. ولفت الفالح الذي يشارك للمرة الأولى في إجتماع أوبك بصفته وزيرا الى أنه سيستمع لأي اقتراح تطرحه إيران على مائدة المفاوضات في اجتماع المنظمة. الموقف الايراني جاء في المقابل تصعيديا، حيث إعتبر وزير النفط بيجن زنغنه أن أوبك لا يمكنها السيطرة على أي شيء ما لم تحدد حصصا لإنتاج كل دولة، وأصر على أن طهران تستحق حصة مرتفعة استنادا إلى الإنتاج التاريخي. ورأى زنغنه إن حصة عادلة لإيران ينبغي أن تكون 14.5% من إجمالي إنتاج أوبك. وتنتج أوبك 32.5 مليون برميل يوميا وهو ما يعني إعطاء إيران حصة تبلغ 4.7 مليون برميل يوميا وهو أعلى كثيرا عن مستويات إنتاجها الحالية، وهو أشار الى أنّ إنتاج بلاده من النفط سيصل إلى 4.8 مليون برميل يوميا خلال 5 سنوات من الآن. وقال زنغنه أيضا إنه يؤيد المرشح النيجيري لمنصب الأمين العام لأوبك. ومن الضفة الأخرى برز موقف من موسكو حيث نقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عن نائب رئيس الوزراء أركادي دفوركوفيتش قوله ان بلاده مستعدة لمناقشة تثبيت إنتاجها من النفط إذا اتخذت دول منظمة أوبك موقفا موحدا بشأن هذا الموضوع. قطر أما وزير الطاقة القطري محمد السادة الذي قاد مع نظيره الفنزويلي مفاوضات مكوكية في فبراير / شباط الماضي لمحاولة تثبيت الانتاج التي فشلت بسبب خلافات السعودية وايران، فلفت فبل دخوله الى اجتماع أوبك إن سوق النفط إيجابية في الوقت الحالي وتسير في اتجاه التوازن مضيفا أن جميع الخيارات مطروحة بما في ذلك سقف جديد لإنتاج النفط الخا. وأضاف السادة أن المناخ في اجتماع أوبك إيجابي في إشارة إلى أسواق النفط، معتبرا أن السعر العادل للنفط الذي يشجع الاستثمار ينبغي أن يكون فوق 50 دولارا للبرميل. الاتفاق مستبعد ومع بدء دخول الوفود الى القاعة نقلت رويترز عن مصدرين في أوبك أنه من غير المرجح التوصل إلى اتفاق تحدد المنظمة بموجبه سقفا جديدا لإنتاج النفط في الوقت الذي تتبنى فيه إيران موقفا متشددا. وتلعب الدبلوماسية دورا في الدقائق الأخيرة قبيل الاجتماع في مسعى لتوصل أوبك إلى حل وسط خلال اجتماعها اليوم إذ يلتقي الوفد الإيراني كلا من نيجيريا وقطر في الصباح. وبدأ إجتماع أوبك الساعة 11:00 قبل الظهر بتوقيت السعودية، حيث من المتوقع عقد جلسة مغلقة الساعة 13:00 بتوقيت السعودية، على أن يعقد مؤتمر صحافي الساعة 17:00 بتوقيت المملكة أيضا. من جانبه شكك نائب رئيس الوزراء الليبي موسى الكوني في إمكانية التوصل لاتفاق بشأن سقف الإنتاج. من جانبه قال وزير النفط النيجيري إيمانويل إيبي كاتشيكو إنه يرى عقلية منفتحة في اجتماع المنظمة لكنه لا يعلم ما الذي سيسفر عنه هذا الاجتماع. وقال كاتشيكو إن إنتاج النفط النيجيري ارتفع إلى 1.6 مليون برميل يوميا، بعدماا كان تراجع الشهر الماضي إلى 1.4 مليون برميل يوميا بسبب سلسلة من الهجمات والحادث الذي وقع في مرفأ شركة إكسون موبيل لتصدير خام كوا ايبو. ورغم استمرار الهجمات التي ينفذها متشددون في منطقة دلتا النيجر المضطربة قال كاتشيكو إن نيجيريا تستهدف إنتاج ما يتراوحى بين 2.2 و2.3 مليون برميل يوميا في العام الحالي. وفي المواقف التي سبقت الاجتماع أيضا قال وزير النفط الكويتي بالوكالة إنّ استراتيجية أوبك تعمل بنجاح وسنتحقق من أنها تواصل العمل معتبرا أن 50-60 دولارا لبرميل النفط سعر ملائم. وتوقع وزير الطاقة الإماراتي ارتفاع أسعار النفط في النصف الثاني من العام الحالي لافتا الى أنّ السوق بحاجة لمزيد من زيادة أسعار النفط لنتمكن من استدامة الاستثمار في القطاع. أما وزير الطاقة الجزائريل فأمل في أن تعود منظمة البلدان المصدرة للبترول لنظام سقف الإنتاج مع تحديد حصة لكل دولة. أما وزير النفط الفنزويلي فرأى إن نطاقا لإنتاج النفط قد يكون بديلا عن محادثات بشأن سقف الإنتاج.