كتب - إبراهيم بدوي: أكّد المشاركون في الجلسة الأولى لأعمال منتدى الدوحة السادس عشر أهمية التعاون الإقليمي والدولي لمواجهة التحديات التي يموج بها العالم من انتشار الإرهاب والعنف والتطرف، مشدّدين على ضرورة قيام الأمم المتحدة بمهامها دون تفرقة، خاصة فيما يتعلق بتفعيل وتنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي. وطالب المشاركون، في جلسة الأمن التي ناقشت الوضع الإقليمي الراهن وسبل مواجهة التحديات بمشاركة وزراء خارجية عدد من الدول ونخبة من مبعوثي الأمم المتحدة، بضرورة تعزيز دور المرأة والتوزيع العادل للثروات وإطلاق مبادرات جديدة من شأنها حماية حقوق الإنسان والقضاء على العنف ومحاصرة الإرهاب. فمن جانبه، قال سعادة السيد ناصر بن عبد العزيز النصر الممثل السامي للأمم المتحدة لتحالف الحضارات أن التطرف والعمليات الإرهابية التي يشهدها العالم تعكس التهديد للأمن والسلم الدوليين وتوسع الفجوة بين المجتمعات والدول، لافتاً إلى أن المتطرفين والجماعات الإرهابية يعملون على بثّ الكراهية والعنف في المجتمعات ويتحدون القيم التي رسخها ميثاق الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان. وأشار النصر إلى أن تحالف الحضارات يعد من الأدوات الناعمة التي تمّ إنشاؤها من أجل المساهمة في تحقيق عالم أكثر أماناً وسلماً من خلال التصدي للتطرف والراديكالية وتعزيز التبادل الثقافي والتصدي للمشاكل والتحديات التي يواجهها عالمنا المعاصر، منوهاً إلى اتفاق المشاركين بمنتدى تحالف الحضارات السابع الذي أقيم بأذربيجان الشهر الماضي على أن التنمية المستدامة لا يمكن أن تتحقق على أرض الواقع في غياب السلم والأمن، وأن السلم والأمن يكونان في خطر كبير إذا لم تتحقق التنمية المستدامة. وأضاف النصر إن دور المجتمعات هو توفير قنوات وسبل للاندماج الاجتماعي والاقتصادي والسياسي وهي أمور تضمن حقّ الإنسان في فرص العمل، مؤكداً أن الإيفاء بهذه الأمور يحدّ من المخاطر التي يمثلها التطرف العنيف والإرهاب وأن غياب الرخاء والازدهار في المجتمعات يؤدي للتهميش والإقصاء والبطالة بين الشباب ما يدفع إلى التطرف. وشدّد على أن الحلول الأمنية والقبضة الحديدية والتركيز على التدابير الأمنية أثبتت فشلها وأن التطرف والإرهاب يزدهر ويتنامى عندما تنتهك حقوق الإنسان ويتجاهل تطلعات وطموحات الناس. وطالب بأن يقوم الجميع بدوره في تعزيز التعاون مع المجتمعات الدولية والمنظمات غير الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني ورجال الدين والعلم للتصدي لبواعث وجذور الإرهاب والتطرف. وزير خارجية أذربيجان: مواجهة التطرف باستخدام التكنولوجيا الحديثة أكّد سعادة السيد المار ماميدياروف وزير خارجية جمهورية أذربيجان أهمية التكنولوجيا الحديثة في تغيير الأفكار ومواجهة التطرف عن طريق الفكر ونشر الثقافة ومعرفة ما يعانيه الناس واتخاذ المبادرات التي تضمن رفع الظلم ورفاهية الشعوب. وقال إن مواجهة التحديات تتطلب رؤية جيدة، خاصة أن ما يشهده مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات خلق تحديات جديدة مثل الأمن السيبراني والتجنيد لدى الجماعات الإرهابية وغيرها من المشكلات، موضحاً أن اختفاء الحدود الفاصلة بين الأمن والسلام يؤثر على العالم المتداخل والمترابط. وشدد على أهمية تعزيز دور الأمم المتحدة وتنفيذ قرارات مجلس الأمن. رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة.. مونز لوكتوفت: