×
محافظة المنطقة الشرقية

القحطاني يستبق معسكر الهلال ببرنامج إعدادي مكثف

صورة الخبر

تحدثت أخيرا عن الفرق بين نظامين أحدهما يستعيد روحه ويحاول أن يبدأ مرحلة مختلفة منذ فترة ليست بالقصيرة. النظام البريطاني الذي أصبح يعترف بالأقليات ويهتم بشؤونها بل يعين كبار المسؤولين فيه منها، ماحيا بذلك ما علق به من علامات العنصرية والتفرقة التي أفقدته الكثير من المكاسب التاريخية التي بناها على قوته العسكرية والاقتصادية. اليوم بريطانيا مختلفة، ومستقبلها يبدو أكثر إشراقا وهي تنسى كل الفروق إلا ما تعلق بالكفاءة والقدرة والتعليم كعناصر تبني عليها اختيار من يخدمون المجتمع. على الجهة الأخرى من المحيط، تفقد أمريكا الكثير من روحها التي عرفناها في السبعينيات والثمانينيات، عندما كان الشعب الأمريكي منفتحا على العالم ومحبا للجميع، كان الجميع يبادلونه الحب. استطاعت السياسة الرعناء ومحاولات السيطرة على العالم أن تحولها إلى عدو لدود لكل الشعوب التي كانت تهيم بأمريكا وحرية أمريكا وبساطة التعامل الأمريكية. الميزان الذي اختلف هو ميزان التعامل مع الآخر وتحديد العناصر التي تبني عليها المجتمعات قراراتها فيما يتعلق بمن يعيشون فيها، ومن يتسنمون مناصبها ليصبحوا موجهين للرأي العام. لحق الشعب الأمريكي بالسياسة التقليدية بعد سنين من اعتمادها من قبل السلطات التشريعية والتنفيذية. الاعتقاد السائد بالتفوق الأمريكي أحد أسباب التحول المجتمعي في البلاد. تأخر ظهور أعراض العنصرية سببه الكم الكبير ممن يعتبرون أمريكا موطنا لهم، ورسوخ المواطنة لدى كثير منهم، وحتى بسبب تبني كثيرين منهم طريقة الحياة الأمريكية ما جعلهم يؤثرون في الرأي العام، ولنقل يؤخرون ظهور نظرية الرجل الأبيض المتفوق. هذه المعالم التي أهلكت من قبلهم تكاد تهلكهم، وليس بعيدا عنا ما جرى لألمانيا عندما رأى هتلر أن جنسه هو الجنس المتفوق، وأن له السيادة على العالم، وحاله غنية عن الوصف اليوم، بل إن الدول الغربية كلها تعتبر ألمانيا من الدروس العظيمة التي بنيت عليها سياسات التعامل مع مختلف الأجناس. الفرق في أمريكا يكمن في وجود عدد كبير من الناصحين، الذين يحاولون أن يصلحوا الحال ويبطئوا من خطورة السقوط في الهاوية التي تنتظر كل من يظلم غيره. إن مخرج الولايات المتحدة اليوم من مأزق العنصرية يكمن في سقوط مدو لترامب وكل نظريات الفوقية والتعالي التي يمثلها شخص يعيش في زمن ماض.