ابتعد الأهلاويون بآمالهم وآمال محبيهم عن منافسيهم بمسافات عندما تناولوا في أحاديث غير رسمية أنباء عن صفقات تدعيم للفريق الأول استعداداً للموسم القادم. وبعيداً عن كثير من الأحاديث الكلاسيكية التي تندد بتوقيت هذه الأخبار وأثرها السلبي على الفريق الذي ينتظره نهائي كبير في حضرة قائد الأمة خادم الحرمين الشريفين -أيده الله- إلا تلك الأخبار تبقى مغامرة غير محمودة العواقب، كون الصفقات الحساسة بين الأندية الجماهيرية يشوبها دائماً كثير من اللغط والأخذ والرد والتراجع. كنتُ أتمنى أن يتركد الأهلاويون في سرد استعدادهم وأن يستعينوا بالكتمان في قضاء حوائجهم وألا ينساقوا وراء رغبات مدرجهم. لغة المال في الأهلي نعمة عظيمة وهي لغة امتلكها غيرهم قبلهم لكنهم تعاملوا معها بشيء من البذخ وهو ما أودى بهم في نهاية المطاف إلى الرزوح تحت لغة الديون. أعرف أن الوضع مختلف في البيت الأخضر وأعرف إن الأهلاويين كثقافة أكثر تنظيماً وحكمةً ولكني أخشى أن تطغى حالة الفرح العارمة على جودة القرار وتتسبب فيما بعد في تعكير صفو الاستراتيجية التي تتطلبها المرحلة. توظيف المال في الأهلي يجب أن يكون مُقنناً والهدايا الشرفية على العين والرأس، لكن إدارة النادي معنية بالمستقبل وبالكيف لا الكم، كما إنها معنية برأي فني يتمثل في السيد جروس الذي أثبتت التجارب بأنه شخصية لا تقبل بكل اللاعبين ولا يرضيها كل الخيارات الفنية رغم قناعة الجميع فيها. تركدوا فالأهلي الآن وفيما سيأتي سيلقى حرباً ضروساً من الداخل والخارج ميزانيات ومعنوياً، كونه بطلا لا يُشَق له غبار وكونه ساق الألم والمُعاناة إلى ذاكرة المنافسين .