×
محافظة الحدود الشمالية

أمير الشمالية يرعى حفل التمرين المشترك «درع»

صورة الخبر

باريس – كسب الادباء المغاربة الذين يكتبون بالفرنسية الرهان بنجاحهم في جذب اهتمام القراء في فرنسا وحصدهم لتتويجات هامة في المجال الثقافي، كما تمكن المغرب من ان يحجز له مكانا مهما في أهم معرض للكتاب في فرنسا ليكون اول ضيف شرف عربي وإفريقي فيه. وأشرفت الأميرة للامريم والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الخميس على تدشين جناح المغرب بمعرض الكتاب بباريس أحد أهم المناسبات الأدبية في أوروبا والذي يحتفي هذه السنة بالأدب المغربي. وكان عبدالقادر الرتناني، رئيس اتحاد الناشرين المغاربة اكد أن المغرب أول ضيف شرف عربي وإفريقي لمعرض باريس. وهذه هي المرة الأولى منذ انطلاقته، التي يسلط فيها هذا المعرض، الذي ينتظم من 24 إلى 27 مارس/اذار، الضوء على أدب وثقافة بلد إفريقي ومن العالم العربي، مما يعكس ثراء وغنى التبادل بين المغرب وفرنسا على مستوى النشر والأدب. وتربط فرنسا بالمغرب علاقات قوية وشراكات هامة في مجالات اقتصادية وثقافية. وكان أرنو دوسري، القنصل العام لفرنسا بالدار البيضاء قال أن المملكة تشكل شريكا أساسيا لبلاده. واستضاف معرض باريس للكتاب العام الماضي اكثر من ثلاثة الاف كاتب واستقطب 155 الف زائر. ويخلف المغرب كوريا الجنوبية كضيف شرف في معرض باريس للكتاب. ويسلط المعرض المرموق الضوء على الادب المغربي في تنوعه الواسع وأصنافه الادبية، وتعبيراته ولغته، ويركز على تنوع الاساليب والمواضيع المعالجة التي تعكس حرية الاسلوب ضمن مجتمع تعددي. ويحتضن الجناح المغربي الذي يقام على مساحة 450 متر مربع انشطة ثقافية مختلفة. وتمكن التظاهرة الثقافية الزوار من الغوص في أعماق الإبداع المغربي بفضل تنظيم عدد من الأنشطة المنظمة في قلب هذا الحدث وخارج أسواره، بالإضافة إلى عدد من اللقاءات مع كتاب مغاربة ومواهب صاعدة من أجل التبادل حول التنوع ودينامية الإنتاج الأدبي في المغرب. وقامت الأميرة للامريم والرئيس الفرنسي بزيارة لجناح المغرب، الذي يهدف تصميمه تحت عنوان "المغرب كتاب مفتوح" إلى إبراز القضايا المرتبطة بالأدب على الخصوص والثقافة وقضايا المجتمع عموما. وهذه أوّل مرّة يحل فيها المغرب ضيفاً على "باريس للكتاب"، وإن كان يساهم فيه بشكل منتظم منذ عقود عبر حضور متفاوت الأهمية حسب الدورات مثل الدورة السابقة التي شارك فيه أكثر من عشرة ناشرين مغاربة. وتحظى الثقافة المغربية باحتفاء كبير عبر إصدارات دور النشر، وأيضاً من خلال الندوات الفكرية واللقاءات المشتركة بين الناشرين الفرنسيين والمغاربة والعروض الفنية الموازية. والمعرض سيكون مناسبة لإطلاق العديد من الإصدارات الخاصة للتعريف بالأدب المغربي. ويتمتع الادب المغربي بثراء كبير. ويهتم القراء في فرنسا خصوصا باعمال الكتاب والشعراء المغاربة الذين يكتبون بالفرنسية على غرار محمد نضالي وعبدالله الطايع وفؤاد العروي والشاعر عبداللطيف اللعبي. ومن أبرز الكتّاب الراحلين الذين خلّفوا منجزاً مهمّاً باللغة الفرنسية إدريس الشرايبي، ومحمد خير الدين، وعبدالكبير الخطيبي. وكان المغربي ادريس الشرايبي الذي توفي العام 2007 من اكثر الكتاب المغاربة شعبية في فرنسا. ومنحت جائزة غونكور، اعرق المكافآت الادبية الفرنسية في دورتها السابقة على سبيل الذكر لا الحصر، للروائية الفرنسية-المغربية ليلى سليماني البالغة 35 عاما عن روايتها "شانسون دوس" (اغنية هادئة) التي تتناول جريمة قتل طفلين، على ما اعلنت اللجنة المانحة للجائزة. وسجلت رواية الكاتبة مبيعات مرتفعة في المكتبات، وهي تروي قصة جريمة قتل طفلين على يد مربيتهما. وانضمت ليلى سليماني الى النادي الضيق للنساء الفائزات بجائزة غونكور اذ ان اربع كاتبات فقط فزن بهذه المكافأة في السنوات العشرين الاخيرة. كما توج الكاتب المغربي على فؤاد العروي بباريس، بجائزة جان جيونو 2014 عن روايته "محن آخر سجلماسي". وكان الكاتب المغربي اعرب عن سعادته الكبرى بهذا "التتويج الدولي للأدب المغربي" الذي أهداه لجميع المغاربة. وكان الكاتب المغربي تسلم بمدينة ستراسبورغ الفرنسية، جائزة أكاديمية غونكور الفرنسية للقصة القصيرة لسنة 2013، عن روايته "ليترونج أفير دي بنطالون دو داسوكين". وفي وقت سابق تم اطلاق قسم جديد في معرض باريس للكتاب العريق تم تخصيصه للعلوم والمعارف، وتمحور حول بعض الأسئلة المتعلقة بالتحولات والتحديات التي تواجه البشرية اليوم في كل المجالات. إلى ذلك، احتوى المعرض على قسمين جديدين، الأول تحت عنوان "الكتاب الذي غيّر حياتي"، وشارك فيه شخصيات آتية من عالم الفنون والآداب والنشر. وتتحدّث هذه الشخصيات عن الكتاب الذي شكّل نقطة تحوّل في حياتها وفتح لها آفاقاً جديدة في مسيرتها. أما القسم الثاني فعنوانه "الإبداع النسائي"، والهدف منه الإضاءة على الصوت النسائي ومنحه مساحة اكبر في الحضور. ويرى مراقبون ان معرض باريس للكتاب يتمتع بشعبية كبيرة، وهذا ما يؤكد ريادة باريس كعاصمة ثقافية من الطراز الأول. ودافع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند خلال زيارته للمعرض الدولي للكتاب بباريس في دورته السابقة عن حرية التعبير، وقال "قوة فرنسا كما ثقافتها تكمن في ترسيخ هذه الحرية"، وتحدث أيضا عن الفرنكفونية، حيث حيا الأجانب الذين يكتبون بالفرنسية. ودعا هولاند إلى الحفاظ على "هذه الثقة في الفكر والإيمان الثابت في الأدب والابتكار والتعبير والفكر"، وقال انه على فرنسا أن تكون دائما إلى جانب المبدعين. وأضاف "أود أيضا التطرق إلى الفرنكوفونية لأنه لا يجب الدفاع فقط عن اللغة الفرنسية بل الترويج لها".