على الحكومات طرح المبادرات لإنهاء الانقسامات استعرض سعادة السيد مونز لوكتوفت رئيس الدورة السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة التحديات التي تواجه منطقة الشرق الأوسط والتي وصفها بالكبيرة، مشيراً إلى أن الصراع مستمر في سوريا واليمن والجماعات الإرهابية تنشر التدمير والقضية الفلسطينية لا تزال بدون حل وتدفق اللاجئين على الأردن ولبنان وتركيا وما يمثله ذلك من مشاكل مستمرة، إضافة إلى تصاعد التوتر بين القوى الإقليمية والانقسامات الطائفية التي تعزز التطرف العنيف، إضافة إلى تغير المناخ وتدهور الأراضي والتربة في المناطق التي لا تشهد تقاسماً للثروات وهذه التحديات لا تقتصر على الشرق الأوسط فقط بل موجودة في العالم كله. وقال: على الحكومات القيام بالمزيد من المبادرات التي تضع حداً للانقسامات والتوترات التي تحرم الملايين من المستقبل الأفضل. مشيراً إلى أن الأمم المتحدة يمكنها القيام بالمزيد من المبادرات في هذا الإطار. وأكّد أن البنى التحتية الموجودة تعجز عن حماية الأمن والسلم بسبب التوترات الأمنية وفي ظل غياب الأدوات والقدرات اللازمة لحماية المدنيين، منوهاً بضرورة الاستجابة بطريقة مسؤولة للأنماط الجديدة من التحديات في مجال الأمن والاستقرار والأوبئة والتهجير وهي الأمور التي قوضت الثقة في الأمم المتحدة. وطالب الدول بالامتناع عن استخدام العنف وأن تقوم بمسؤولياتها بموجب القانون الدولي وعلى الأمم المتحدة أن تعيد النظر في كيفية القيام بدورها لوضع حد للتطرف ومحاربة الإرهاب وأن تكون أكثر مصداقية وتحركاً وقدرة، ما يتطلب إصلاحات مؤسساتية وهيكلية لتعمل بشكل جيد على مستوى الأمن وحقوق الإنسان وتعزيز التعاون بينها وبين المنظمات الإقليمية. سوزانا مالكورا وزيرة خارجية الأرجنتين: الشفافية والتوافق السياسي ركائز أساسية للأمن أكّدت سعادة السيدة سوزانا مالكورا وزيرة خارجية الأرجنتين أن مفاهيم السلم والأمن والاستقرار والبيئة يلعب فيها التوازن الدولي والإقليمي دوراً كبيراً ومحورياً، مشيرة إلى أن بناء الثقة وتعزيز الشفافية والمشاركة والتوافق السياسي وتهيئة الظروف للتنمية ركائز أساسية لجعل الأمن أحد مزايا القيم العالمية. ونوهت بأن التصدي للتحديات الحالية يتطلب الحوار بين جميع الأطراف وتطبيق القانون الدولي وتحقيق المشاركة الدولية للتصدي للمشاكل التي تواجه العالم بشكل صحيح، فلا يستطيع طرف واحد مواجهة ما يقابلنا من مشكلات. وأشارت إلى أهمية التركيز على ما يحتاجه الناس وتوفير الفرص وتقبل أمد التغيير في إطار البحث عن الحلول للنزاعات، إضافة إلى تمكين النساء. وزير خارجية كوستاريكا: توجيه أموال التسليح لبناء القدرات البشرية أكّد سعادة السيد مانويل جونزاليس سانز وزير خارجية جمهورية كوستاريكا أهمية إيجاد معالجة شاملة وجماعية للتحديات التي يواجهها العالم. وأوضح أن مفهوم الأمن خليط بين مكافحة انتشار أسلحة الدمار الشامل ومكافحة الإرهاب وتغير المناخ وأمن الغذاء وغيرها من الأمور، مؤكداً عدم تحقيق أي تقدم يذكر في هذا الإطار إلا بالتصدي لكل هذه الأمور بمفهوم شامل وبشكل جماعي وعلى جميع المستويات. محمد مالكي بن عثمان: جنوب شرق آسيا أرض خصبة للإرهاب أكّد سعادة الدكتور محمد مالكي بن عثمان وزير الدولة الأقدم للخارجية والدفاع بسنغافورة انتشار تنظيمي القاعدة وداعش في العالم واستغلالهما الفراغ الأمني والفقر والأمية في استقطاب عناصر جديدة، مشيراً إلى أن الإرهاب ليس