تبدو صحراء الربع الخالي للناظر من بعيد، مجرد بحر من الرمال لا نهاية له، ولا حياة فيه، لكن شركة «أرامكو السعودية» التي زرعت مشروعها النفطي العملاق «حقل شيبة» في رمالها، تعمل على مشروع آخر لا يقل أهمية، يتمثل في محمية طبيعية كبيرة للحيوانات المهددة بالانقراض تسرح فيها الأرانب والغزلان والمها والنعام. وأكد المهندس أمين الناصر، رئيس الشركة وكبير إدارييها التنفيذيين، أن افتتاح المحمية الكبرى في الربع الخالي على مساحة 637 كيلومتر مربع سيكون نهاية العام الحالي، حيث أعادت الشركة لهذه الرمال المتحركة المها الوضيحي والنعام العربي والغزلان والحبارى والأرانب البرية وغيرها من الحيوانات التي تم توفيرها في المحمية. وقال الناصر لـ«الشرق الأوسط»: «استثمرت (أرامكو السعودية) في هذه المحمية مبالغ ضخمة، وهي في مراحلها النهائية، ونستعد لتدشينها نهاية العام». وأكد مسؤولون في الشركة أن إنشاء المحمية كان بالتنسيق مع الهيئة الوطنية للحياة الفطرية التي زودت المحمية بالحيوانات النادرة، كما نسقت الشركة على المستوى المحلي والدولي لنقل الحيوانات وإقامة المحمية. تحدٍ جديد تخوضه شركة «أرامكو السعودية» مع الطبيعة، وهذه المرة ليست للحفاظ عليها نتيجة أعمال الشركة ونشاطاتها، وإنما لمساعدة الطبيعة في استعادة قدرتها على الحياة وسط صحراء الربع الخالي التي تمتد على مساحة تزيد على مائتي ألف كيلومتر مربع، ولتمنح هذه المساحة الشاسعة من الرمال جرعة من الحياة الطبيعية التي افتقدتها على مدى عشرات السنين بسبب الصيد الجائر أو الظروف المناخية الصعبة. وتنفذ الشركة مشروعها هذا منذ سنتين، ويشمل محاور عدة؛ أبرزها إعادة الغطاء النباتي للمنطقة التي تم تخصيصها للمحمية، ومساعدة الحيوانات على التكيف مع الظروف المناخية لصحراء الربع الخالي. وتعمل الشركة بمعايير مهنية وبيئية صارمة، فالمشاهد للمرافق المساندة لحقل «شيبة» يجد على مقربة منه أحواضا مائية ضخمة، أكد موظفو الشركة أنها لمياه الصرف الصحي للمجمع السكني لمقاولي المشروع، حيث تتم معالجة المياه والمحافظة على البيئة بكرًا كما هي.