بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة التدخين، تعيد «سكاي نيوز عربية» نشر تقرير يوضح المنافع الناجمة عن الإقلاع عن هذه العادة المضرة بالصحة. والتقرير المدعم بـ «إنفوغرافيك» نشره الموقع لأول مرة مطلع أبريل الماضي، يستعرض أبرز التغيرات التي سيلمسها المدخن عقب توقفه عن التدخين. وثمة ملايين من البشر يدخنون، كثير منهم بلغ حالة الإدمان الفعلية، والغالبية يرغب في التوقف عن التدخين، دون جدوى. وفي بريطانيا على سبيل المثال، هناك أكثر من 10 ملايين شخص يدخنون، ويرغب نحو الثلثين منهم في التوقف عن التدخين، بحسب بحث قامت به مؤسسة العمل من أجل الصحة والتوقف عن التدخين. وبحسب إحصائيات صحية بريطانية، فإن نصف المدخنين بانتظام مهددون بالموت جراء إدمان السيجارة. على أي حال، «الإنفوغرافيك» المرفق يوضح التغييرات التي تطرأ على الجسم بعد التوقف مباشرة عن التدخين، وتحديدا بعد الدقيقة 20، وصولا إلى السنة الخامسة عشرة بعد الانقطاع عنه. ووفقا للرسم التوضيحي، الذي نفذته مؤسسة العناية بالصحة القلبية البريطانية، فإنه بعد 20 - 30 دقيقة من التوقف عن التدخين، يبدأ التراجع في مستوى ارتفاع ضغط الدم واعتدال معدل النبض، وبعد 8 ساعات يبدأ انخفاض مستوى أول أكسيد الكربون في الدم، وفي غضون يومين، تبدأ أعراض التحسن في حاستي الشم والتذوق، وبعد خمس سنوات من الانقطاع عن التدخين، ستنخفض احتمالات الإصابة بسرطانات الفم والحنجرة والمرئ والمثانة، وكذلك فرصة الإصابة بأمراض القلب إلى النصف، وبعد 15 سنة، من التوقف عن التدخين، ستتراجع احتمالات الوفاة عند المدخن، وتصبح مماثلة لغير المدخنين، كما ستتراجع احتمالات الوفاة بسبب سرطان الرئة والبنكرياس وأمراض القلب إلى نفس الاحتمالات عند الإنسان غير المدخن. من جهتها، حذرت كلية بريطانية من الآثار بعيدة المدى «غير المعروفة» للسجائر الإلكترونية، داعية إلى أبحاث عاجلة بهذا الصدد. وقالت دراسة حديثة أصدرتها كلية لندن الإمبراطورية: إن الآثار الجانبية للتدخين الإلكتروني ليست أكثر تدميرا من مساوئ السجائر العادية، لكنها أشارت إلى «رهان غامض» يخوضه مستعملو السجائر الإلكترونية. وأظهر إحصاء جديد أن عدد المنضمين حديثا إلى قافلة «المدخنين الإلكترونيين» في بريطانيا دون أن يمروا بمرحلة السجائر العادية، قد زاد بأكثر من الضعف. والعام الماضي، حثت هيئة الصحة العامة في بريطانيا المدخنين في البلاد، وعددهم نحو 8 ملايين، على الاتجاه إلى السجائر الإلكترونية، بعد أن وجدت دراسة حديثة مدعومة من الحكومة أن الأخيرة أقل خطورة بنحو 20 مرة من التدخين التقليدي. إلا أن منظمة الصحة العالمية وعلماء آخرين من مدرسة لندن للصحة والطب الاستوائي وجامعة ليفربول، لا يزال يساورهم القلق بشأن سلامة السجائر الإلكترونية. وقال قائد دراسة كلية لندن الإمبراطورية فيليبوس فيليبيديس: إن السجائر الإلكترونية أصبح لها شعبية أكثر، مشيرا إلى «الجدل بشأن المخاطر والمنافع المرتبطة بها، حتى اللحظة لا نعرف إذا كنا سنبدأ ملاحظة أمراض ناجمة عن 10 إلى 20 عاما من استخدامها أم لا». وتابع: «الآن نحن بحاجة إلى مزيد من الأبحاث لهذا الجهاز (السجائر الإلكترونية) لنجيب عن هذا التساؤل. ليست هناك دول كثيرة فعلت مثل بريطانيا (في نصيحة المدخنين بالاتجاه للسجائر الإلكترونية) وأنا في هذا الصدد سأكون حذرا». وتشير الأرقام إلى أن نسبة من جرب السجائر الإلكترونية في بريطانيا ارتفعت من 8.9% عام 2012م إلى 15.5% في 2014م، ومعظمهم من المدخنين الاعتياديين. أما عدد مستخدمي السجائر الإلكترونية من غير المدخنين فقد ارتفع من 0.8% إلى 2.1% في الفترة ذاتها، مما يعني أن مئات الآلاف من البريطانيين جربوا السجائر الإلكترونية دون أن يمروا على مرحلة التدخين التقليدي.