الوقت مثل المال، وهو أحد الأصول القليلة التي يمتلكها جميع الناس بالتساوي، لكن العديد منا يراه يضيع بسهولة من دون تحقيق الاستفادة القصوى منه. والسؤال يكمن في: ما الذي يمكننا فعله لتحسين الاستفادة من الوقت؟ في الحقيقة أن الحل أسهل مما تتوقعه. نحن نميل للتفكير بأنه علينا أن نعمل بجد للحصول على المزيد، لكن هذا ليس هو الحال دائماً، إذ إن هناك العديد من الطرق المختلفة التي يمكنك استخدامها لإدارة وقتك ونفسك بفعالية من أجل إنجاز المهام بكفاءة أكبر. ومن خلال إجراء تعديلات بسيطة في سلوكك وطريقة تعاملك مع المسؤوليات، يمكنك تنمية أعمالك من دون الحاجة إلى تحميل نفسك أعباء جديدة. إليك في هذا السياق 5 طرق بسيطة للعمل بذكاء من دون بذل جهد إضافي: تعلم القراءة بسرعة: في معظم الأحيان نحن لا ننظر إلى القراءة على أنها مهارة مهمة، على الرغم من أننا نستخدمها في اليوم عدة مرات، وبعضنا ينظر إليها على أنها مهارة تكتسب بالفطرة، لذا فإنه على الأرجح أنها غير موجودة في قائمة المهارات التي تنوي تطويرها. لكن حالما تتعلم تقنية القراءة السريعة، سيكون بإمكانك توفير الكثير من الوقت يومياً. فكّر بالوقت الذي تقضيه في قراءة رسائل البريد الإلكتروني والمقالات والعروض والمذكرات والتقارير وغيرها. في الواقع، يمكنك تقليل هذه المدة إلى النصف مع الممارسة. والهدف من القراءة هو زيادة السرعة من دون التأثير على فهمك للمحتوى، والأسلوب الأكثر فاعلية لتحقيق ذلك هو من خلال تعلم كيفية جمع الكلمات مع بعضها البعض (قراءة 3 إلى 4 كلمات في وقت واحد)، بدلاً من قراءة كلمة واحدة تلو الأخرى. هذا الأسلوب يدعى التقطيع. ضع قائمة بالمهام اليومية وحدد المهام للآخرين : تحتاج أولاً إلى التخلي عن عقلية أنه لا يمكن لأحد أن ينجز المهام بقدر الجودة التي تعمل بها. وسواء كان ذلك صحيحاً أم لا، إلا أنه يقف عائقاً في طريقك نحو تحقيق حياة أكثر توازناً. قم بتقييم المهام اليومية الموكلة إليك، وانظر في الأشياء التي يمكنك إسنادها للآخرين. تعلّم الاستفادة من استراتيجية تعدد المهام: المفتاح في تعدد المهام هو الجمع بين نشاطين، أحدهما يتطلب التفكير والتركيز، والآخر لا يتطلب ذلك، مثل الجمع بين الأكل أو ممارسة الرياضة، وهي أنشطة لا تحتاج إلى تفكير، مع الرد على رسائل البريد الإلكتروني أو عقد اجتماع، وهي أنشطة أكثر تعقيداً. وقد توسعت هذه الفكرة في مجتمعات الأعمال الأكثر إبداعاً، حيث إن بعض أرباب العمل أصبحوا يجرون اجتماعاتهم مع موظفيهم في الهواء الطلق. الاستفادة من الوقت المستقطع: فكرّ بلحظات الانتظار في حياتك: من انتظار وصول الحافلة وركوب المصعد إلى انتظار غليان الماء في إبريق. لذا بدلاً من إضاعة الوقت في الانتظار أو اللعب على هاتفك المحمول، استفد من هذا الوقت بحكمة من خلال الرد على رسائل البريد الالكتروني أو تنظيم رزنامتك أو إجراء بعض المكالمات الهاتفية المهمة. هذه الأوقات المستقطعة مهمة جداً لإنجاز المهام الصغيرة التي نميل إلى تأجيلها. اتخذ قراراتك في الصباح: وفقاً للدراسات العلمية، فإن أول ساعتين بعد استيقاظك من النوم تعدان الوقت الأنسب لاتخاذ القرارات، إذ تكون في كامل طاقتك، وبالتالي تكون قادراً على اتخاذ قرارات جيدة خلال فترة زمنية قصيرة. ابدأ يومك بالمهام الصعبة وتعامل مع الأعمال الأسهل في وقت لاحق.