العلاقة بين بايرن ميونيخ الألماني والمدرب الإسباني بيب غوارديولا بدت أقوى من أي وقت مضى بعد التتويج بلقب كأس ألمانيا لكرة القدم، رغم انفصال الطرفين رسمياً. وسجل دوغلاس كوستا هدف الفوز الحاسم لبايرن خلال الضربات الترجيحية، أول من أمس، في مواجهة بوروسيا دورتموند خلال المباراة النهائية لكأس ألمانيا في برلين، ليفوز غوارديولا بخامس لقب محلي من أصل ستة ألقاب كانت متاحة خلال ثلاث سنوات قضاها مع النادي البافاري. وانهمرت دموع غوارديولا في الاستاد الأولمبي عقب المباراة، ما يشير إلى أن قرار انتقاله لتدريب مانشستر سيتي الإنجليزي في الوقت الذي قد يبدو صحيحاً، لكنه لم يكن سهلاً. ويتولى المدرب الإيطالي المحنك كارلو انشيلوتي منصب المدير الفني لبايرن خلفاً لغوارديولا، لكنها بكل تأكيد ستكون مهمة صعبة، إذ سيكون مطالباً بتحقيق ما عجز عنه سلفه الإسباني، وهو الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا. صعود بايرن إلى المربع الذهبي لدوري الأبطال ثلاث مرات متتالية وفوزه بخمسة ألقاب محلية بجانب التطور الهائل الذي حدث للاعبين على المستويين الفردي والجماعي، كفيل بأن يحجز مكاناً لغوارديولا في التاريخ. لكن الفشل في التتويج بلقب دوري الأبطال خلال ثلاثة مواسم في اليانز أرينا، تنتقص من المسيرة المثالية لغوارديولا. وكتب المحلل الكروي الألماني رافاييل هونيجستين في صحيفة «غارديان» البريطانية «بالنسبة للجماهير، فإن الانتصارات والأداء الراقي لبايرن ميونيخ تحت قيادة مدربهم الرائع لم تكن كافية». وأضاف «ما تريده الجماهير شيء لم يستطع وربما لن يستطيع غوارديولا تحقيقه، بعض المظاهر العاطفية، القدرة على التواصل، والاهتمام بالمشجعين في المدرجات». غوارديولا الذي نضج وتطور في مدرسة يوهان كرويف وبرشلونة، غالباً كان يظهر بصورة البروفيسور المنعزل في بايرن ميونيخ. وأغدق توماس توشيل المدير الفني لدورتموند الثناء على غوارديولا، مشيراً إلى أن بايرن ميونيخ سيستغرق بعض الوقت حتى يدرك بشكل كامل المجهود الذي قام به غوارديولا. وقال توشيل «بيب كان له تأثير قوي جداً في النواحي الفنية لبايرن». ولكن انشيلوتي بدوره يمتلك مسيرة ساحرة في عالم التدريب، فقد فاز بالألقاب في إنجلترا وفرنسا وإيطاليا وتوج بثلاثة ألقاب في دوري أبطال أوروبا مقابل لقبين فقط لغوارديولا في البطولة الأوروبية. ويبدو أن أنشيلوتي يحظى بدعم مجلس إدارة بايرن ميونيخ، إذ تعاقد النادي مع ماتس هوميلز من صفوف بوروسيا دورتموند وريناتو سانشيز من بنفيكا مقابل عشرات الملايين من الدولارات.