شهدت الدورات السبع الأخيرة لأمم أوروبا مفاجآت من العيار الثقيل عندما توج المنتخب الدنماركي بلقب 1992، وكذلك المنتخب اليوناني الذي فجر المفاجأة الكبرى في 2004. 1988 أوكلت إلى ألمانيا الغربية مهمة استضافة نهائيات عام 1988،وفرض المنطق نفسه في المجموعة الأولى بتأهل ألمانيا وإيطاليا ، في حين سجلت مفاجأة في المجموعة الثانية بعدم تأهل إنجلترا وتأهل هولندا والاتحاد السوفيتي.والتقت ألمانيا الغربية وهولندا في مباراة قوية نظرا للحساسية بين الدولتين الجارتين، وتقدم المنتخب الألماني بركلة جزاء انبرى لها بنجاح لوثار ماتيوس.. ورد الهولنديون التحية من ركلة مماثلة سددها رونالد كومان، قبل أن يوجه ماركو فان باستن ضربته القاضية قبل نهاية المباراة بدقيقتين ليتبخر أمل الألمان في بلوغ المباراة النهائية على أرضهم وبين جمهورهم. في المباراة الثانية، تفوقت خبرة الاتحاد السوفيتي على منتخب إيطاليا من جديد ففاز بهدفين نظيفين. أقيمت المباراة النهائية على ملعب ميونيخ الأولمبي في 25 يونيو وانتهت بفوز هولندا 2 ـ 0 1992 منحت السويد شرف استضافة نهائيات بطولة عام 1992، واستبعدت يوغوسلافيا من المشاركة بسبب الحرب الأهلية وحلت مكانها الدنمارك . و تأهل منتخبا السويد والدنمارك على حساب فرنسا وإنجلترا العريقتين، في حين تأهلت ألمانيا وهولندا من المجموعة الثانية منطقياً. وفي نصف النهائي تخطت ألمانيا السويد 3 - 2، في حين احتاجت الدنمارك إلى ركلات الترجيح لتخطي عقبة هولندا حاملة اللقب 5 - 4 بعد التعادل 2 - 2.ورشح الجميع المنتخب الألماني ليحقق فوزاً سهلاً في المباراة النهائية ،لكن الدنمارك قلبت التوقعات وحققت انتصاراً مدوياً بهدفين نظيفين . 1996 ارتفع عدد المنتخبات في البطولة التي استضافتها إنجلترا إلى 16 منتخبا وزعت على أربع مجموعات. وحققت تشيكيا المفاجأة بإخراجها إيطاليا من الدور الأول ورافقت ألمانيا عن المجموعة الثالثة، في حين تأهلت منتخبات إنجلترا وهولندا وفرنسا وإسبانيا والبرتغال وكرواتيا إلى ربع النهائي أيضا. وتغلبت فرنسا على هولندا وألمانيا على وتشيكيا على البرتغال ، وإنجلترا على إسبانيا .وتابع منتخب تشيكيا مفاجآته فأخرج المنتخب الفرنسي في نصف النهائي وتأهلت ألمانيا على حساب إنجلترا . وفي المباراة النهائية على ملعب ويمبلي ،تقدمت تشيكيا بركلة جزاء انبرى لها بنجاح باتريك بيرغر (58)، وأدرك الاحتياطي اوليفر بيرهوف التعادل لألمانيا (73)، قبل أن يسجل هو نفسه الهدف الذهبي (94) الذي كان يعمل به للمرة الأولى في بطولة كبرى ليقود فريقه إلى إحراز اللقب للمرة الثالثة في تاريخه (رقم قياسي). 2000 أقيمت البطولة للمرة الأولى في دولتين هما هولندا وجارتها بلجيكا. نجحت فرنسا بقيادة صانع ألعابها الفذ زين الدين زيدان في الجمع بين كأس أوروبا وبطولة العالم التي كانت أحرزتها للمرة الأولى قبل سنتين على أرضها. وفي النهائي كانت إيطاليا،على بعد ثوان من إحراز اللقب عندما تقدمت بهدف ديلفيكيو حتى الوقت بدل الضائع، لكن سيلفان ويلتورد أدرك التعادل لفرنسا في اللحظة الأخيرة، قبل أن يسجل دافيد تريزيغيه الهدف الذهبي في الوقت الإضافي ليقضي على آمال الإيطاليين. 2004 حقق المنتخب اليوناني بقيادة مدربه المخضرم الألماني اوتو ريهاغل اكبر مفاجأة في تاريخ النهائيات عندما قام فريقه إلى إحراز اللقب القاري وسط صدمة الجميع. وما يزيد من الإنجاز اليوناني، أن الفريق الإغريقي تفوق على البرتغال الدولة المضيفة في المباراتين الافتتاحية والنهائية. بعد نجاحه في تخطي الدور الأول، تخطى المنتخب اليوناني عقبة فرنسا ، قبل أن يتفوق على تشيكيا في نصف النهائي . وفي النهائي التقى المنتخب اليوناني مجددا بنظيره البرتغالي صاحب الأرض والجمهور واصلت اليونان مفاجآتها وخرجت فائزة بالمباراة بهدف وحيد سجله انغلوس خاريستياس منتصف الشوط الثاني. 2008 وضعت إسبانيا حدا للصيام عن الألقاب الكبيرة على مدى 44 عاماً بإحرازها اللقب القاري للمرة الثانية في تاريخها بعد عام 1964، إثر تغلبها على ألمانيا في المباراة النهائية بهدف سجله فرناندو توريس. ونجح المنتخب الإسباني أخيراً في تحقيق الآمال الموضوعة عليه خلافا لما كان يحصل في البطولات السابقة. وكان المنتخب الإسباني كاملاً في جميع خطوطه بوجود الحارس الشهير ايكر كاسياس وصخرة الدفاع كارليس بويول وجوهرتي خط الوسط تشافي هرنانديز واندريس انييستا بالإضافة إلى ثنائي خط الهجوم المرعب توريس ودافيد سيلفا الذي توج هدافا للبطولة برصيد 4 أهداف. كما كانت الحال في نسخة 2000، نظمت دولتان النهائيات وهما النمسا وجارتها سويسرا. 2012 أنهت إسبانيا حاملة اللقب وبطلة العالم العقدة الإيطالية في البطولات الكبرى عندما سحقتها برباعية نظيفة، في طريقها إلى تحقيق ثلاثية تاريخية في نهائي كأس أوروبا 2012. في المباراة النهائية على الملعب الأولمبي في كييف وأمام 63 ألف متفرج، سجل دافيد سيلفا (14) وجوردي البا (41) وفرناندو توريس (84) وخوان ماتا (88) الأهداف. نالت إسبانيا اللقب الثالث في العرس القاري بعد 1964 و2008 معادلة الرقم القياسي في عدد الألقاب الذي كان بحوزة ألمانيا، والثاني على التوالي. وباتت أول منتخب يحقق هذا الإنجاز قاريا، وأكملت به ثلاثية تاريخية بعد لقب كأس العالم عام 2010 في جنوب إفريقيا. أقيمت البطولة في بولندا وأوكرانيا ففشل المضيفان في بلوغ الدور الثاني على غرار هولندا القوية. وجاء نصف النهائي قوياً تغلبت فيه إسبانيا بصعوبة على جارتها البرتغال بركلات الترجيح وإيطاليا على ألمانيا 2 - 1، قبل أن يسحق رجال المدرب فيسنتي دل بوسكي الطليان في النهائي 4 - 0.