محمد عبدالسميع (الشارقة) بمشاركة 15 مخرجاً وباحثاً، انطلقت أمس بقصر الثقافة بالشارقة فعاليات ندوة «راهن الإخراج المسرحي في الإمارات.. الرؤى والتقنيات» التي تنظمها إدارة المسرح بدائرة الثقافة والإعلام في الشارقة. أدار الجلسة الأولى حافظ أمان، حيث قدم د.عبدالإله عبد القادر ورقة أكد فيها أن السنوات العشرين الأخيرة شهدت تطورا واضحا في البنية المسرحية، وظهور أسماء أثرت المسرح، وساعد في ذلك التأسيس والاستفادة من الخبرات، والمهرجانات المتعاقبة، ودعم صاحب السمو حاكم الشارقة. فيما تحدث حسن رجب عن الرؤى المسرحية وتأثرها بالواقع. وأوضح أن أكثر النصوص نخبوية ولا تواكب اهتمامات المتلقي، فهناك خلل في دراسة المتفرج والأعمال تقدم فقط للمنافسة على الجوائز، وهو أمر لا يساعد على تقديم رؤى إخراجية. من جانبه تساءل أحمد الأنصاري عن المتعة التي حققها المسرح الإماراتي للجمهور؟ مبيناً أن فترة الثمانينيات شهدت تقديم أعمال تهتم بالمتعة، أما الآن فأصبح الاهتمام منصبا على أعضاء لجنة التحكيم وغاب الاهتمام بالمتلقي. أما الجلسة الثانية فقد أدارها حميد سمبيج وتحدث فيها محمود أبو العباس عن تحولات الفضاء المسرحي عند المخرج وتطور الرؤى الإخراجية، مشيراً إلى غياب التركيز على أداء الممثل على حساب شكل العرض. مؤكداً أن التطور يأتي من خلال البحث والدراسة. وأشار جمال آدم إلى أن الشارقة هي الحضن الدافئ الذي رعى العديد من المواهب، إلا أنه تسأل: أين مسرح الشباب؟ منوهاً أن الشباب لا يعيرون اهتماما للمعلومات المسرحية، ولا يعون العملية الطويلة لصناعة مخرج قادر على الإحاطة بالفضاء المسرحي، واعتبر مهرجان مسرح دبي للشباب عالم بلا خرائط. أما يحيى الحاج، فأشار إلى التراجع الكبير في الإخراج والترهل فيه وأن المعالجة تتطلب عمقا ثقافيا للخروج من هذه الأزمة. وفي الجلسة الثالثة التي أدارها نواف يونس، استعرض مرعي الحليان تاريخ حركة المسرح في الدولة، ولفت إلى القفزات في هذه التجربة التي حدث فيها نوع من الخلط سواء بوعي أو من دون وعي، مشيراً إلى أن هذا الخلط والقفز ليس بالضرورة أن يكون سلبياً، فهناك اشتغال على المشهدية وعلى الفضاء وكسر المعتاد، فيما أغفل المخرجون الاشتغال على الجانب المهم في المسرح وهو الممثل. وفي شهادته أكد عبد الله صالح، أنه اشتغل على الممثل، لأنه أساس العمل المسرحي، إلا أنه واجه صعوبات في ذلك مثل ندرة النصوص، وندرة الممثل المتميز، وعدم وجود فنيين متمكنين مما ساهم في تراجع العملية الإخراجية. وبدوره، أشار الدكتور حبيب غلوم إلى أن هناك أزمة ثقافة عموماً، لافتاً إلى أن الكل يشتاق إلى الجمهور في عالم المسرح. وعرض غلوم لتجربته الطويلة، موضحاً أنه قدم أعمالا كثيرة باللغة الفصحى، وأنه حاول التنويع في أعماله بين المسرح الشعبي والاستعراضي، وغيرها. وفي الجلسة الأخيرة، التي أدارها محمد السيد أحمد، تحدث محمد العامري، وفيصل الدرمكي عن تجربتهما الإخراجية، فأشار العامري إلى المشكلات المستجدة مؤخرا وأولها أسئلة المخرج، لماذا اختار النص؟ ولمن اختاره؟ فيما أشار الدرمكي إلى ضرورة مراجعة التجربة المسرحية وتوثيقها للوقوف على الإيجابيات وتجنب الإخفافات التي ظهرت.