×
محافظة مكة المكرمة

كنا كدا

صورة الخبر

ينعم ذوو الاحتياجات الخاصة في مختلف مناطق ومحافظات المملكة بالرعاية والاهتمام الذي توليه حكومة المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله-، من خلال إيوائهم في المراكز الخاصة والمتعلقة بهم، إضافةً إلى رعايتهم وتعليمهم وتهيئتهم ليصبحوا أعضاء فاعلين في مجتمعهم، إلاّ أن هذه الفئة الغالية في محافظة الدوادمي والمراكز التابعة لم تحظى -مع الأسف الشديد- إلى هذا اليوم بخدمات وزارة الشؤون الاجتماعية أسوةً بغيرها من محافظات المملكة، لاسيما أنها تُعد من أكبر محافظات منطقة الرياض من حيث الحجم والمساحة، ولكثرة الأعداد الكبيرة والمتزايدة عامة، ومن ضمنهم ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث إنهم بحاجة ماسة لمن يكفل لهم حق الأولوية في افتتاح المراكز الذي حُرِموا من خدماتها سنين طويلة، مما أدى إلى هجرة الكثير من أهالي المحافظة إلى مدن أخرى بحثاً عن ملجأ يؤوي أبناءهم وبناتهم المعوقين، بدلاً من عنائهم المستمر وتعرضهم لمخاطر الطرق المؤسفة لمتابعة حالات علاجهم. ويتجاوز عدد المحتاجين لمركز التأهيل من ذكور وإناث أكثر من (1500) حالة، حسب إحصائيات مكتب الضمان الاجتماعي وجمعية البر الخيرية في الدوادمي، إضافةً إلى عدم وجود أي جهة تابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية مثل مركز للتنمية الاجتماعية ودار للملاحظة الاجتماعية، ما عدا مكتب للضمان الاجتماعي مضى على تأسيسه أكثر من (35) عاماً، يخدم فئات معينة من المستفيدين دون كافة الفئات من المواطنين، مما يتطلب افتتاح مركز للتأهيل الشامل يتولى رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة وتعليمهم، مع وجود مختصين ملمين بشؤون هذه الفئة الغالية على قلوب الجميع. معاناتي مستمرة وقال المواطن "نادر بن نغيمش الغبيوي" -من سكان الدوادمي وأحد ذوي الاحتياجات الخاصة ويعاني من شلل نصفي سفلي منذ ما يقارب ثماني سنوات بسبب حادث مروري-: ما زالت معاناتي مستمرة نظراً لعدم وجود مركز للتأهيل الشامل بالمحافظة، حيث لا يوجد لدي خيار سوى مدينة الأمير سلطان الانسانية بمدينة الرياض، على الرغم من تحديدهم لموعد زيارتي وهو مرة واحدة فقط طوال العام!، مضيفاً أنه سبق وطالب وزارة الشؤون الاجتماعية منذ عامين تأمين سيارة تماشياً مع الأمر السامي الكريم بشأن صرف سيارات لذوي الاحتياجات الخاصة، لكن دون جدوى، على الرغم من تكرار المواعيد من قبل الوزارة بشأن موعد صرف السيارة، مبيناً أن الإعانة التي يتم صرفها لذوي الاحتياجات الخاصة قدرها (800) ريال، وهي بكل تأكيد غير كافية لمصاريف العلاج والمستلزمات الطبية، إضافةً إلى التنقلات في حال الضرورة، مشيراً إلى أن العربات التي يتم صرفها من قبل وزارة الشؤون الاجتماعية تحتاج إلى إعادة نظر، حيث إنه سبق وطالب بتأمين كرسي متحرك كهربائي إلاّ أن الوزارة رفضت بحجة أن نوع الحالة شلل سفلي، وأن الكراسي المتحركة الكهربائية تصرف للمعوقين من ذوي الشلل العلوي وخاصة إعاقة الأيدي. مركز تأهيل وأكد الأستاذ "سعد بن محمد اليحيى" -مدير مستشفى الدوادمي والمشرف