أعلن دونالد ترامب خلال حوار مع وكالة «رويترز» هذا الأسبوع عن استعداده لعقد اجتماع قمة مع رئيس كوريا الشمالية، الدكتاتور «كيم جونج أون». وهناك الآن متسع من الوقت للتفكير في اتخاذ تدابير استراتيجية استباقية لسعي كوريا الشمالية لامتلاك الأسلحة النووية بدلاً من التفكير بعقد هذه القمة التي يمكن وصفها بأنها «فكرة بالغة السوء»، ونتحدث فيما يلي عن أسباب إطلاق هذا الحكم. أولاً- «كيم» لا ينوي التخلّي عن أسلحته النووية. وكان هذا واضحاً لأي إنسان شارك في المفاوضات مع كوريا الشمالية خلال السنوات الخمس والعشرين الماضية. ولقد ساعدت بيونج يانج بذاتها العالم على التأكد من هذه الحقيقة عندما عمدت إلى إجراء أربع تجارب نووية منذ العام 2006، وهي تعتزم إجراء تجربة خامسة في القريب العاجل. وكانت قد عدلت دستورها العام 2012 بحيث يكرّس موقفها على المستوى العالمي كدولة تمتلك الأسلحة النووية، وسارع برلمان «حزب العمال الكوري» إلى التأكيد على هذا الوضع الجديد الشهر الماضي. ولا يمكن لأي نوع من المفاوضات مهما ارتفع مستوى المشاركين فيها أن يغير هذا الواقع. ثانياً- يمكن للقمة الرئاسية الثنائية أن «تشرعن» مواقف كوريا الشمالية الاستفزازية. وكانت بيونج يانج قد صرحت بأنها مستعدة للانضمام إلى اتفاقية مراقبة انتشار الأسلحة النووية مع الولايات المتحدة بشروط؛ منها الاعتراف بها كدولة تمتلك الأسلحة النووية، ورفع العقوبات المفروضة عليها، والتخلي عن المظلة الحمائية النووية الأميركية لليابان وكوريا الجنوبية، والتوقف عن الاحتجاج على خرق نظام بيونج يانج لحقوق الإنسان. وسوف يتعين على الرئيس الأميركي أن يضمن شخصياً التزام هذه الشروط إذا أراد التوصل إلى اتفاقية مع زعيم كوريا الشمالية. ثالثاً- لو حدث هذا اللقاء بين ترامب وكيم، فستفقد الدول الحليفة للولايات المتحدة ثقتها باتفاقية حظر الأسلحة النووية، وستمثل خطة مساعدة طوكيو وسيئول على امتلاك الأسلحة النووية الخاصة بها، الردَّ المناسب والفعّال على مواقف وشروط بيونج يانج. وفي الماضي، كان ترامب من مؤيدي هذه الخطة، لكني لا أعتقد أنه كان يعني ما يقول. رابعاً- من المعروف أن «كيم» لا يعقد اجتماعات قمة خارج كوريا الشمالية. وينطبق هذا الحكم حتى مع حليفته السابقة الصين. ومثلما أكد سياسيون أميركيون سابقون من أمثال مادلين أولبرايت وجيمي كارتر، فإن «كيم» يعتزم استثمار سياسته النووية الاستفزازية حتى يضمن تحقيق أكبر مكسب دعائي لنظامه الحاكم. خامساً– سوف يؤدي لقاء القمة الأميركي الكوري الشمالي إلى تعميق مشاعر اليأس والإحباط التي تعتمل في نفوس الملايين من مواطني كوريا الشمالية الذين يعانون من الافتقار لأبسط الحقوق المدنية والسياسية، خاصة بعد أن شهد السجل الكوري الشمالي فيما يتعلق بحقوق الإنسان المزيد من التدهور، وكان موضعاً للكثير من الاحتجاجات والانتقادات من المنظمات العالمية لحقوق الإنسان، كما يمكن للقاء أن يثبّط من عزيمة الكوريين الشماليين ويقضي على ما تبقى لهم من أمل في التحرر والتغيير. ... المزيد