على طريقة الثقافة في اكتشاف أجمل ما لديها من إنجازات إنسانية وحضارية ممتدة منذ عصر دلمون حتى العصر الحديث، تشارك مملكة البحرين، للمرة الرابعة، في معرض العمارة الدولي الخامس عشر بمدينة البندقية بإيطاليا، عبر جناح خاص تشرف عليه هيئة البحرين للثقافة والآثار، ويحمل عنوان «أماكن الإنتاج – الألمنيوم»، وقد دشّنته الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار، صباح الجمعة، في الأرسينالي ارتجليري. ويشكل جناح مملكة البحرين في بينالي البندقية دراسة خاصة لتفاصيل استخراج معدن الألمنيوم، وإمكانيات استخدامه، حيث استلهمت الهيئة التوجّهات المعمارية الحديثة في استخدام هذا المعدن العالمي، وتأثيره على الهوية المعمارية المحلية، عدا عن ارتباط صناعة الألمنيوم في البحرين بمكانة المملكة التاريخية خلال عصور تجارة المعادن التي تعود جذورها إلى الألفية الثالثة قبل الميلاد. وأوضحت الشيخة مي: «في كل مرة نشارك في بينالي البندقية، فإننا نفتح نافذة على البحرين يرى عبرها العالم ما لدينا من إرث حضاري وإنساني ممتد، وخصوصية معمارية تعطي مدننا هويّتها القديمة والحديثة»، مؤكدة أن اختيار إنتاج الألمنيوم ليكون موضوع مشاركة البحرين هذا العام يأتي في ظل حركة عالمية كبيرة تسعى إلى توفير أفضل سبل بناء وتكوين النسج العمرانية، التي يلعب معدن الألمنيوم دورًا هامًا في تشكيلها. ويجسّد جناح مملكة البحرين الذي صممته المهندسة نورة السايح، من هيئة البحرين للثقافة والآثار، والمهندس آن هولتروب، ونفّذه استوديو آن هولتروب، هيكلاً معدنيا من الألمنيوم يحمل في جدرانه أشكالا مستوحاة من العمارة البحرينية الأصيلة، ويضم هذا الهيكل المعدني جميع مكونات الجناح ومعروضاته التي تتنوع ما بين صور فوتوغرافية وأعمال فيديو ومنشورات. ويسلط جناح «أماكن الإنتاج – الألمنيوم» الضوء على شركة «ألبا»، وما تلى تأسيسها من ازدهار في صناعة الألمنيوم، وذلك عن طريق مجموعة صور فوتوغرافية للمصور آرمين لينكه، بالتعاون مع جوليا برونو، حيث استكشفا عمليات الإنتاج، بداية مع وحدات صب السبائك في ألبا، وصولا إلى آلات صناعة المعدن في «جرامكو»، وانتهاء بمنتجات معدن الألمنيوم المختلفة من إطارات نوافذ، ودخولها في تكوين المناظر الحضرية للبحرين. يذكر أن بينالي فينيسيا تشارك فيه 63 دولةً من مختلف أنحاء العالم، تقدّم جميعها اشتغالاتها في ذات الحقل الموضوعيّ، وللمرّة الأولى تنضمّ 4 دول، هي: اليمن، والفلبين، ونيجيريا، وسيشيل.