لا يعرف إبداع الإيطاليين في ترك سياراتهم ودراجاتهم النارية متوقفةً في الحارات المرورية أو الأرصفة أو ببساطة في وسط الطريق حدوداً تُذكر. ولكن الشرطة في العاصمة الإيطالية روما استعانت الآن بقوة وسائل التواصل الاجتماعي على الإنترنت لمساعدتها على التصدّي لهذه المشكلة المزمنة. الآن بإمكان أي مواطن يشاهد سيارةً متوقفةً بشكلٍ غير قانوني إخطار حسابٍ خصّصته الشرطة على تويتر.. وسترد الشرطة بعد ذلك لتوضح متى ستقوم بعمل وهو عادة ما يكون خلال ساعات. ويقول رافائيل كليمنتي القائد الجديد لشرطة العاصمة إن هذه المبادرة تهدف إلى إيجاد تغيُّر في الثقافة. وأضاف أن المشاركة عبر الشبكات الاجتماعية - على سبيل المثال - مطلوبة لمكافحة أنماطٍ معيّنة من عدم الالتزام بالقانون وخرقه والجريمة أيضا. والازدحام المروي مشكلة خطيرة في روما، ففي الماضي اضطرت السلطات إلى الحد من دخول السيارات عندما يصل التلوّث الناجم عن عوادم السيارات إلى مستويات يحتمل أن تكون خطيرة. ويستخدم أكثر من نصف سكان روما وسائل نقل خاصّة، كما أن روما إحدى أكثر مدن العالم تكدساً بالسيارات مقارنةً بعدد السكان حيث يوجد نحو 70 سيارة لكل 100 ساكن.. يضاف ذلك إلى ثقافة خرق القانون والشوارع الضيقة والفوضى التي يمكن أن تلي ذلك. وتظهر صورٌ بعث بها سكان روما للشرطة سيارات متوقفة عند نقاط عبور المشاة وعلى الأرصفة. وإحدى المشكلات الشائعة هي توقُّف السيارات في صفٍ ثانٍ بجوار سيارات متوقفة بالفعل على جانبي الطريق مما لا يترك سوى فجوة ضيقة لمرور السيارات في الشارع. وكتب أحد مستخدمي الخدمة الجديدة الأسبوع الماضي في كولا دي رينزو الهمجية تسود الشارع.. تدخلوا. وبعد سبع ساعات ردّت الشرطة لتقول إنها تدخلت، حيث سلّمت 25 غرامة منفصلة. وتراجع التشكك المبدئي بين مستخدمي تويتر في نجاح النظام الجديد أمام رسائل الشكر بمجرد توزيع إخطارات الغرامات. وبثّ أحد المستخدمين صورةً للشرطة تُوزع الغرامات تحت المطر.. وكتب آخر شكراً لكم استمروا على هذا النحو.