السؤال الذي يطرح نفسه قبل مشاركة المنتخب الألماني لكرة القدم في كأس اوروبا 2016 هو هل سيكون قائده باستيان شفاينشتايجر جاهزا في فرنسا التي تستضيف البطولة من 10 يونيو إلى 10 يوليو؟. وإذا كان قلب ألمانيا يقول «نعم» فان عقلها بدأ يشكك في قائد ابطال العالم الذي اقترب من دائرة النسيان بعد انتقاله الصيف الماضي الى مانشستر يونايتد الانجليزي. ورمت أسبوعية «بيلد» الشهيرة مؤخرا حجرا في المياه الراكدة عندما تساءلت عن المستوى الراهن لشفاينشتايجر الذي تعرض لاصابة حادة في الرباط الداخلي لركبته مطلع يناير. وقال الحارس الدولي السابق اوليفر كان، زميل باستيان سابقا في بايرن ميونيخ، «اذا كان يريد القيام بدور القائد، عليه ان يستعيد مستواه بأسرع ما يمكن. اختيار لاعبين في التشكيلة على اساس ماضيهم أمر لا معنى له». وذهب لوثار ماتيوس أحد النجوم السابقين في الفريق البافاري والمنتخب الى أبعد من ذلك قائلا: «لا مكان للاعب لا يلبي المتطلبات حتى لو ورث شارة القائد» بعد اعتزال فيليب لام. وقد تكون صدمة ألمانيا كبيرة بعد ان اصبح باستيان ايقونة بكبر الوطن عقب المباراة النهائية لمونديال 2014 ضد الارجنتين (1-صفر بعد التمديد)، اذ لم ينس احد خروجه من الملعب بوجه مدمى نتيجة القتال المتواصل من أجل احراز اللقب وتعليق النجمة الرابعة على قميص «المانشافت» بعد أعوام 1954 و1974 و1990. أساسي.. في الصفحات الاجتماعية ومنذ انتقاله الى مانشستر يونايتد، بدأ نجم لاعب الوسط المكافح بالافول شيئا فشيئا حتى كاد ينسى في الملاعب، لكنه برز بشكل لافت في صفحات المجتمع من خلال العلاقة التي أقامها مع نجمة كرة المضرب الصربية آنا ايفانوفيتش. وبعد 7 اشهر على انضمامه الى النادي الانجليزي، كانت حصيلة شفاينشتايجر هزيلة: هدف وحيد دون أي تمريرة حاسمة واثر محدود -65 في المئة من الركلات ضائعة- من قبل الذي كان منوطا به دور قائد المجموعة البافارية. ولم يلفت شفاينشتايجر كثيرا نظر الهولندي لويس فان جال مدرب فريق «الشياطين الحمر» -أقيل مؤخرا- الذي اوصله الى القمة في 2010 خلال اشرافه على بايرن. وازاء هذا الوضع غير المريح، سرعان ما هب رئيس بايرن ميونيخ كارل هاينتس رومينيجه ومدرب ومدير المنتخب يواكيم لوف واوليفر بيرهوف كل بدوره لنجدة «الكنز» الاشقر. وأكد لوف الذي يراهن على تواجد القائد في فرنسا، «اعرف جيدا ان باستيان يركز كليا على كأس أوروبا وأنا اثق ثقة مطلقة بانه سيبذل كل ما يستطيع من أجل تحقيق ذلك». وفي الواقع، لا يحتاج شفاينشتايجر إلا الى ان يتعافى بدنيا للسفر مع المنتخب إلى فرنسا والقيام بدور القائد من مقاعد الاحتياط على غرار ما فعل في بداية مونديال 2014 في البرازيل. ويؤكد شفاينشتايجر،31 عاما و114 مباراة دولية، «أعرف جسمي جيدا. كل شيء يسير على ما يرام»، ويرد على المشككين بقدراته متهكما «لن اذهب في حال واحدة هي تقديم موعد كأس اوروبا إلى مارس».