متابعة صفاء العبد : يبقى المطلوب أكبر من فريق نادي الجيش .. فعلى الرغم من أنه كان قد خرج من هذا الموسم بلقب بطولة كأس قطر، الذي استعاده للمرة الثانية في تاريخه، وحصوله على مركز الوصيف في الدوري، ومن ثم وصوله إلى الدور ربع النهائي لدوري أبطال آسيا لأول مرة في تاريخه، إلا أن المتوقع منه كان أكبر وخصوصا على مستوى بطولتي الدوري وكأس سمو الأمير وكلاهما لم يسبق له أن أحرز اللقب فيهما. وعندما نقول إن المطلوب منه كان أكبر فذلك لأننا نعرف جيدا حجم ما يتمتع به هذا الفريق من إمكانات وما يمتلكه من مؤهلات سواء على مستوى لاعبيه أو على مستوى جهازه الفني الذي يقوده مدرب مجتهد وكفء هو الفرنسي من أصل تونسي صبري لموشي الذي أمضى موسمه الثاني مع الفريق بعد أن التحق به عقب الجولة (14) من دوري الموسم 2014 / 2015 وذلك عقب تجربته بنهائيات كأس العالم مع منتخب كوت ديفوار. وفي الحقيقة فإن مسيرة الفريق خلال هذا الموسم لم تخل من بعض التعثر وخصوصا في بداياته التي تراجع فيها نحو المركز السادس في الدوري بعد أن فرط بأربع نقاط من أول ثلاث مباريات له فيه وكان ذلك تحديدا من خلال تعادله مع الأهلي والخور .. غير أن السيناريو سرعان ما تغير ليبدأ الفريق في جني ثمار استعداداته الجيدة التي كانت قد انطلقت من معسكره الخارجي في النمسا إلى جانب الاستثمار الأمثل لحسن اختياراته على مستوى لاعبيه المحترفين والمواطنين أيضا ونجاحه في استعارة لاعبين مهمين فعلا ونخص هنا اللاعبين القادمين من الخريطيات وهما الحارس خليفة أبوبكر ولاعب الوسط الصاعد والمتألق عثمان اليهري إضافة إلى اللاعب القادم من أم صلال محمد جدو .. ومثلما كانت خيارات الجهاز الفني سليمة جدا على مستوى اللاعبين المحليين كذلك كان الحال مع محترفيه حيث أبقى على مهاجمه البرازيلي رومارينيو، اللاعب السابق لفريق كورنثيانز البرازيلي، ومواطنه المدافع لوكاس منديز، اللاعب السابق لمرسيليا الفرنسي، ثم نجح في إضافة لاعبين آخرين في غاية الأهمية وهما الأوزبكي رشيدوف الذي شكل إضافة كبيرة للفريق في الشق الهجومي وكذلك المهاجم والهداف المغربي الخطير عبدالرزاق حمدالله الذي سرعان ما أثبت كفاءة كبيرة مكنته من اعتلاء قائمة الهدافين ومن ثم الفوز بلقب الهداف مناصفة مع لاعب الريان تاباتا .. ومع أن الفريق كان قد تعرض لبعض الانتقادات بسبب تفريطه بمهاجم مهم مثل محمد مونتاري الذي انتقل إلى صفوف لخويا إلا أن خياراته البديلة كانت موفقة جدا ولا سيما مع حمدالله الذي سبق أن أسهم بدور فاعل ومهم جدا في قيادة فريق غوانزهو الصيني للفوز بلقب دوري أبطال آسيا .. وفي الحقيقة فإن إدارة الفريق كانت موفقة في مهمتها مثلما أن المدرب صبري لموشي كان قد نجح في أصعب مهمة يمكن أن تواجه أي مدرب وهي مهمة التنظيم الدفاعي حيث قدم هذا الموسم فريقا أثبت فعلا أنه صاحب أقوى خط دفاعي حيث لم يسجل عليه سوى (29) هدفا في (26) مباراة وهي حصيلة نموذجية طبعا .. وهنا نشير إلى أن المنظومة الدفاعية لفريق الجيش لم تعتمد فقط على رباعي خط الظهر المؤلف غالبا من لوكاس وعبدالرحمن أبكر ومراد