حذر وزير الشؤون الإسلامية الشيخ صالح آل الشيخ من بعض الخطب الحماسية التي تهيج الشباب، داعيا إلى تطوير أساليب الدعاة، مضيفا أن بعض الكلمات الخطابية، سواء على منبر الجمعة أو في الدعوة، تقال بحسن نية، ولكن فيها من التهييج ما قد يتلقاه الشاب بقوة، وعلى الداعية الانتباه إلى أين سيفرغ الشاب هذا الحماس. أكد وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ صالح آل الشيخ في تصريح إلى "الوطن"، أن الوزارة ترصد المخالفين على منابر الجمع والمنابر الدعوية، مبينا أنه لا يوجد وصاية على الخطباء بتوحيد خطب الجمعة، لأنهم ثقاة. جاء ذلك خلال رعاية أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد أمس، حفل تكريم الخطباء المتميزين، وتدشينه إلكترونيا مبنى إدارة المساجد بخميس مشيط، بحضور وزير الشؤون الإسلامية ونائبه توفيق السديري. التحذير من الخطب الحماسية حذر الوزير من بعض الخطب الحماسية ودعا إلى تطوير أساليب التأثير، مضيفا "نرى أن بعض الكلمات الخطابية سواء على منبر الجمعة أو في الدعوة تقال بحسن نية، ولكن فيها من التهييج ما قد يتلقاه الشاب بقوة وحماس، ولا يعلم بعد ذلك أين يذهب بهذا الكلام، ويجب الانتباه إلى أين سيفرغ الشاب هذا الحماس، وهذا المآل يجب أن ينتبه له الخطيب وينتبه له الداعية، فالخطبة تحتاج لفقه، لنصنع عقلا جديدا في التأثير على الناس بالخطبة، أما أن يتطور ما حولنا وأسلوبنا في التأثير يبقى كما هو فهذا ليس بجيد". ورفض أن يكون هناك إجبار للخطباء على مواضيع معينة فالخطب، مبينا إلى "الوطن" عن ما تم تداوله عن إيجاد ربط إلكتروني موحد للخطب وتوحيد مواضيعها في كل الجوامع في المملكة، أن الأصل في خطب الجمعة عبر تاريخ المسلمين أن الخطيب هو الذي يخطب بما آتاه الله من علم. الخطبة الاسترشادية أضاف الوزير "الآن وفي هذا العصر، ولأجل كثرة الجوامع والحاجة إلى خطباء لديهم وعي وإدراك وعلم شرعي، صار هناك اشتراطات من قبل الوزارة في تعيين الخطباء، عبر عدد من أهل العلم للتأكد من صلاحية الشخص للخطبة من الجهتين الشرعية والنظامية، ولاحظنا وجود بعض المعلومات العصرية التي لا يسهل فهم تناولها من قبل بعض الخطباء مثل بعض موضوعات حقوق الإنسان وبعض موضوعات البيئة والمحافظة عليها والمرور وأحكامه وما يتعلق به، فبعض الموضوعات قد تحتاج إلى باحث دقيق حتى يفهم كيف يتناولها، وهذه نعطي الخطباء بعض العناصر وأحيانا بعض الخطب الاسترشادية". وأكد أنهم راضون عن الخطباء في تفاعلهم على مدى السنين الماضية، مشيرا إلى أنه لا يوجد في الوزارة وزير يأمر، وأمر إداري بحت، بل إن لديهم طاعة شرعية، فالأقل علما يطيع من هو أكثر منه علما، والكبير يسمع لمن هو دونه، والهدف الكلي من الوزارة هو الحفاظ على الدين والوحدة والخير في هذه الدولة. مدارس الدعوة قال آل الشيخ "إن الله تعالى صنف لنا مدارس الدعوة وأمرنا بالدعوة إلى سبيله بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن، لذا يجب على الخطيب أن يتحرى أحسن ما يجد معنى ولفظا وحكمة وفعلا قوليا وتفكيرا، وكان من سمات الخطيب الناجح أن يؤلف القلوب وأن يوحد الكلمة وأن يبعد عن الناس الشرور، ويجب أن يختار في خطبه ما يعلم مآله السليم". تشويش وتجاوز قال آل الشيخ "لا نحب من يشاغبون على الخطباء، ويذكرون عنهم أمور غير صحيحة كبعض الصحفيين الذين ينشرون معلومات غير دقيقة، والصحافة واجبها أداء الأمانة والحقيقة، ولكن التجاوز في الوصف وتشويش الصورة وذكر ما ليس بصحيح يصنع أمورا نفسية غير طيبة". وحول مواجهة وزارته لبعض من يسمون أنفسهم بالدعاة والذين قد يبثون سمومهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أوضح أنه "لاحظ في الفترة الماضية أن هناك تعميما في الأحكام، ودائما التعميم صنعة لمن يريد التشويش، والوزارة ترصد المخالف المسيء للدين ووحدة الناس". وأوصى الوزير بالتحديد وليس التعميم، مؤكدا أن الإعلام الذي يشوش بدون تحديد مضر، ومطالبا بالتحديد لأن الهدف الإصلاح وليس الانتقامات، مشيرا إلى أن "الوطن" تنشر دائما تصريحات المسؤولين بوضوح. إلى ذلك، تجول آل الشيخ بفرع الوزارة في خميس مشيط، واطلع على المشروع وتكلفته وناقش بعض تفاصيله مع المسؤولين بفرع الوزارة. ووعد بدراسة ما عرضه عليه المحافظ سعيد بن مشيط عن الحاجة الماسة إلى مصليات للعيد تتناسب مع أعداد السكان. الوزير: كاميرات المراقبة في المساجد ناجحة كشف وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ صالح آل الشيخ، أن الأوقاف التي ما زالت تحت مظلة وزارته هي وقف المساجد، وماعدا ذلك من الأوقاف الاستثمارية، فلا تتبع الوزارة حاليا، وحول تسليم المساجد التي تعمل من فاعلي الخير بيّن أنه إذا رغب فاعل الخير في تسليم مسجده فسيستلم منه، ولكن بشرط أن يكون الاستلام كاملا للمسجد وتوابعه. وبين أن الوزارة بدأت التجربة في وضع كاميرات مراقبة تساند رجال الأمن في 3 مساجد وكانت ناجحة، ومتى توافرت الإمكانات المادية سيتم توسيع التجربة.