×
محافظة الرياض

بدعم حكومي الأرجنتيني بيلسا يقود الأخضر مقابل 280 مليون ريال

صورة الخبر

< تحتاج وزارة التعليم إلى جهد استخباراتي، وشهادات من طالبات وأسر؛ لتحديد أسماء معلمات في التعليم العام يمارسن أدوار إفتاء شرعي عشوائي؛ يتسبب في إرباك وزعزعة معتقدات الطالبات الصغيرات، حد الوصول بهن إلى حتمية دخول النار قطعاً، أو تصورات مرعبة عن أنماط عذاب ينتظرهن في القبر. ترتكز هذه المقالة على طالبة الصف الثالث متوسط «هيا بندر»، العائدة إلى منزلها من المدرسة خلال الأسبوع الماضي؛ بقناعة حول وجوب تهشيمها مرسمها الحاضن لها منذ نعومة أظافرها؛ لأن معلمتها قالت لها «الرسم حرام، والنار مصيرك». كانت «هيا» ترسم قبل أن تتعلم الكتابة، والتدثر بمريول المدرسة، واستجابت أسرتها لموهبتها ببناء تراكمي لمرسم بات محراباً ومتنفساً أعوام الطفولة والصبا، وجزءاً من اعتدادها بقدراتها الفردية في مدرستها، وأمام أسرتها المؤمنة بأن في بيتهم «فنانة»، ثم فجأة تحولت الصغيرة إلى متطرفة ضد الرسم، بمعنى أكثر اختزالاً «متطرفة ضد ذاتها». تقصت الأسرة بهدوء أسباب «الانقلاب الفكري» لدى صغيرتهم، فوجدوه يبدأ وينتهي بإحدى معلماتها المنهمكة في إقناع الصغيرات بأن ثمة هوايات تؤدي بهن إلى النار، وخلال هذا العام الدراسي استقبلت «هيا» تأثيراً استطاع طمس ارتباطها بالرسم، والدخول في قناعة مفادها «النار، النار». كان حزن الأسرة مركباً، فإضافة إلى خروج ابنتهم من عالم الرسم، وجدوها في رعب تصورات عن حتمية دخول النار إلى درجة قولها «أنا ما عندي مشكلة أترك الرسم، أنا خايفة من النار»، ومؤكدة أنها تؤمن بكلام معلمتها أكثر من أمها وأبيها. تكاتفت أسرة هيا في مهمة إنقاذ، ساعدهم «الشيخ يوتيوب» بمجموعة لقاءات وإجابات لمجموعة من أهل العلم تشير إلى أن ما ادعته المعلمة المفتية غير صحيح، وأن كلمة «المفتية» تحتاج حرف «راء»؛ لتصيح النطق والوصف. كانت «هيا» أكثر سعادة من أسرتها بالعودة إلى الرسم؛ لأنه عودة إلى الحياة، بينما ليس لكل طالبة أسرة مماثلة لأب وأم هيا، يمارسان تقصياً للمشكلة وحلولاً، ويستنجدان بكل من يقدم مدداً. تأتي «هيا» نموذجاً أُنقِذ -ولو موقتاً- من «انقلاب فكري» تجتهد معلمات في ممارسته ببسالة، تاركات مهمة وأمانة تعليم المنهج لمصلحة زيادة أدوات التطرف، أو إخراج صغيرات من عوالم خاصة بهن (كالرسم أو غيره) تمنحهن قيمة ذاتية واستقراراً نفسياً. يقال شعبوياً: (قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق)، وأزيدها شعبويةً (قطع الأعناق ولا قطع الأفكار)، فكل طالبة صغيرة هي فكرة لمواطنة ذات إنجاز، ما لم يتكاثر في مدارسنا معلمات قابلات للرسم على شكل معاول هدم للأجيال، ويزرعن التطرف ضد الإنسانية ومشاريع دولة يتسلمن رواتبهن منها. jeddah9000@