×
محافظة المنطقة الشرقية

ترامب يكسب واشنطن ويقترب من الترشح لسباق الرئاسة

صورة الخبر

نظمت دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة صباح أمس في قصر الثقافة، ندوة راهن الإخراج المسرحي في الإمارات.. الرؤى والتقنيات بحضور عبدالله العويس رئيس الدائرة، وأحمد بو رحيمة مدير إدارة المسرح في الدائرة. تأتي الندوة كمحاولة لتوثيق وقراءة وفرز التيارات والاتجاهات الإخراجية التي طبعت المشهد المسرحي المحلي خلال العقد الأخير، والوصول إلى خلاصات ثقافية ونقدية وتاريخية حول مزاياها ومسائلها الفنية والجمالية وشواغلها الفكرية والتقنية، وشارك فيها عدد من أعلام المسرح الإماراتي والعاملين فيه، وهم: د. عبدالإله عبدالقادر، وأحمد الأنصاري، وحسن رجب، وحافظ أمان، وحميد سمبيج، ومحمود أبو العباس، وجمال أدم، ود.حبيب غلوم، وعبدالله صالح، ومرعي الحليان، ومحمد سيد أحمد، ويحيى الحاج، ونواف يونس، ومحمد العامري، وفيصل الدرمكي. قدم المشاركون خلاصة استنتاجاتهم حول اتجاهات الحركة الإخراجية المحلية، مستعرضين أبرز سماتها من خلال تجاربهم الخاصة، أو من خلال تحليلهم لجوهر الحركة الإخراجية وتمظهراتها، حيث أشاروا إلى أن المسرح الإماراتي شهد في السنوات العشرين الأخيرة ظهور قامات إبداعية متعددة من كتاب ومخرجين وممثلين وتقنيين، رفدوا الحركة الفنية بعشرات المسرحيات والنصوص الناضجة. وبذلك فقد تطورت تلقائياً الرؤى الإخراجية التي عمد أصحابها للجد والعمل الدؤوب في سبيل أن يقدموا تصورات متقدمة ومغايرة من ناحية الطرح، إلا أنه وفي الفترة الأخيرة فقد رافق هذا التطور ظهور مجموعة من الإشكالات، أبرزها وحدة الرؤية بين المخرج والكاتب. كما وضح في الآونة الأخيرة أن هناك ابتعاداً كبيراً عن المتفرج من خلال الطروحات المعقدة والنخبوية، التي ابتعدت شكلاً ومضموناً عن الشارع واغتربت عن المتلقي، إضافة لعدم وجود دراسة متعمقة تختص بالمتفرج ومستوياته الفكرية واحتياجاته على الصعيدين الفني والجمالي، وإنما وجه الاهتمام نحو المشاركة في المهرجانات والمنافسة واشتراطات لجنة التحكيم، في حين كان يجب أن يكون الجمهور هو المرجع الأول والمحك الذي تقاس على أساسه الأعمال الفنية، في حين أن الأعمال التي كانت تقدم في السابق اهتمت بعنصر الفرجة، هذا العنصر الذي كان يعني أولاً وأخيراً متعة الجمهور والتواصل معه. وطرح المنتدون إشكالية تطور الإخراج المسرحي التي ترتبط بعدة عوامل، أهمها غياب الموسم المسرحي الذي كان بمثابة تقليد متبع لدى أغلب الفرق العاملة في الدولة، هذا الموسم الذي كان له الدور الأبرز في تكوين المخرج وتطوير أدواته عبر الممارسة، إضافة إلى أن المسرح الإماراتي وقع في فخ المهرجانات، وسعى أغلب العاملين فيه ومن بينهم المخرجون بطبيعة الحال، لنيل الجوائز متخلين عن جزء أساسي من مهامهم الإخراجية والمتمثلة في البحث عن النصوص والأسئلة التي يبتغون طرحها في العمل وتوصيلها للناس. وأشار المشاركون إلى أن الكثير من موضوعات المسرح كانت متصلة بالبيئة الخليجية بشكل مباشر، ولفترة طويلة جداً بقي الموضوع محصوراً في ثيمة البحر وما شابهها، وبذلك كان مصير الحركة المسرحية هو الثبات، ووحدة المفردة التي أدت بطبيعة الحال لوحدة المشهد، على الرغم من الاجتهادات الكبيرة للمخرج أو المؤلف في سبيل تقديم هذه الثيمات برؤى جديدة. ومن جانبه بين مرعي الحليان، أن كتاباً واحداً لا يتوفر اليوم يؤشر إلى اشتغالات المخرجين الذين مروا في تاريخ المسرح الإماراتي، حيث اتضحت في مسيرة الفرجة المسرحية ومضات مهمة تكاد تكون مفاصل ومحطات انتقالية وهي تستحق التأمل والدراسة والتوثيق، من أجل الوقوف على المشتركات والسمات والملامح والبنى التي تأسست عليها الفرجة الفنية، وأضاف أن عمر التجربة الإخراجية المحلية ليس بالقصير، وتلك المفاصل والومضات كان يجب الوقوف عندها منذ زمن، تقصياً واستقراء دقيقاً لكي ننجز شيئاً مهماً حيالها يشهد له التاريخ، ويضع التجربة الإخراجية الإماراتية في إطارها الأصيل. وأكد الحليان أن التجربة الإخراجية كانت ومازالت محكومة بالتيارات الفنية التي علت وانخفضت عبر الزمن، حالها كحال ما حدث في انقلابات التيارات في المسرح العربي والخليجي، وإذا ما عدنا بالزمن للخلف سوف نرصد تأثير تيارات عديدة أسهمت في تأسيس فرجة المسرح الإماراتي، ومنها تأثير المخرجين العرب الذين مروا على الحركة المسرحية وتركوا مقولاتهم وتوجهاتهم الفنية، وكذلك المسرحيين الأكاديميين الذين جاؤوا من معاهدهم متسلحين بالمعرفة والاطلاع ليصححوا الكثير وينقلبوا على ما كان سائداً، كما شكل انفتاح الحركة المسرحية الإماراتية على الساحة العربية بمهرجاناتها المتخصصة كما أكد الحليان رافداً لتلقي الرؤى والاشتغالات الإخراجية المغايرة، كل تلك النواحي فتحت أفقاً لكي تتناقل الأفكار الإخراجية وتتأثر بالمختلف وبالمستجدات في صناعة الفرجة. وأكد المشاركون على مجموعة من الضرورات المتعلقة بعمل المخرج، منها الاطلاع الواسع على ثقافة المسرح وفهمه بشكل عميق وفهم آليات عمله ومدارسه المختلفة، إلى جانب العمل على الممثل وإيقاعه على الخشبة وعدم ترك هذه العناصر الأساسية في سبيل السعي لتقديم الشكل على حساب المضمون.