أثبتت «حواء» السعودية من خلال برنامج الأسر المنتجة حرصها على الكسب الحلال، دون الاعتماد على الآخرين في تحصيل لقمة العيش، وحققت في ذلك نجاحا باهرا، وأظهرت مهاراتها في الطبخ وتحضير البهارات أو غزل الصوف والمنسوجات وصناعة العطور وإعداد الخبز والكليجا والمعمول. وعلى الرغم من حرص كثير من الأرامل والمطلقات على شق طريقهن في الإنتاج وعدم الاعتماد على الآخرين، إلا أنهن يواجهن كثيرا من العقبات منها عدم وجود الدعم إضافة إلى مضايقتهن في الأسواق والمحلات التجارية وحتى المهرجانات. وأوضحت أم ضحيان السعود أنها تشارك في البازارات والمهرجانات منذ 20 عاما، مشيرة إلى أن العمل أصبح متعبا لها بعد أن تقدمت في السن، وتعاني من أمراض عدة. إلى ذلك، بينت أم بدر العنزي أنها تعمل منذ 18 سنة في خياطة فساتين (كورشيه) لم تحصل على دعم، موضحة أن الجهات المختصة تفرض عليهن شروطا صعبة منها ضرورة إحضار فواتير لدعمهن، معتبرة العمل لها أفضل من سؤال الآخرين، متمنية إنشاء سوق خاص للأسر المنتجة. واتفقت أم سعد الرويس مع سابقتها موضحة أنها تعمل منذ 20 عاما ولا تحصل على دعم بسبب شروط الضمان التعجيزية، لافتة إلى أنهم يطلبون منها فواتير لتثبت العمل، مشيرة إلى أنها خرجت للعمل على الرغم من ظروفها الصحية المتدهورة، حتى لا تعيش عالة على الآخرين، مبينة أنهن يجدن مضايقات في بسطاتهن في أسواق برزان في حائل. وذكرت أم الرزانة الأدهم أنها تشارك لأول مرة في مهرجان ربيع بريدة، موضحة أن زوجها مقعد وحضرت للعمل في صناعة خبز البدو والبهارات بدلا من الاعتماد على الآخرين في تدبير شؤون أسرتها. وأكدت أم يوسف الحسن أنها تكسب خلال عملها في مهرجان الغضاء بعنيزة، على الرغم من أنها لا تحظى بالدعم، موضحة أنها تعد الأكلات الشعبية مثل المطازيز والمحشي والبرياني، وتتعهد بتوفيرها للمناسبات والأعراس. وأفادت أم فهد المبارك أنها تعمل في المهرجانات منذ 9 سنوات، موضحة أن غالبية عملها في المنزل، وتحضر الأطعمة المختلفة مثل الجريش، المطازيز، البرياني، المحشي، الكشري، الصواني، الحلا، مشيرة إلى أن الضمان دعمها بـ20 ألفا اشترت بها قدورا وفرنا وتأتيها مفتشة منهم كل فترة تشاهد عملها، متمنية رفع الإعانة إلى 40 ألف ريال على الأقل في ظل ارتفاع الأسعار. واعتبرت نورة سلطان التميمي دعم الضمان البالغ 20 ألف ريال لا يفي بالغرض، في ظل ارتفاع الأسعار، متمنية رفع الإعانة للأسر المنتجة خصوصا أنهن لا يخرجن للعمل إلا للحاجة. في المقابل، أوضح المتحدث الرسمي بوزارة الشؤون الاجتماعية خالد دخيل الله الثبيتي أن هناك إعانة تقدم للأسر المنتجة تبدأ من 10 آلاف ريال وتصل إلى 30 ألفا، مشيرا إلى أن الإجراءات ليست معقدة، مبينا أنهم يطلبون الأوراق الثبوتية وفواتير تثبت عملهن. وقال «لا يوجد تمييز بين المستفيدين، واستفاد من هذا القرض العديد من الأسر، التي تتزايد»، لافتا إلى أن الصلاحيات للقروض هي من اختصاص الوزارة بعد رفعها من قبل الفروع المنتشرة في أنحاء المملكة.