بمجرد أن تضع قدميك على موقف الكدادة في مكة المكرمة تجد في استقبالك مجموعة من الرجال يهتفون بعبارات لجذب الركاب في الوقت الذي تمنع إدارة مرور العاصمة المقدسة تجمع المركبات في موقف الكدادة تجنبا لحدوث أي اختناقات مرورية. وفي شارع الستين، تجد الكثير من الكدادة يفرضون حضورهم مستغلين موقع الشارع لاستقطاب الركاب والمسافرين. وأوضح بندر الزهراني، أنه يعمل على مركبته في توصيل الركاب ما بين مكة وجدة لتأمين لقمة العيش التي تمنعه عن سؤال الناس، مشيرا إلى أنه تخرج في الجامعة ولم يجد وظيفة تغنيه من هذا العمل الشاق الذي عناؤه أكبر من دخله، ولكن الحاجة تجبرنا على العمل. وبين صالح عطية، أنه بعد أن تخرج من الثانوية العامة تقدم لعدة مؤسسات وشركات وجهات حكوميه، ليجد وظيفة براتب معقول ولكن دون جدوى، ما اضطره في النهاية لاستئجار سيارة والكد عليها لتأمين لقمة العيش له ولإخوانه، مبينا أنه يعمل على توصيل الركاب إلى جدة والمدينة والطائف، ويواجه مخاطر كبيرة أثناء سفره، مثل مماطلة بعض الركاب في دفع الأجرة أو مخالفته من أمن الطرق ومخالفات «ساهر» التي لا تنتهي وتعطل المركبة في بعض الأحيان وغيرها من المشاكلات. وفي موازاة ذلك، أوضح مدير مرور العاصمة المقدسة العقيد سلمان الجميعي، أن دوريات المرور تمنع تجمع المركبات تفاديا للتسبب في حدوث أي اختناقات مرورية تعطل حركة السير، مبينا أن هناك عقوبات تفرضها إدارة المرور على أصحاب المركبات المخالفة والتي تكون سببا في إعاقة حركة المركبات.