على امتداد خريطة دولتنا الحبيبة، توجد العديد من مراكز الشباب التابعة للهيئة العامة للشباب والرياضة. وتم تأهيل هذه المراكز وتزويدها بكل المعدات والوسائل التي تجعل منها بيئة جاذبة وحاضنة للشباب الراغبين في تنمية الروح والعقل والنفس والبدن، فقد قامت هذه المراكز لفترة من الزمن، رغم تباين مستوى مشرفيها فكراً وعلماً وعملاً، بالدور المناط بها الذي ربما كان مواكباً لعهد ما قبل وضع الخطة الاستراتيجية للدولة، حيث كان غالباً ما يستعان ببعض مدرسي وزارة التربية والتعليم، خاصة أصحاب تخصص مواد الأنشطة، وفق مكافأة شهرية للقيام بدور استقطاب المستهدفين وتدريبهم، إلى أن أصبح للمراكز موظفوها التابعون للهيئة وتطورت بالتالي برامجها وأنشطتها، ولكننا لم نر إلى الآن مسار التطور الذي يواكب رؤية الدولة أن تصبح دولة الإمارات العربية المتحدة عام 2021 م من أفضل دول العالم. هذه الرؤية لا شك عظيمة بمشاريعها التنموية المستدامة، وهي بحق جديرة بنا ونحن جديرون بها. وقد استطاعت الدولة بظل القيادة الحكيمة والرشيدة في أغلب المجالات أن تسبق زمن رؤيتها وتحقق الأهداف تلو الأهداف، من خلال منظومة التطوير الشامل في كل الميادين والقطاعات، وأن تدخل المنافسات العالمية وفق المعايير المحددة وأن تحتل المراكز العالمية المرموقة. يحدث كل هذا ومراكز الشباب لاتزال تحتاج إلى رعاية ونظرة أخرى، خاصة أن توجهات الحكومة الرشيدة وتوجيهاتها أبلغت الجميع أن الشباب هم أدرى بشؤونهم فقد خلقوا لزمن غير زمن آبائهم، لهذا كانت وزيرة الدولة لشؤون الشباب ورئيسة مجلس الشباب بالنسبة للعمر منهم. وجاء الحراك بالنسبة للاهتمام لقطاع الشباب متميزاً وسيبقى مستمراً، لهذا لا يمكن أن تبقى المراكز على ما هي عليه الآن من حيث طرق الاستقطاب ونوعية البرامج وكيفية التسويق لدورها الريادي. إن الدور المناط بمراكز الشباب على مستوى الدولة دور بارز ومهم من حيث الشراكة المجتمعية، ومن حيث المساهمة في الوعي وخلق الإبداع والتشجيع على الابتكار والعمل على أن تكون هذه المراكز مصادر إشعاع تنير دروب فئات كل المجتمع بشكل عام والشباب بشكل خاص، فتزرع فيهم الولاء والانتماء والفكر المتزن، لهذا كم أتمنى أن تتحول بعض أروقتها وأخص هنا بالذات المراكز البعيدة عن المدن الرئيسية إلى مراكز تدريب دائمة لكل ما يخص تطوير الذات من معرفة النفس واكتشاف القدرات وتوظيفها وقراءة الآخر عبر لغة الجسد ومعرفة أنواع الذكاء وطرق الحوار والتفاوض وفن القيادة إلى آخره، حتى وإن كانت هذه الدورات بأسعار رمزية قي ظل ارتفاع تكاليفها من قبل المدربين منظمي مثل هذه الدورات والمعاهد والجهات ذات الاختصاص. وكم أتمنى أيضاً أن تضم هذه المراكز إضافة إلى الملاعب الرياضية قاعات للإبداع والابتكار، وأن تفعل جميع مرافقها خاصة مسارحها إن وجدت بشكل يومي، وأن يكون هناك دوري رياضي ثقافي اجتماعي بين هذه المراكز بشكل أكثر إيجابية وأكثر تسويقاً، وكم أتمنى وأتمنى وأتمنى أن يتم إنشاء مثل هذه المراكز في المناطق التي تفتقر إلى وجود مرافق تخدم قطاع الشباب كالمنيعي والحمرانية وسيجي وغيرها من المناطق التي لا توجد بها أندية رياضية. عبدالله الهدية الشحي aaa_alhadiya@hotmaul.com