جديداً في جنوب شرق آسيا بل هي أرض خصبة له. وأشار إلى أن مواجهة التطرف تتطلب التعاون بين الوكالات الأمنية الإقليمية والدولية وفي إطار تحالف عالمي ضد المجموعات الإرهابية وحصرها والتضييق عليها ومواجهة الأيديولوجيات المتطرفة لدى هذه الجماعات وتعزيز الأفكار المناهضة لها وكذلك بناء مجتمعات يشعر فيها الجميع بالانتماء. في الجلسة العامة حول الشرق الأوسط دعوة لحلول سريعة للقضية الفلسطينية والسورية واليمنية متحدثون: حل القضية الفلسطينية مفتاح الأمن والسلام في المنطقة عريقات: لا فرق بين إرهاب نتنياهو وداعش القائم على سياسة القتل كتب - سميح الكايد: أكّد المتحدثون في الجلسة العامة لمنتدى الدوحة، التي عقدت تحت عنوان "الشرق الأوسط نحو مزيد من الاستقرار والازدهار"، ضرورة العمل على إيجاد حلول سريعة لعدد من القضايا والملفات الساخنة في المنطقة وعلى رأسها القضية الفلسطينية والأزمتان السورية واليمنية، مشيرين إلى أن حلّ هذه القضايا مفتاح لترسيخ الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة. وقدّم مبعوث الأمم المتحدة للسلام بالشرق الأوسط نيكولاي مولدانوف صورة قاتمة للأوضاع في الشرق الأوسط في ظلّ عدم وجود حلّ حتّى الآن للقضية الفلسطينية التي قال إنها تشكّل واحدة من أكبر التحديات أمام تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة في ضوء انعدام الاستقرار ومصادرة الحريات وتنامي العنف وهدم البيوت وزيادة الاستيطان ومصادرة الحقوق العامة للشعب الذي يعاني تحت وطأة الاحتلال الإسرائيلي. وقال في هذا السياق، هناك مصادرة للحريات ولا استقرار وعدم ازدهار وهناك الملايين يعانون وهناك غياب للعدل، وهذه قضايا تشكل صورة خاطئة عن مفهوم الاستقرار، الأمر الذي يقتضي منا جميعاً أمميين وإقليميين العمل بشكل مشترك وتضافر الجهود الدولية من أجل حلّها، وبالتالي تعديل الصورة المغلوطة حول الأمن والسلام، لافتاً إلى أن هذه المسائل نشهدها في فلسطين والعراق واليمن وسوريا. وانتقد كافة محاولات السلام بالمنطقة، قائلاً إنّ عملية السلام ما زالت تراوح مكانها دون تحقيق خطوة عملية على الأرض، كما أن كافة الحوارات والمفاوضات السلمية بشأن هذه القضية فشلت. وشدّد على ضرورة التحرك العالمي والإقليمي السريع لحل القضية على أساس الدولتين. وقال: سيكون لنا اجتماع كبير في باريس في بداية يونيو حول القضية الفلسطينية والسلام في الشرق الأوسط وحل الدولتين. وأيّده في هذا الطرح وبان كوبديدش مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للعراق الذي أكّد وجود تغيرات وتحولات سياسية بالمنطقة دون فهم للدوافع التي تكمن خلفها، لكن بالمقابل هناك ركود كبير في القضية الفلسطينية التي لم تحقّق أي تقدم على مدار عقود. وأقر بتباطؤ المجتمع الدولي في العمل على حلّ هذه القضية، قائلاً: نحن لا نسير على خطى حقيقية وقوية لحل حقيقي للقضية، والخطاب الحالي لايخدم هذه القضية بأي شكل من الأشكال بل يغذي العنف والتطرف ليس إقليمياً فحسب بل عالمياً، لذا يجب الإسراع في مقاربة الأوضاع في المنطقة على قاعدة مستقبل مشترك. بدوره، ربط الدكتور صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين بين الإرهاب الداعشي ضد المسلمين عبر الذبح والخطف والقتل وبين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وسياسته القائمة على القتل والإرهاب والتدمير ونهب مقدرات الشعب الفلسطيني، متسائلاً: ما الفرق بين السياستين