أكد دولة رئيس وزراء جمهورية كوريا الجنوبية هوانج كيو آن، أن العلاقات السعودية الكورية شهدت منذ إنشائها عام 1962م أي قبل نحو 54 عاماً مزيداً من التطورات الإيجابية المتسارعة نتيجة التنسيق السياسي والاقتصادي المستمر بين قيادتي البلدين الصديقين تجاه مختلف القضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك فضلاً عن اتسامها بالثبات والاستقرار والنمو الجيد المستمر, منوهاً بالاتفاقيات الاقتصادية والاستثمارية المشتركة بين الشركات السعودية والكورية إضافة إلى تبادل الخبرات في مختلف المجالات وتنظيم زيارات الوفود الاقتصادية بين البلدين. وأشار دولته خلال اللقاء الذي عقده أمس بغرفة جدة ضمن زيارته والوفد المرافق له الحالي للمملكة بحضور معالي وزير التجارة والاستثمار الدكتور ماجد بن عبدالله القصبي، ومعالي وزير التخطيط المهندس عادل بن محمد فقيه، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى كوريا الجنوبية رياض بن أحمد المباركي، إلى غزارة الفرص الاستثمارية بالسوق السعودية التي تستند على قاعدة اقتصادية قوية مما يعزز زيادة التعاملات المرتبطة بالنهضة التنموية التي تعيشها المملكة، وما يجري في إطارها من تنفيذ لعدد من المشروعات الاقتصادية الحيوية العملاقة، داعياً مجتمع الأعمال السعودي للاستفادة من الخبرات الكورية في مشاريع البنى التحتية ومجالات الصحة وتنمية القوى البشرية والطاقة النووية، والاستثمار في المجالات الصناعية والتقنية والمنتجات الغذائية والملابس والآلات وقطع غيار السيارات علاوة على صناعات تقنية المعلومات وأنظمة الأمن. وأشاد رئيس الوزراء الكوري بالمعارض التجارية التي تقيمها البلدان للتعريف بمنتجاتهما ومنتديات الأعمال، مبرزاً ما حظيت به الشركات الكورية بعقود ومشروعات في المملكة والتي بلغت قيمتها 56 مليار ريال متطلعاً لأن تسهم مثل هذه الزيارات في طرح العديد من المجالات الجديدة لبناء شراكات استثمارية واعدة بهدف تنمية العلاقات الاقتصادية بين البلدين بما يرقى لمستواهما على الخارطة التجارية والاقتصادية والصناعية. من جانبه رحب معالي وزير التجارة والاستثمار الدكتور ماجد القصبي خلال اللقاء بزيارة دولة رئيس الوزراء بجمهورية كوريا الجنوبية هوانج كيو آن للمملكة، لافتا إلى أن العلاقات السعودية الكورية الجنوبية في تطور ورقي وسط عزم قيادة البلدين لتطوير وتيرة استمرارها في الوقت الذي تشترك فيه البلدان الصديقان في عدد من الاتفاقيات التي ترقى لحجمهما الاقتصادي, مؤكدا أن رؤية المملكة 2030، رؤية طموحة وتعزز حرص خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- لتطوير التنمية بكل أبعادها والمضي نحو الإصلاح الاقتصادي وتنويع البيئة الاستثمارية في البلاد، منوهاً بتذليل وزارة التجارة والاستثمار الصعاب أمام المستثمرين وتسهيل كل السبل لدعم التعاون التجاري والاستثماري بين البلدين. من جهة ثانية استقبل دولة رئيس الوزراء بجمهورية كوريا الجنوبية هوانج كيو آن، بمقر إقامته بجدة أمس معالي وزير المالية الدكتور إبراهيم بن عبدالعزيز العساف. وأوضح الدكتور العساف، أن اللقاء تطرق للعلاقات الاقتصادية بين المملكة وكوريا الجنوبية والفرص التي يتيحها الاقتصاد السعودي بما يتوافق مع رؤية المملكة 2030 بخصوص الشراكة بين القطاع الخاص في البلدين، مؤكداً أن اللقاء ركز على ضرورة أن تكون الشركات الكورية حاضرة للمشاركة في المشاريع التنموية المختلفة. كما استقبل دولة رئيس وزراء جمهورية كوريا الجنوبية أمس صاحب السمو الأمير سعود بن عبد الله بن ثنيان رئيس مجلس إدارة شركة سابك. وأشاد دولته خلال اللقاء بسمعة سابك بجمهورية كوريا, وانتشارها العالمي والتقنيات التي تستخدمها، مرحباً بمزيد من الاستثمارات لشركة سابك، مؤكدا أن الحكومة الكورية ستقدم كل التسهيلات لأي استثمارات جديدة للشركة في كوريا. من جانبه أوضح سمو الأمير سعود بن عبدالله في تصريح لوكالة الأنباء السعودية أن اللقاء تطرق إلى علاقات سابك واستثماراتها في كوريا، كما ناقش آخر المشاريع التي تمت في كوريا التي تتمثل في بناء مصنع بين شركة سابك وشركة أس كي. كما استقبل، معالي وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية، المهندس خالد بن عبد العزيز الفالح. وعقب اللقاء أوضح الفالح في تصريح لوكالة الأنباء السعودية أن اللقاء تناول العلاقات الثنائية فيما يخص الاستثمارات المتبادلة بين البلدين، مشيراً إلى الاستثمارات السعودية في كوريا الجنوبية تتمثل في وجود شركة أرامكو، وشركات أخرى في المجال الصناعي وفي مجال الاستثمارات بشكل عام، بجانب الشركات الكورية في المملكة التي لها دور كبير في قطاع الإنشاءات والتوريدات. وبين الفالح أن الفترة القادمة ستشهد - بمشيئة الله - تنفيذا لرؤية 2030، ما سيفتح مجالات استثمارية كبيرة في قطاع الأعمال الكوري بما فيها مجمع الصناعات البحرية في رأس الخير التي ستشهد مساهمة كورية بما فيها قطاع الإنشاءات من خلال شركة بوسكو الكورية التي تملك حصة فيها صندوق الاستثمارات العامة في المملكة، لافتا إلى أننا نتطلع إلى وجود شركات كورية في قطاع صناعة السيارات، بالإضافة إلى تقنية المعلومات والاتصالات لما للشركات الكورية من تقدم تقني. وأكد معاليه أن مجالات التعاون عديدة بين الدولتين والحكومة الكورية، مما سيدعم هذه العلاقات القوية بين رجال الأعمال من الطرفين، مشيراً إلى أن رئيس الوزراء الكوري أكد دعم حكومته لتنمية هذه العلاقات بين الدولتين. من جانب آخر اجتمع معالي وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية المهندس خالد بن عبد العزيز الفالح في جدة أمس، مع معالي نائب وزير التجارة والصناعة والطاقة الكوري، وو تاى هى. وجرى خلال الاجتماع استعراض العلاقات التجارية بين البلدين خاصة في مجال الطاقة. وقد غادر دولة رئيس وزراء جمهورية كوريا الجنوبية هوانج كيو والوفد المرافق جدة أمس، بعد زيارة للمملكة استغرقت يومين. وكان في وداع دولته بمطار الملك عبدالعزيز الدولي، معالي وزير الاقتصاد والتخطيط المهندس عادل بن محمد فقيه، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى كوريا رياض بن أحمد المباركي، ومدير مكتب المراسم الملكية بمنطقة مكة المكرمة أحمد بن ظافر، وعدد من المسؤولين.