عدن:الخليج عاشت محافظة عدن (جنوبي اليمن)، أمس، يوماً دامياً إثر تفجير إرهابي تبناه ما يُسمى تنظيم داعش ونفذه انتحاري يرتدي حزاماً ناسفاً، ما أسفر عن مقتل أكثر من 41 مجنداً وإصابة حوالي 70 بجروح متفاوتة بعضهم جراحهم خطيرة، فيما وجهت الحكومة الجهات المعنية ببذل جهود إضافية تتوازى مع حجم الفاجعة المؤلمة ومنع تكرارها. ووقع التفجير في مديرية خورمكسر، حيث فجّر الانتحاري نفسه وسط تجمع لعشرات المجندين من أجل ترقيمهم وضمهم إلى السلك العسكري رسمياً في مقر لجنة عسكرية بمنزل قائد معسكر بدر اللواء 39 مدرع العميد الركن عبدالله الصبيحي، الذي كان موجوداً داخل منزله وقت وقوع الانفجار، ولكنه لم يُصب بأي أذى، كما أعقب التفجير الانتحاري، انفجار عبوة ناسفة عند بوابة معسكر بدر الذي يبعد عن منزل العميد الصبيحي نحو 500 متر، ولكن دون سقوط ضحايا. وقال قائد قوات الأمن الخاصة بمحافظة عدن العميد ناصر السريع في تصريح خاص لالخليج، إن حصيلة الضحايا بلغت 41 قتيلاً وعشرات الجرحى، وإنه تم نقل عدد من الجرحى لعدد من مستشفيات عدن لتلقي العلاج وتم تطويق مستشفى الجمهورية من قِبل قوات الأمن الخاصة كإجراءات احترازية. من جانبه أفاد مصدر طبي في هيئة مستشفى الجمهورية النموذجي العام بعدن في تصريح خاص لالخليج، بأن المستشفى استقبل نحو 41 قتيلاً وأكثر من 50 جريحاً بينهم امرأة، كما أفادت مصادر طبية بعدن بأنه تم نقل عدد من الجرحى يتجاوزون ال 15 جريحاً إلى مستشفى الصليب الأحمر الدولي بمديرية المنصورة ومستشفى أطباء بلا حدود بمديرية الشيخ عثمان لتلقي العلاج، جرّاء إصابتهم في التفجير الانتحاري. كما أوضحت مصادر عسكرية وأمنية في تصريحات لالخليج، أن الانتحاري كان يرتدي حزاماً ناسفاً وجاء إلى موقع تجمع الجنود على متن سيارة ونزل منها وتسلل إلى وسط المجندين وفجّر نفسه، وأشاروا إلى أن المجندين المستهدفين في التفجير الانتحاري يبلغ عددهم أكثر من 150 مجنداً وتوافدوا لترقيمهم إلى مقر تواجد اللجنة العسكرية في منزل العميد الركن الصبيحي بمنطقة الإنشاءات في خورمكسر، وذلك أسوة بزملائهم الذين تم ترقيمهم خلال الأيام الماضية من قِبل اللجنة العسكرية ذاتها، وجميعهم من أفراد الدفعة العسكرية البالغ قوامها نحو 2000 مجند تخرجوا في معسكر بدر، مؤخراً. ووجه الرئيس عبدربه منصور هادي باعتماد راتب جندي للشهداء الذين سقطوا في العملية، مؤكداً أن هذه الجريمة البشعة لن تثني الجيش الوطني عن سعيه الحثيث والتصدي للجماعات الإرهابية، ومواصلته الحرب ضدهم، وملاحقتهم إلى كهوفهم ومخابئهم. وأدان رئيس الوزراء حمد عبيد بن دغر العملية الإرهابية الغادرة والجبانة. وأكد أن أيادي الغدر والتطرف التي امتدت مجدداً لتضرب في عدن، محاولة بائسة وعبثية للرد على الهزائم الساحقة التي تلقتها من الجيش الوطني والمقاومة بدعم من التحالف العربي، بعد دحرها من عدد من المناطق وآخرها محافظة حضرموت التي ظلت مسيطرة عليها لأكثر من عام. ونوه بن دغر بالجهود التي بذلت من القوات الأمنية والطواقم الطبية والإسعافية للتعامل مع تبعات وآثار العملية الإرهابية الغادرة، ووجه الجهات الحكومية المعنية ببذل جهود إضافية تتوازى مع حجم الفاجعة المؤلمة ومنع تكرارها، مؤكدا ان الحكومة على استعداد كامل لتقديم أية جوانب دعم ومساندة لتذليل الصعوبات إن وجدت. وأشار رئيس الوزراء، إلى أن الارهابيين لن ينالوا من عزم وتصميم الدولة وأشقائها في التحالف العربي، على الاستمرار في استئصال شأفة الارهاب وملاحقة عناصره المتطرفة أينما وجدوا في اليمن، حماية للأمن والاستقرار الداخلي والإقليمي والدولي. ووجه ابن دغر، السلطات المحلية والقيادات العسكرية والأمنية، بعدم التهاون ومواصلة يقظتها الأمنية واستعدادها القتالي الكامل لمواجهة وإجهاض مخططات بقايا العناصر الإرهابية الضالة التي تحاول الانتقام من الأبرياء.