الإرهابيتين نتنياهو وداعش؟. وطالب المجتمع الدولي عبر منتدى الدوحة، بالعمل على تحرّك سريع لوقف سياسة الاحتلال العنصرية والعمل على توفير حماية للشعب الفلسطيني من ممارسات الاحتلال. من جانبه، أكّد عضو المعارضة السورية أنس العبدة أنه لا يمكن تحقيق سلام في الشرق الأوسط دون حلّ الأزمة السورية وإنهاء النظام. وفي الشأن اليمني، أكّد مبعوث الأمم المتحدة لليمن إسماعيل شيخ أحمد أن مفاوضات الكويت للأطراف اليمنية تهدف إلى وضع حد للحرب في اليمن، لافتاً إلى وجود تحديات مستعصية لتحقيق الهدف بسبب عدم التزام الأطراف الانقلابية في اليمن بالضمانات والقواعد والأسس الدولية لتحقيق السلام. ودعا الأطراف غير الحكومية إلى الالتزام بقرارات تسليم السلاح والانسحاب من مواقعها غير القانونية، مشيداً بموقف دول مجلس التعاون في العمل على حل الأزمة اليمنية ووساطة قطر من أجل العودة للمفاوضات. وفي معرض تناوله لحاجة الشرق الأوسط للاستقرار، قال لوباس الوود وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية والكومنولث: يجب أن نعمل معاً من أجل السلام، لأن هناك أزمة بالفعل جرّاء ما نشهده بالشرق الأوسط سواء على الصعيد الاقتصادي والطاقة أو الصعيد السياسي، داعياً إلى تكثيف الجهود لمواجهة التحديات والتي قال إن داعش أبرزها وأكثرها خطورة ويجب التخلص منها. من جانبها، قالت البارونة جاليري أموس إن العالم يشهد المزيد من الانقسامات سببها الرئيسي سياسة التطرف والعنف إلا أنها أعربت عن تفاؤلها بالمستقبل. ودعت إلى ضرورة تجسيد الحريات والديمقراطيات من أجل بناء الإنسان والمجتمعات، معربة عن أسفها لكون العالم يشهد خطابات سلبية قائمة على مصالح ضيقة وشخصية دون الأخذ بعين الاعتبار حقوق الإنسان. حسن الذوادي لـ الراية: دعم القضايا التنموية إقليمياً ودولياً كتبت - منال عباس : أكّد السيد حسن الذوادي الأمين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث أن لمنتدى الدوحة أبعاداً كثيرة تتعلق بالتنمية وبحث أمور الاستدامة. وقال، لـ الراية، إن مضامين الحوار التي يتحدث عنها المنتدى هذا العام جميعها مهمة بالنسبة لدولة قطر. وشدّد على أن تواجد مثل هذه الشخصيات الهامة والوفود الكبيرة، يساعد في التعريف بتطلعات دولة قطر ورؤيتها المستقبلية، مؤكداً أن كل هذه الأمور ستنعكس بشكل إيجابي على البلاد، لا سيما أن أنظار العالم جميعها الآن تتجه نحو دولة قطر. وتوقع أن يصل منتدى الدوحة إلى مخرجات ناجحة ستساهم في دعم القضايا التنموية على المستوى الإقليمي والدولي، مشيراً إلى موضوع المنتدى وأوراق العمل التي تتضمن جوانب إيجابية كبيرة. مسؤول بغرفة تجارة وصناعة البحرين: اهتمام قطري بالقضايا العالمية قال الدكتور حسن إبراهيم كمال أمين عام جمعية البحرين الخيرية رئيس لجنة القطاع العقاري بغرفة تجارة وصناعة البحرين إن منتدى الدوحة يؤكد أن دولة قطر تحتضن قضايا العالم من خلال هذا التواجد، مشيراً إلى أن قطر الآن تدير الفكر العالمي ونظرته في الحلول على مستوى السياسة والاقتصاد والأمن والطاقة والأحداث تحت سقف واحد بوجود نخبة من رجالات العالم سياسيين واقتصاديين وخبراء ومفكرين ومثقفين، بهدف الخروج برؤى ومعطيات ونظرات إنسانية قادرة على حل مشاكل العالم وخلق السلم ونوع من التوافق بين الشعوب والدول مع بعضها البعض. وأعرب د. كمال، في تصريح لـ الراية، عن أمله الخروج برؤى واضحة، داعياً المشاركين إلى نقل كل الأفكار والمناقشات لدولهم