×
محافظة المنطقة الشرقية

«بلدي القطيف» يدعو البلدية إلى إطلاعه على عقود التشغيل والصيانة

صورة الخبر

لنبدأ بكتابة القصة الظريفة ثم نتحول بعدها للاستنتاج والتحليل. القصة تقول إن شاباً فرنسياً اسمه "ستيفان نيكلولا"، طالب بكلية الآثار والمتاحف في جامعة تولوز الفرنسية، اتفق مع عدد كبير من المتاحف الأوروبية الكبرى على أن يضع "الطارف" الرخيص من مقتنياته الشخصية على أرفف العرض الخاصة بهذه المتاحف. وأول ما فعله كان إذا اشترى أرخص نظارة شمسية من بائع متجول أمام متحف مرسيليا للفن الحديث وبقيمة ثلاثة "يوروهات" وضعها له المتحف في مكان بارز ببهو الاستقبال، ومن خلفها كان رجل الأمن يقف على حراستها بسلاحه البلاستيكي الوهمي ووقفته الجادة الصارمة. وحظيت هذه الفكرة المخادعة الكاذبة باندفاع المئات وعشرات آلاف الصور من زوار المتحف، وحتى بعد أن تم كشف الخدعة تحولت هذه النظارة الشمسية الرخيصة إلى النظارة الأغلى في سوق المزاد الأوروبي، ومن قيمة ثلاثة يوروهات بيد بائع متجول إلى 30 ألف يورو دفعها تاجر مقتنيات بلجيكي، ومع هذا لا زال المتحف يظن أنها أثمن من المدفوع بكثير ثم يحولها إلى "فترينة" العرض الرسمية. وعلى هذا النحو يواصل هذا الشاب مغامراته وحتى اللحظة استطاع إقناع ثلاثة متاحف أوروبية أخرى ولكم، وللخيال بما يلي: حذاء دورة مياه متهالك، وأزرار صفراء لجاكيت شتاء من دولابه، وأخيراً وللدهشة: فرشة الأسنان التي استعملها في فندق ألماني في ذات الصباح الذي كان فيه على الموعد مع متحف مدينة كولون. وأطرف ما كان في خيالات الزوار أن النظارة تعود إلى الزعيم الفرنسي، شارل ديجول. حذاء الحمام هو من استعملته الملكة "فكتوريا" في زيارتها الإفريقية الأخيرة. أزرار الجاكيت تعود إلى الديكتاتور الروماني "تشاوسكو"، وكلها خزعبلات خداع عقلي جذبت آلاف الزوار، وحتى بعد أن انكشفت الخدعة تعالوا لنكشف ذروة الدهشة: لدى هذا الشاب، عشرات الدعوات من عشرات المتاحف الأوروبية، وكل واحد منها ينتظر اختياره المكشوف حتى أمام زحمة الزوار الذين كشفوا الخدعة، ولكنهم في شغف لخياراته في كل متحف. الخلاصة أن الأفكار تخضع لقانون التسويق، ولكم بلعنا في حياتنا آلاف الأفكار الرخيصة التي تم تسويقها إلينا في قالب براق لامع مثلما تم تسويق الحذاء وفرشة الأسنان في بهو متحف. كم ينخدع العقل البشري بجمل رخيصة من لسان مثقف أو قلم مفكر أو منبر شيخ ثم تتحول هذه الأفكار والجمل إلى طرائق ومدارس وملل ونحل، دون أن ندرك أن هناك من يستطيع بيع الفأر في صورة فيل وتحويل القط في أعيننا إلى هيئة أسد.