×
محافظة المنطقة الشرقية

«طوارئ» القطيف يستحدث 30 وظيفة مسعف

صورة الخبر

بات واضحاً أن الشاشة الصغيرة تلهث بكل ما لديها من قوة لتلحق بالشاشة المتناهية الصغر. وعلى رغم إنها (الشاشة الصغيرة) عربياً ما زالت تنعم بمقدار غير قليل من نعمة السيطرة ومنحة الهيمنة، حيث نسب الأمية الرقمية ما زالت مرتفعة، بل مازالت نسب الأمية الأبجدية حية ترزق، إلا أنها أصبحت في حاجة إلى إعادة رسم خريطة الطريق ومعاودة البحث والتنقيب في ما يمكن أن تقوم به من مهمات إنقاذ لصنعتها من جهة، وواجبات تحديثها لمواكبة العصر من جهة أخرى. منتدى الإعلام العربي في دورته الـ15 في دبي يعي هذا التنافس الشرس والمكتوم. ومن ينظر إلى فعالياته قبل عقد من الزمان حيث الجلسات تكاد لا تخرج عن إطار الإعلام التقليدي، ويقارن بينها وبين المنتدى في دوراته الأحدث يمكنه أن يستشعر هذا الخطر العنكبوتي. نسبة كبيرة من فعاليات المنتدى هذا العام دارت حول الإعلام الذي كان ملقباً بـ«غير التقليدي» أو «الموازي» أو سواهما من النعوت التي حاولت حصره في أدوار هامشية ثانوية، فإذ به ينتفض ويخرج من زاويته فارضاً نفسه على القاصي والداني، التقليدي والحداثي، المعترف بأن الزمن الحالي يرفع شعار «تويتر» و«سناب شات» و«إنستغرام» ويبتعد عن شعار البرنامج الحواري والصالون الثقافي ولقاء الجمعة. الشاشات الصغيرة تعرف تماماً أنه جارٍ سحبُ بساط الانفراد والحصري والمباشر من تحت أقدامها وإستوديواتها وكاميراتها العملاقة ومقاعدها الحوارية. الجلسات واللقاءات والحوارات والكبسولات التعريفية التي حفل بها المنتدى في بعض فعالياته الرئيسية وكثير من فعالياته في «الممشى» اعتنقت «فايسبوك» و«تـويتر» و«سناب شات» وغيرها من منصات التواصل الاجتماعي منهجاً إعلامياً واضحاً وصريحاً. فمن اللاجئين السوريين في أرجاء المعمورة إلى جـــنود التـــحالف على الحدود وحالات إنسانية هنــا وهناك ومبادارت اجتماعية واقتصادية غير مـــألوفة لكنها قادرة على المساهمــة في إحــداث مقدار غير قليل من التغــيير المـنشود في المجــتمعات العربية. صحيح أن الشاشات الفضية تنقل كل ما سبق، لكنها تنقله بعد حين وعبر أطراف وسيطة وتخضع لمعايير انتقاء وإقصاء غير تلك التي تخضع لها - أو بالأحرى لا تخضع لها - المنصات العنكبوتية. لا ينبغي أن تكون العلاقة بين المنصتين قائمة فقط على التنافس، لكنها يجب أن تحوي عنصر التكامل والتشارك، حيث لا تفقد الشاشات الفضية جمهوراً عريضاً آخذاً في التوسع بعيداً منها، وحتى لا تُحرم الأخيرة من خبرة الأولى وجمهورها المتوسط العمر أيضاً وكذلك من الصبغة الرسمية المعترف بها التي تحظى بها الشاشات عادة. المواكبة خير من اللهاث، والمشاركة أفضل من الاحتكار، والإعلام إلى تغيير.