ولمتخذي القرار فيها سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي، أو فيما يتعلّق بالموارد البشرية وموارد الطاقة. راغدة ضرغام: تاريخ عريق لمنتدى الدوحة في تقديم الآراء والحلول دعت راغدة ضرغام مدير مؤسسة بيروت، وهي مؤسسة فكرية ذات بعد دولي، لأهمية التفكير الجماعي بالحلول، وليس فقط بتشخيص المشاكل التي يمرّ بها العالم العربي. وأكدت لـ الراية، أن التفكير الجماعي والتدقيق في الخيارات، سيفيد في عملية التفاهم، وصولاً للخروج بتوصيات وأفكار وكل ما هو جديد في المنطقة العربية. ونوهت بأن لمنتدى الدوحة تاريخاً عريقاً في تقديم الآراء والحلول الجديدة، مشيرة إلى أن هناك تواجداً دولياً مهماً بالمنتدى، وهناك مداخلات هامة لمسؤولين عرب. وأكّدت أن هذه المشاركة الممتازة التي يتميز بها منتدى الدوحة، ستؤدي إلى أن يتعلم الجميع شيئاً جديداً من وراء الكواليس. في جلسة أمن الخليج.. مشاركون: إيران لا تريد التعايش بسلام مع دول المنطقة إيران تقاتل في سوريا وفي الوقت ذاته تدعو للحوار كتب - إبراهيم بدوي: أكّد المشاركون في الجلسة الثانية المتخصصة حول أمن الخليج أن إيران لا تريد التعايش بسلام مع دول المنطقة، وأنها تصر على دعم الطواغيت في العالم العربي، خاصة في سوريا واليمن، مشيرين إلى أن إيران تقاتل الآن في سوريا وفي الوقت ذاته تدعو للحوار، رغم أنها تدفع بشار الأسد وتضغط عليه لعدم الجلوس والتفاوض. فمن جانبه، قال جمال خاشقجي مدير عام قناة العرب الإخبارية إن إيران على الجانب الخطأ من التاريخ، لأنها تدعم أنظمة ديكتاتورية في كل من سوريا واليمن، بينما تدعم المملكة العربية السعودية تحرر الشعوب والديمقراطية وحكم الأغلبية، مشيراً إلى أن كافة الأطراف التي شاركت في حوار الرياض ليست راديكالية لأنها لم ترفض تقاسم السلطة والمشاركة. بدوره، قال جون ماري جوينيو رئيس مجموعة الأزمات الدولية ببلجيكا: إننا في أمس الحاجة إلى التكامل والحوار بين جميع الأطراف، مشيراً إلى أن هندسة المنطقة غير ممكنة إذا استمرت حالة الصراع والنزاعات في منطقة الشرق الأوسط. ونبّه إلى ضرورة وقف سباق التسلح بالمنطقة. وقال د. علي رضا نوري زاده مدير مركز الدراسات العربية الإيرانية بالمملكة المتحدة إنه رغم كل الخلافات إلا أن هناك روابط بين الشعوب ولا بد من إيجاد آليات للتعايش بين هذه الشعوب عبر الحوار والتفاعل الثقافي المتبادل، فيما أكد د. عبدالله الشايجي بجامعة الكويت أن المشكلة الأساسية في منطقة الخليج العربي أنه إقليم ليس به توازن للقوى ما يؤدي إلى سياسات تدفع المنطقة للفوضى والفوقية في التعامل من جانب إيران. ونوّه بأن إيران تنظر بدونية للعرب، ما يؤكد أن إيران لا تريد أن تتعايش معنا بوئام وسلام. وأكد أن الخلاف بيننا هو خلاف إستراتيجي لرغبة طهران في الهيمنة على المنطقة، موضحاً أن قوات الحرس الثوري الإيراني متواجدة الآن في سوريا ولبنان واليمن والعراق، كما صدرت إيران للمنطقة الطائفية والمذهبية وتعادي 12 دولة عربية، فيما تتحالف مع الغرب. واستنكر تعامل الإدارة الأمريكية مع إيران بتصنيفها كدولة راعية للإرهاب ومطالبتها في نفس الوقت بالتعاون والتنسيق معها لمحاربة الإرهاب. الشيخ أحمد بن جاسم آل ثاني وزير الاقتصاد والتجارة: قطر ودول الخليج تمتلك رؤى واضحة للتحول الاقتصادي الدوحة - قنا: قال سعادة الشيخ أحمد بن جاسم بن محمد آل ثاني وزير الاقتصاد والتجارة إن لدى دولة قطر وغيرها