كل الوطن- واس:حصدت جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن جائزة أبها للثقافة لأفضل بحث علمي مقدم من الأستاذتين في كلية الخدمة الاجتماعية الدكتورة جميلة اللعبون والدكتورة أمل الفريخ, بعنوان دور الخدمة الاجتماعية في الحد من تأثير الأعراف الاجتماعية السلبية على التنمية الاجتماعية للعام 1436 / 1437هـ. وطبق البحث الفائز على 1238 طالبة جامعية في مرحلة البكالوريوس والدراسات العليا في الجامعات الحكومية بمناطق المملكة العربية السعودية، حيث يهدف البحث إلى الحد من تأثير الأعراف الاجتماعية السلبية على التنمية الاجتماعية، إيمانا بدور الشباب في الخدمة الاجتماعية وحرصا على تنمية المجتمع من خلالهم، بتشجيعهم للمشاركة في مجالات التنمية الاجتماعية وتعزيز قيم الولاء والتنمية المجتمعية، ودعم المبادرات المجتمعية لمواجهة الأعراف السلبية، مع تشجيع منظمات المجتمع المحلي لطرح برامج لتعزيز مشاركة الشباب في التنمية. وأشارت الدكتورة اللعبون إلى أن أبرز أنواع وصور الأعراف الاجتماعية المنتشرة بين الأسر السعودية المتمثلة بعادات الزواج في المرتبة الأولى لكونها من العادات المنتشرة في جميع مناطق المملكة، يليها عادات القبائل، ثم عادات الأفراح والتعازي في المرتبة الأخيرة، موضحة أن من أهم الأسباب والعوامل المؤدية إلى انتشار الأعراف الاجتماعية السلبية تمسك كبار السن من شيوخ القبائل بالعادات والتقاليد، وعدم وعي بعض الأفراد بسلبيات الأعراف الاجتماعية والتعصب القبلي حيث أنه سبب في التمسك ببعض الأعراف الاجتماعية، مؤكدة أن التمسك بالعادات والأعراف هو الرغبة بالشعور في الانتماء والأصالة للقبيلة والمفاخرة بين القبائل لإظهار القوة والوجاهة. من جانبها، لفتت الدكتورة الفريخ إلى الآثار المترتبة على التمسك بالأعراف الاجتماعية حيث تنعكس على التنمية الاجتماعية في ضعف مشاركة الشباب في النشاطات المجتمعية، وعدم المبادرة للتطوع في مجالات الخدمة المجتمعية، والتسلط الذكوري على الإدارة المالية لموارد ودخل الأسرة، والنظرة الدونية لمشاركة المرأة وإسهاماتها في المجتمع. وكان البحث قد توصل إلى العديد من النتائج أهمها العمل على الحد من الأسباب المؤدية إلى التمسك بالأعراف الاجتماعية، حيث يتأتى ذلك بتكثيف جهود الإعلام في هذا الجانب من خلال البرامج التثقيفية أو الإعلانية بطريقة مباشرة أو غير مباشرة عبر المسلسلات التلفزيونية أو المسرحيات أو برامج الشباب أو عمل مسابقات لتحفيز الابتعاد عن هذه الصور من الأعراف الاجتماعية، كذلك وضع مقررات منهجية في جميع المراحل التعليمية للوعي بأضرار صور الأعراف غير المقبولة ومدى تأثيرها على المجتمع في المستقبل في حال استمرارها. فيما أوصت الدراسة بتفعيل دور الخدمة الاجتماعية في مواجهة الأعراف الاجتماعية السلبية، من خلال رصد الميزانيات الخاصة لدعم جهود الخدمة الاجتماعية في هذا المجال، إضافة إلى عمل دراسات علمية اجتماعية على المناطق التي تعاني من انتشار صور الأعراف الاجتماعية السلبية وأهمية إنشاء الجمعيات العلمية التي تنادي بنبذ صور الأعراف الاجتماعية السلبية، وصياغة خطط وبرامج لرعاية الشباب الجامعي في ضوء خطط التنمية على أن يكون من أهدافه تبني الشباب السعودي للمشاركة في وضع الخطط المناسبة لهم، ودعم توجهات الشباب من الجنسين بما يحد من انتشار صور الأعراف الاجتماعية السلبية، عبر شغل أوقات الفراغ للشباب في مجالات استثمار للمجتمع، وإنشاء أندية وحملات تنادي بالابتعاد والتخلي عن صور الأعراف السلبية في المجتمع وتنمي روح المواطنة.