بالأمس نشرت صحيفة ( الوطن ) دراسة حديثة عن ( عوامل البطالة في مدينة الرياض ) ومما ذكر في الدراسة أن 80% من العاطلين يفضلون العمل في القطاع الحكومي في حين يفضل 16% فقط العمل في القطاع الخاص ، وقبل حوالي 3 أعوام نشرت إحدى الصحف المحلية قصة إحدى الخريجات التي ظلت مرابطة على مدى يومين أمام مبنى وزارة الخدمة المدنية لتحصل على وظيفة كانت تنتظرها منذ عشر سنوات وذلك بعد تخرجها من الجامعة في تخصص الكيمياء. من المعروف أن قضية البطالة في مجتمعنا هي من القضايا الأساسية والتي نعاني منها منذ زمن طويل ويترتب عليها العديد من الآثار الاجتماعية ومن ضمنها الانحراف بجميع أشكاله وألوانه المختلفة إضافة إلى الفقر الذي يتسرب إلى الأسر نتيجة البطالة ، والمتأمل في نتيجة الدراسة السابقة يجد بأن كثيراً من الشباب والشابات لازالوا يفضلوا انتظار العمل في الوظيفة الحكومية وترك بعض وظائف القطاع الخاص الجاهزة ولو تطلب ذلك الانتظار من أجل هذه الوظيفة لعدة سنوات فهم يعتقدون أن الوظيفة الحكومية آمنة وتتطلب جهداً أقل وفيها إجازات أكثر وسلم حوافز ومكافآت أفضل . لقد فشل القطاع الخاص حتى الآن في استقطاب الشباب السعودي للعمل فيه بالصورة المطلوبة، فهناك أكثر من 700 ألف مواطن ومواطنة موجودين على قوائم برنامج ( جدارة ) ينتظرون الوظيفة الحكومية وكثير منهم تجاوزت مدة انتظاره عدة سنوات ومع ذلك فهو لايرغب في الارتباط بأي وظيفة متاحة في القطاع الخاص ولو مؤقتاً ويفضل أن يبقى عاطلاً ، حتى حصوله على الوظيفة الحكومية ، وفي هذا خلل كبير بل وتعطيل لطاقة بشرية مهدرة يمكن أن تساهم في دعم الاقتصاد والتنمية في هذا الوطن . لابد للقطاع الخاص أن يعيد النظر في الحوافز والوسائل التي يقدمها لاستقطاب الشباب والشابات للعمل لديه بحيث يحرص على التقليل من السلبيات الموجودة فيه ويصبح بيئة محفزة للالتحاق بالعمل وليس بيئة يفضل الشباب أن يكون عاطلاً على أن يلتحق بها ، كما يجب التنسيق بين وزارة الخدمة المدنية وبين وزارة العمل بشأن كيفية استقطاب مئات الآلاف من الشباب والشابات الموجودين اليوم في قوائم انتظار العمل الحكومي لكي يستفيد منهم القطاع الخاص ، فالوظائف اليوم غير موجودة في القطاع الحكومي بل هي في القطاع الخاص وهؤلاء ينتظرون شيئاً قد لايتوفر في القريب العاجل فأولى لهم أن يستفيدوا مما هو موجود من أن ينتظروا شيئاً وقد لايأتي . Ibrahim.badawood@gmail.com