من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية رؤى واضحة للتحوّل الاقتصادي وتحقيق التنمية المستدامة. وأوضح، خلال مداخلته في الجلسة العامة الثالثة حول الاقتصاد العالمي التي انعقدت ضمن منتدى الدوحة السادس عشر، أن دولة قطر أطلقت رؤيتها 2030 بهدف التحوّل إلى اقتصاد متنوّع غير معتمد على النفط والغاز وتقوم بخطوات إيجابية للوصول إلى هذا الهدف. وأكد سعادته أن مجلس التعاون من أنجح التجمعات الاقتصادية في المنطقة "وهو تجمع فاعل وعملي قاد إلى نتائج إيجابية كبيرة ويمتلك تجربة اقتصادية فريدة"، مشيراً إلى أنه تمّ إنجاز الاتحاد الجمركي والسوق الخليجية المشتركة في مراحلها الأخيرة وهناك الكثير من المبادرات الاقتصادية المشتركة التي تدعم تطوّر الاقتصاد الخليجي". وأضاف إن الاقتصاد الخليجي تكاملي ومتقارب ونجح لعوامل كثيرة، مبيناً في الوقت ذاته أن هناك الكثير مما يمكن عمله لمزيد من الفاعلية والتطوّر لهذا التجمع على مختلف المستويات. وتابع: "أنا على ثقة أنه سينجح.. وإذا قارنا هذا التجمّع الخليجي بالتجمعات الأخرى فلا شك أنه الأنجح في المنطقة". وفيما يتعلق بالتحديات الراهنة التي تواجه الاقتصاد العالمي أشار سعادته إلى جملة من تلك التحديات الاقتصادية والجيوسياسية، مذكراً بتوقعات صندوق النقد الدولي لنمو الاقتصاد العالمي بواقع 3.2 بالمائة في عام 2016 و3.5 بالمائة في عام 2017. ورأى أن المشكلات الجيوسياسية والأمنية التي تواجه الدول هي التحدي الأكبر أمام التطوّر الاقتصادي كونها تحدّ من تدفق السلع والسياح وتوجّه تركيز العالم لمواجهتها وخصوصاً في منطقة الشرق الأوسط. وأشار إلى أن انخفاض أسعار النفط يؤثر بشكل كبير على الاقتصاد العالمي وليس على الدول المصدّرة فقط، وقال "إن انخفاض أسعار النفط قد يكون فرصة بالنسبة للمستوردين لكن على المدى الطويل فإن الدول المصدرة للبترول ستكون احتياجاتها أقل، كما أن تقليص الميزانيات سيحدّ من استيراد السلع من الدول الصناعية وهذا سيترك أثراً سلبياً على الاقتصاد العالمي ككل". وشهدت الجلسة التي استضافت مرشحين لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة نقاشات حول طبيعة التحديات التي تواجه الاقتصاد العالمي، ودور الأمم المتحدة لمجابهة الأزمات المختلفة، وتحديث آلياتها لتواكب التغييرات الكبيرة التي يشهدها العالم. إبراهيم يعقوبا وزير خارجية النيجر: قطر لاعب مهم لإرساء الأمن والسلم الدوليين فرص واعدة للمستثمرين القطريين في النيجر كتب - سميح الكايد وإبراهيم بدوي: أكد سعادة السيد إبراهيم يعقوبا وزير خارجية النيجر أن المباحثات التي أجراها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى مع فخامة الرئيس محمدو إيسوفو رئيس جمهورية النيجر كانت مثمرة وإيجابية وشملت كافة القضايا ذات الاهتمام المشترك. وقال، خلال مؤتمر صحفي أمس على هامش أعمال منتدى الدوحة، إن الرئيس إيسوفو اجتمع خلال زيارته الحالية للدوحة مع عدد من المسؤولين القطريين ومسؤولي الجمعيات والمنظمات غير الحكومية وغيرها من الأطراف التي تشارك في عملية التنمية بالنيجر، مشدداً على أن دولة قطر تلعب دوراً مهماً وإيجابياً في إرساء الأمن والسلم الدوليين. وأوضح أن مباحثات الجانبين تمحورت حول ثلاثة مواضيع، أولها يتعلق بتشجيع العاملين في المجال الاقتصادي في قطر للاستثمار في النيجر لدفع عجلة التنمية فيها، لافتاً إلى أن إيسوفو أطلع المسؤولين القطريين على فرص الاستثمار الواعدة في بلاده والمميّزات