العام على المراكز الصحية- على أن أهم الخدمات التي تحتاجها محافظة الدوادمي والمراكز التابعة لها، هي مركز للتأهيل الشامل -ذكور وإناث-، وكذلك دار ملاحظة اجتماعية ومركز للتنمية الاجتماعية، مضيفاً أن وزارة الشؤون الاجتماعية تعد من أهم الوزارات التي تقدم خدماتها لفئة من أبناء وبنات المجتمع هم بحاجة إلى من يقف إلى جانبهم ويمد لهم يد العون والمساعدة لتوفير الحياة الكريمة لهم، خاصةً ما يتعلق بالمعوقين والمعوقات في المحافظة والمراكز التابعة لها، مُشدداً على ضرورة افتتاح مركز للتأهيل الشامل يتولى رعايتهم وتعليمهم، في ظل وجود متخصصين ملمين بشؤون هذه الفئة الغالية على قلوب الجميع، لافتاً إلى أنه اتضح لإدارة المستشفى من واقع السجلات الطبية أن عدد ذوي الإعاقة الذين تم الكشف عليهم من قبل مستشفى الدوادمي ما يقارب (90) معوّق -ذكور وإناث-، جميعهم إتجهوا إلى مراكز التأهيل الشامل ما بين مدينة الرياض ومحافظتي عفيف والمجمعة. إجراء البحوث وشدّد الأستاذ "سعد بن محمد الحمقي" -مدير وحدة التوجيه والإرشاد في الكلية التقنية بالدوادمي- على أهمية إنشاء مركز للتنمية الاجتماعية، للإفادة من الإمكانات المحلية المتاحة في المحافظة، وكذلك الاهتمام بصقل قدرات الأفراد واستثمار طاقاتهم لكافة البرامج لجميع فئات المجتمع بمختلف الأعمار، إضافةً إلى الاسترشاد برأي عدد من القيادات مثل العلماء وأعيان المحافظة ومديري القطاعات الحكومية والخاصة، إلى جانب تحديد أولويات البرامج والمشروعات عن طريق إجراء البحوث والدراسات لاختيار المشروعات ذات النتائج الملموسة مع قلة التكاليف، مع الاعتماد على الموارد المحلية مادية وبشرية, أهلية وحكومية، وكذلك تقدير تكلفة المشروعات بواقعية، والإفادة من إمكانات القطاع الخاص ومشاركته في تنفيذ بعض المشروعات التنموية ذات النفع العام لصالح المركز، إلى جانب إتاحة المركز للجميع الإفادة من الخبرات والتجارب السابقة للمشروعات الناجحة للبرامج الاجتماعية والثقافية والرياضية والترفيهية والأمومة والطفولة، إضافةً إلى برامج الأسر المنتجة. حاجة مُلحة وأشار "فهد بن عواض الهويل" -أخصائي إجتماعي- إلى أن محافظة الدوادمي بحاجة ماسة إلى دار للملاحظة الاجتماعية والتوجيه الاجتماعي، مضيفاً أن الأحداث -صغار السن- الذين يتم القبض عليهم يتم إيقافهم بقسم الشرطة لحين تحويلهم إلى دار الملاحظة الاجتماعية بمدينة الرياض, مؤكداً على أن هذا الإجراء يؤثر دون أدنى شك على الحدث من الناحية النفسية والاجتماعية، فضلاً عن تعرضه إلى حالات التحرش من قبل الموقوفين الأكبر منه عمراً. وناشد العديد من أولياء أمور ذوي الاحتياجات الخاصة بمحافظة الدوادمي المسؤولين في وزارة الشؤون الاجتماعية بضرورة إيجاد مركز للتأهيل الشامل للذكور والإناث في محافظة الدوادمي لرعاية أبنائهم وبناتهم المعوقين، مؤكدين على حاجتهم الماسة والملحة لمثل هذه المراكز لإيوائهم وتأمين متطلباتهم وتعليمهم على أيدي مختصين في هذا المجال كمطلب عاجل، تمهيداً لاستكمال خدمات الوزارة المتبقية لخدمة المحافظة والمراكز التابعة لها، أسوةً بمختلف محافظات ومناطق المملكة.