أكد الرئيس التنفيذي للمجلس الأعلى للبيئة د. محمد بن دينه أن المملكة تبذل جهودًا حثيثة بهدف الحفاظ على التنوع الحيوي على الصعيدين التشريعي والتوعوي، الى جانب اطلاق عدد من المشاريع الهادفة لحماية التنوع الحيوي في مملكة البحرين. وشدد في تصريح حصري لـالأيام باليوم العالمي للتنوع البيولوجي على أن التنوع الحيوي في البحرين له أهمية اقتصادية واجتماعية وتراثية عالية، حيث توفر النظم البيئية المختلفة خدمات بيئية غنية ومهمة لرفاه الإنسان منها الغذاء والماء وتنقية الهواء وحماية السواحل وغيرها. بالإضافة إلى ذلك فقد أسهمت بعض النظم البيئية في صقل هوية البحرين منها العيون الطبيعية وبساتين النخيل القيمة. وتابع: وارتبط المواطن البحريني ارتباطًا وثيقًا بمكونات الموارد الحيوية المتواجدة في المملكة فعلى سبيل المثال، يتواجد في البحرين ما لا يقل عن 81 نوعًا من النباتات الطبية والتي تستخدم في الطب الشعبي المتوارث في البحرين - الذي مازال يلقى رواجًا في السوق المحلي، كما أن للبحر اهمية مميزة كمورد للرزق والغذاء تتمثل في صيد الأسماك واستخراج اللؤلؤ البحريني الفريد. وزاد: على الرغم من محدودية المساحة الجغرافية للمملكة والظروف المناخية السائدة في المنطقة إلا أنها تضم مظاهر ذات تنوع حيوي مهم على المستوى الإقليمي والدولي، حيث إنها تأوي في جزيرة حوار أكبر مستعمرة في العالم لتكاثر غراب البحر السوقطري والتي تقدر بحوالي 200000 طائر، في حين تعد مستعمرة بلشون الصخر البحري الأكبر في الخليج العربي. وأضاف، من جانب آخر، تضم مملكة البحرين موقعين مسجلين ضمن قائمة الاراضي الرطبة ذات الاهمية الدولية المنبثقة عن اتفاقية الاراضي الرطبة رامسار، وهما جزر حوار وخليج توبلي. ويبلغ عدد المحميات في مملكة البحرين ستة محميات طبيعية (محمية ومنتزه العرين، محمية ومنتزه دوحة عراد، محمية خليج توبلي، محمية مشتان، محمية حوار، محمية هير بولثامة)، ولقد تم تسجيل منطقة الهيرات الشمالية التي تشمل كل من ثلاث مهاد محار لؤلؤ تقع شمال البحرين نجوة وهير بولثامة، وهير بوعمامة، وهير شتية في قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو) للتراث العالمي في سنة 2012م، ويسعى المجلس الاعلى للبيئة إلى اعلان هذه المنطقة البحرية الواسعة كمنطقة محمية واستثمارها بصورة مستدامة لأغراض ثقافية وعلمية وتعليمية وترفيهية. وحول اهم الخطط المستقبلية طويلة الأجل في حماية الموارد الطبيعية والبحرية التي يقوم بها المجلس اشار بن دينه الى ان المملكة عملت على اعداد استراتيجية وطنية للمحافظة على التنوع الحيوي والاستفادة من الموارد الحيوية بشكل مستدام، وهذه الاستراتيجية الخمسية مبنية على أربعة مبادئ وهي مبدأ الوقاية (اتخاذ الإجراءات الاحترازية للمعرفة ومنع الضرر، ومبدأ تغريم المتسبب بالضرر (الملوث والمتسبب للضرر يدفع، ومبدأ الشراكة، مبدأ الفاعلية. وتابع: إن هذه الاستراتيجية وضعت عدة مبادئ ومبادرات وخطط، ومن بينها وبشكل مختصر من ابرزها إعلان وتوسيع الرقعة الجغرافية للمحميات البحرية، بالإضافة الى تعزيز الادارة البيئية في هذه المناطق التشديد على مراقبة المشاريع القائمة على ردم ودفن البيئة البحرية، الاستمرار في تنفيذ مشروع استزراع أشجار القرم لإعادة تأهيل المناطق المتدهورة من مستنقعات القرم وزيادة الرقعة الخضراء في البحرين.