والأطر القانونية والتسهيلات والمنظومة الأمنية والضمانات والدعم الذي توفّره النيجر لكل من يرغب بالاستثمار فيها بما في ذلك حق التملك. كما تناول رئيس النيجر مسألة الأمن في النيجر كونها تقع في منطقة مضطربة ومتوترة، حيث تجاورها ليبيا التي تشهد توترات بعد مرحلة الربيع العربي وجمهورية مالي حيث يمثل الإرهاب منها للنيجر خطراً كبيراً وتهديداً ماثلاً بالإضافة إلى نيجيريا وبها جماعة بوكو حرام التي تروّع الناس، لافتاً إلى أن كل هذه المهدّدات تؤكد حاجة النيجر واهتمامها بدعم وتعزيز أمنها بمساعدة شركائها وأصدقائها وأشقائها حتى تصبح واحة سلام رغم هذه الظروف الأمنيّة التي تحيط بها. وأوضح أن القضية الثالثة في مباحثات الطرفين تمحورت حول موقف كل من دولة قطر وجمهورية النيجر ورؤيتهما حيال عدد من المسائل الدوليّة. وتطرقت المباحثات للوضع في ليبيا، حيث أشاد الرئيس إيسوفو بالدور الإيجابي الذي تضطلع به قطر لإرساء السلام والاستقرار في ليبيا، لافتاً إلى أن النيجر تتابع باهتمام تطوّرات الأوضاع في هذا البلد لأن استقراره سينعكس إيجاباً عليها. ونوّه بأن كلاً من قطر والنيجر يتفقان على ضرورة دعم حكومة الوفاق الوطني الليبية برئاسة فايز السراج. وأشاد بالدور الهام والإيجابي الذي تقوم به قطر على أكثر من صعيد لإرساء الأمن والسلم، ومساهماتها الواضحة في حل النزاعات ودعم استقرار الدول وتقديم العون لها. وقال إن الرئيس إيسوفو أشاد خلال لقاءاته مع المسؤولين القطريين بمنتدى الدوحة وبرسالته ورؤيته الواضحة في تعزيز الحوار ودعم الأمن والاستقرار بالعالم، مشيراً إلى أنه طرح في خطابه في افتتاح أعمال المنتدى جملة من المقترحات في هذا السياق، لا سيما من حيث ضرورة تعزيز الأمن والاستقرار في منطقة الساحل الإفريقي خاصة وعدد من مناطق العالم التي تشهد حساسية وهشاشة في الأمن. وعن الدور القطري على المستويين الإقليمي والدولي، قال: "لا يمكننا إلا أن نشيد بدور الوساطة الإيجابي والمميّز الذي تقوم به قطر على أكثر من صعيد وفي كثير من الدول ومساهماتها الواضحة في حل النزاعات ودعم استقرار الدول وتقديم العون لها". وأعرب عن أمله في استمرار هذه الجهود القطرية لدعم السلام وتهيئة الظروف المواتية للتنمية، مؤكداً أن قطر تقوم بدور مهم في هذا الخصوص، ولا يسعنا إلا أن نجدّد الإشادة به سواء كان ذلك في إفريقيا أو آسيا أو في المنطقة العربية والعالم أجمع". في جلسة "الأمن العالمي" مطلوب اتفاقيات جديدة لمواجهة أزمات العالم كتب - إبراهيم بدوي: طالب المشاركون في الجلسة المتخصصة حول الأمن العالمي بمنتدى الدوحة أمس بضرورة تضافر الجهود الدولية لمواجهة التحديات المشتركة وعقد اتفاقيات جديدة لمواجهة أزمات الفقر والبطالة والإرهاب وغيرها من الأزمات التي تهدّد الأمن والسلم الدوليين. وأشار إسماعيل شرقي، مفوّض السلم والأمن بالاتحاد الإفريقي إلى أنه حان الوقت لتكون إفريقيا جزءاً من النقاشات حول الأمن والسلامة، لأنه لا أمن عالمياً من دون إفريقيا. وأوضح شرقي عدداً من التهديدات الأمنية والإرهابية التي تشهدها القارة، لا سيما في مالي والصومال، وما بذله الاتحاد الإفريقي من جهود لمكافحة الإرهاب والعنف والجريمة، مشيراً إلى أن خطر الإرهاب تراجع كثيراً في القارة، لكنه لا يزال يشكل خطراً. ونوّه إلى أن الاتحاد الإفريقي حقق الكثير من الإنجازات على مستوى الحوكمة وحقوق الإنسان، حيث انتقل الاتحاد من مرحلة عدم التدخل في النزاعات إلى