توقع الاتحاد الدول لشركات الطيران «إياتا» أن تحقق شركات الطيران أرباحا تقدر بنحو 36 مليار دولار بنهاية العام الحالي، تمثل 50 في المائة منها أرباحا لصالح شركات الطيران الأميركية. وبحسب تقرير «إياتا»، فإن المنافسة بين الشركات ساعدت على استقطاب الركاب من خلال عرض مستوى جديد من الأسعار يشجع على السفر، إلى جانب الاهتمام بتقديم خدمات إضافية على متن الرحلات وفتح محطات جديدة للرحلات المباشرة. وأشار الاتحاد الدولي إلى أن انخفاض أسعار النفط خلال العامين الماضيين ساعد على انخفاض الأسعار بنسبة 5 في المائة، إلى جانب تطور التعاون بين الشركات من خلال الاشتراك في تحالف واحد يسمح بتقديم خدمات للمسافرين بين شركات التحالف بهدف التخفيف على المسافرين وتقديم خدمات مميزة لهم. وأوضح محمد الشبلان، مستشار اقتصاديات الطيران، لـ«الشرق الأوسط»، أن «هناك ارتفاعا في معدل الإقبال على رحلات الطيران، بصفتها الوسيلة الاقتصادية الأسرع. وأنه بفضل المنافسة وتغيير مفهوم الأسعار التي أصبحت في متناول الجميع، فإن عدد المسافرين بالطائرات يشكل نموا تصاعديا». مشيرا إلى أن منطقة الخليج تعد من أسرع المناطق نموا في الحركة الجوية، إلى جانب ارتفاع معدلات نمو الشحن الجوي. وقال مختصون في صناعة الطيران: «إن كبرى شركات الطيران تتنافس على استقطاب أكبر حصة من المسافرين من خلال فتح وجهات جديدة مباشرة؛ مما يساعد على تقليص زمن الرحلات والوصول إلى الوجهة دون العبور إلى مطارات دولية أخرى، حيث يفضل المسافرون الرحلات المباشرة». وبالعودة إلى تقرير «إياتا»، فإن سوق المسافرين في منطقة الشرق الأوسط تحقق نموا بمعدل 4.9 في المائة، وزيادة بنحو 237 مليون مسافر سنويا على المسارات الجوية في المنطقة حتى عام 2034، كما توقع التقرير أن تشهد سوق السعودية نموا بنسبة 4.6 في المائة خلال الفترة نفسها. وفي السياق ذاته، حددت شركة الخطوط السعودية للنقل الجوي 4 يوليو (تموز) المقبل موعدا لتشغيل رحلاتها المباشرة إلى مدينة ميونيخ الألمانية، بصفتها وجهة دولية جديدة هي الثانية خلال عام 2016 بعد أن تم تدشين خط مباشر وجديد بين الرياض وماليه عاصمة المالديف في مارس (آذار) الماضي، وسيتم في وقت لاحق من هذا العام تشغيل رحلات مباشرة إلى كل من أنقرة والجزائر، ليكتمل بذلك إنجاز مبادرة التشغيل لأربع وجهات دولية جديدة خلال عام 2016 ضمن مبادرات برنامج التحول الذي يجري تنفيذه في المؤسسة وشركاتها ووحداتها الاستراتيجية منذ مايو (أيار) 2015، الذي أتم عامه الأول هذا الشهر. وقد أكملت «السعودية» الاستعدادات التشغيلية والتسويقية كافة لتدشين رحلاتها المباشرة بين الرياض وميونيخ، حيث تمت جدولة الرحلات وإدراجها ضمن الجدول التشغيلي، كما تم تجهيز الموقع المخصص لمنصات خدمة ضيوف «السعودية» بمطار (ميونيخ) الدولي، وتوقيع الكثير من الاتفاقيات مع مزودي خدمات النقل (شركات الطيران والقطارات) والفنادق والخدمات السياحية لخدمة المسافرين. وأوضح خالد البلوي، نائب الرئيس التنفيذي للشؤون التجارية بشركة الخطوط السعودية للنقل الجوي، أن الشركة أكملت استعداداتها لتشغيل رحلاتها المباشرة والمنتظمة إلى (ميونيخ) محطة ثانية في ألمانيا بعد محطتها الرئيسية (فرانكفورت)، مشيرا إلى أن التشغيل للمحطة الجديدة يأتي في إطار تعزيز موقع المؤسسة التنافسي على القطاع الدولي، إلى جانب خدمة شرائح متعددة من الضيوف والمبتعثين بالجامعات والمعاهد الألمانية والسياح ورجال الأعمال والمعتمرين والحجاج من الجالية العربية والمسلمة في ألمانيا. وكانت الهيئة العامة للطيران المدني السعودية قد أعلنت أخيرا عن خطط لتوسيع برامج الخصخصة في قطاع النقل الجوي في السعودية، وذلك استجابة للنمو السريع في أعداد المسافرين. كما عملت على خصخصة الكثير من المطارات الداخلية والدولية في البلاد بهدف تطوير الخدمات ورفع مستوى الجودة للمسافرين، حيث تدعم الحكومة السعودية بشكل كامل جهود تطوير صناعة الطيران لتلعب دورا أساسيا في النمو الاقتصادي وتوفير فرص العمل للمواطنين.