ناجي وعلي سند، أو يوسف مفتاح أو ياسر أبو بكر، وإنما أيضا على الدور الفاعل لوسط الفريق الذي كان هو الآخر من بين أفضل خطوط الوسط في الدوري عبر تواجد لاعبين بمستوى خالد عبدالرؤوف ومحمد مثناني وعثمان اليهري وأحمد معين .. وإلى جانب كل ذلك كان الذراع الهجومي للفريق ضاربا فعلا وخطيرا إلى حد كبير بوجود حمدالله ومن خلفه رشيدوف ورومارينيو وربما فاجنر وماجد محمد ومحمد جدو في أحيان أخرى. ومن خلال هذه التوليفة السيلمة والمتكاملة كان الجيش قد سجل نجاحات طيبة جدا على مستوى الدوري حيث أنهى قسمه الأول وصيفا ثم كرر ذلك في الخاتمة أيضا رغم شدة الصراع بين السد ولخويا على مركز الوصافة هذا خلف الريان المنفرد بالقمة، مع الإشارة إلى أنه كان قد سجل ثاني أفضل رقم على مستوى الانتصارات في الدوري إذ فاز (14) مرة من أصل (26) مباراة وتعادل في ست وخسر بست أيضا .. ومع أن طموحاته كانت تذهب إلى لقب الدوري الذي لم يسبق له الفوز به إلا أن المحصلة النهائية للفريق هذا الموسم كانت جيدة خصوصا أنه نجح في خطف أحد الألقاب الثلاثة المهمة فيه من خلال فوزه بلقب كأس قطر إثر اجتيازه لحاجزين صعبين وهما السد، بتغلبه عليه في نصف النهائي (3 2)، ثم لخويا حامل اللقب والمدافع عنه، بتغلبه عليه (2 1) في النهائي المثير .. غير أن ما فعله الجيش في كأس قطر لم يتمكن من فعله في كأس سمو الأمير إذ خرج بعد ثاني مباراة له في البطولة عندما خسر أمام غريمه التقليدي لخويا بنفس النتيجة التي كان قد فاز بها عليه بنهائي كأس قطر وهو ما جعله يغادر البطولة في دورها نصف النهائي .. وإذا ما كانت مسيرته هذه قد سجلت نجاحا طيبا على المستوى الداخلي فإن مسيرته الخارجية كانت أكثر نجاحا حتى الآن حيث فرض نفسه بقوة في دوري أبطال آسيا قادما من الصفوف الخلفية وتحديدا من الدور التمهيدي عندما اجتاز حاجز فريق نفط طهران الإيراني بهدفين نظيفين هناك في عقر داره ليتأهل إلى دوري المجاميع وينضم إلى المجموعة الرابعة التي تصدرها بجدارة كبيرة وبوقت مبكر متقدما على العين الإماراتي والأهلي السعودي وناساف الأوزبكي وهو ما أهله للعودة إلى ملاقاة غريمه التقليدي فريق لخويا الذي كان قد حل ثانيا في المجموعة الثانية حيث شاءت الأقدار أن يكون في مواجهته مرتين جديدتين بعد أربع مرات تقابلا فيها هذا الموسم في الدوري وفي بطولتي كأس قطر وكأس الأمير .. ويواصل الفريق نجاحاته مرة أخرى ويحقق الفوز على لخويا ذهابا، وهو الفوز الثالث له على هذا الفريق خلال هذا الموسم، وكان فوزا عريضا وساحقا وبرباعية نظيفة قطع من خلال أكثر من نصف الطريق نحو الدور ربع النهائي وهو ما حصل فعلا رغم المفاجأة الكبيرة التي حدثت في الإياب عندما خسر أمام لخويا بأربعة أهداف ولكن في مقابل هدفين ليبقى متمسكا ببطاقة التأهل من خلال فارق الأهداف. ومع أن كل فرقنا كانت قد أنهت موسمها هذا إلا أن موسم الجيش لم ينته بعد إذ يواصل رحلته فيه من خلال دوري أبطال آسيا بانتظار القرعة التي ستحدد له الفريق الذي سيكون في مواجهته خلال دور الثمانية الذي نأمل في أن يقوده إلى نصف النهائي بإذن الله.