اتخاذ إجراءات في حال استشعار خطر الإبادة أو المساس بحقوق الإنسان، داعياً إلى ضرورة مواجهة الإفلات من العقاب، والتحقيق والعدالة، وغيرها من التجاوزات، بهدف التأثير الفعّال والسريع في بعض مناطق إفريقيا، مختتماً بالإشارة إلى دولة جنوب السودان، التي قال عنها إنها لا تزال دولة فتية تواجه أزمات، بسبب غياب مؤسسات قوية قادرة على المواجهة. اتفاقيات جديدة بدوره، قال السيد ميجيل أنجل موراتينوس، وزير خارجية إسبانيا السابق إن العالم شهد العديد من المؤتمرات حول العولمة والحوكمة الراشدة، ولا بد من الوصول إلى مرحلة اتخاذ القرارات، من خلال إيجاد اتفاقيات جديدة لمواجهة الأزمات التي يعرفها العالم من إرهاب وعنف وجريمة، وصولاً إلى أزمة اللاجئين، مشيراً إلى أن العالم صرف 20 مليون يورو لمواجهة أزمة اللاجئين. وأضاف إن العالم يسيطر عليه الشركات المتعدّدة الجنسيات مثل جوجل وياهو وغيرها، ولم يعد بإمكان دول كبرى القيام بشيء أمام تلك الشركات، لأننا نعيش عالماً جديداً بلاعبين مختلفين. حرب غير متوازنة من جهته تحدث فرانكو فرانتيني، وزير خارجية إيطاليا سابقاً عن حرب عالمية غير متوازنة، حيث تجد الشعوب نفسها ضحية عدم توازن النظام العالمي، داعياً إلى وقف ما يسود من بؤس ومظاهر الفقر والتسليح. وأكد فرانيتين أن أوروبا غائبة عن الساحة الدولية، داعياً إلى ضرورة تحقيق موقف أوروبي موحد، يتخطى البيروقراطية البطيئة، وتتخذ قرارات جريئة لمساعدة الدول المجاورة لها، مشيراً إلى أنه من دون هذا التعاون بين الضفتين، لا يمكن حل المشاكل والأزمات التي تتخبط فيها منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط. انهيار الدول وحذرت رشيدة داتي، وزيرة العدل الفرنسية السابقة، ونائب البرلمان الأوروبي من أن الدول الأوروبية والعالم لا يمكنه أن يستمرّ في الصمت وهو يشاهد انهيار الدول، معتبرة أن أصل المشاكل والنزاعات التي يتخبط فيها العالم، لا سيما في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أساسها اجتماعي خالص. تهمة الإرهاب انتقد الدكتور محيي الدين عميمور، وزير الإعلام الجزائري سابقاً المواقف الأوروبية والغربية التي تلصق تهمة الإرهاب بالمسلمين، مقدماً سرداً تاريخياً لأمثلة عن الاضطهاد الذي تعرّض ولا يزال له المسلمون، وصولاً إلى تداعيات 11 سبتمبر التاريخية، مشدداً على أن هناك نية مبيتة لتشويه صورة الإسلام والمسلمين باستغلال أحداث فريدة منعزلة في بعض المناطق. وخلص للقول إن المنطقة كانت ولا تزال ضحيّة لأطماع القوى الاستعمارية والدول الكبرى. مساعد أمين عام الناتو: التهديدات الأمنية أصبحت معولمة أكّد سعادة السفير تراسيفولوس تياري ستاماتوبولوس مساعد الأمين العام لحلف الناتو أن التهديدات الأمنية أصبحت معولمة وعلى المؤسسات الدولية التعامل معها بشكل أوثق وأكثر فعالية وهذا ما يقوم به الناتو مع الدول والمنظمات الشريكة. ونوّه بأن الناتو يقوم بدوره في حفظ الأمن والاستقرار وتعزيز قدرات الشرق الأوسط العسكرية لمواجهة التحديات التي تواجه المنطقة. مشيراً إلى أن للناتو دوراً في مساعدة دول المنطقة في مجالات التدريب والتخطيط العسكري والأمن السيبراني والطب العسكري وغيرها من المجالات. وأكد أن الناتو عزز الحوار السياسي مع الدول الخليجية وأحرز تقدماً في مجالات الطاقة والأمن وحماية البنى التحتية والمجال البحري ومكافحة القرصنة، منوهاً إلى إمكانية تعزيز طموحات شعوب المنطقة على المستوى العملي.