قرار اختيار وترشيح وتعيين القيادات في القطاع الخاص بجميع فئاته وعلى وجه الخصوص البنوك بأنواعها لا يعتمد على المجاملات والاعتبارات الشخصية والانتمائية، وهو قرار لا يحتمل الخطأ ولا يبنى على العشوائية في الاختيار وإنما يرتبط بمجموعة من المعايير أهمها التخصص والمهنية والخبرة والأمانة والنزاهة، وإن عدم تطبيق المعايير في الاختيار يؤدي إلى فشل القادة في مهمتهم ومسؤولياتهم، والفشل يعني خسارة تقاس بحسابات مالية فإما خسارة فعلية من عمليات التشغيل أو خسارة في انخفاض نسب الأرباح والاثنان في عرف القطاع الخاص خسارة وباختلاف أثرها على المؤسسة أو الشركة. وما يدفعني إلى هذا التحليل البسيط هو إشادتي اليوم بقرار القيادة السعودية بترشيح معالي الأستاذ الدكتور بندر حجار رئيساً للبنك الإسلامي خلفاً لأستاذنا وأستاذ جيلي في بداية السبعينات الأستاذ الدكتور أحمد محمد علي عندما كان وكيلاً وبمنزلة مدير وهو أول مسؤول عن جامعة الملك عبدالعزيز بجدة. عرفناه أستاذاً في الاقتصاد وأبا وأخا وصديقا صاحب خلق رفيع، وضع بصمته ومحبته في قلب كل من عرفه على مر التاريخ وعرفناه رئيساً للبنك الإسلامي ولم أعرف غيره منذ أن عرفت البنك الإسلامي فكان علماً وخبيراً عالمياً وعلى وجه الخصوص في العالم الإسلامي. قاد البنك الإسلامي باقتدار وبمهنية وحرفية وساهم بقروض البنك التنموية في أن يحدث نقلة تنموية شاملة في العالم الإسلامي، كان إنساناً بمعنى الإنسانية في التعامل والتواضع وكان رئيساً نموذجاً لرؤساء البنوك في الانضباط والالتزام فكان أول من يداوم في البنك الإسلامي من الساعة السابعة صباحاً وآخر من يخرج منه، وكان حاضراً في جميع المناسبات الرسمية وغير الرسمية وفياً لأبنائه وأصحابه وأفراد المجتمع. ولن تنسى مدينة جدة ابن المدينة المنورة البار صاحب الخلق العظيم والدنا الدكتور أحمد محمد علي. متمنياً أن يُمنح وسام الملك عبدالعزيز تكريماً له ولأمانته وخدمته الطويلة. كما أتمنى على أخي سمو الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة الأمر على لجنة تسمية شوارع مدينة جدة بتسمية أحد الشوارع باسمه تخليداً لهذه الشخصية المتميزة التي خدمت وطنها والعالم والإسلامي بإخلاص وبأمانة. وشكراً لقيادة المملكة في حسن اختيارها وترشيحها خلفاً له رئيساً للبنك الإسلامي للتنمية أخي معالي الأستاذ الدكتور بندر الحجار وزير الحج سابقاً ونائب رئيس مجلس الشورى سابقاً أستاذ الاقتصاد ورئيس مركز أبحاث الاقتصاد الإسلامي بجامعة الملك عبدالعزيز، اختيار مهني متخصص صاحب خبرة طويلة لا ينافسه متخصص في رئاسة البنك الإسلامي. فعلاً كان اختيار الشخص المناسب في المكان المناسب عرفته زميلاً في التدريس في كلية الاقتصاد والإدارة وزميلاً في عضوية مجلس الشورى ونائباً لرئيس المجلس ثم تابعته بخلقه العالي وهدوئه الحكيم في إدارة وزارة الحج وتابعت حكمته وخبرته في المواقف الصعبة. ورغم أنني كنت أتمنى أن يكون في موقع اقتصادي قيادي قبل وزارة الحج لنرى موهبته وفكره الاقتصادي المتميز، وأحمد الله أن أملي تحقق وتم اختياره وترشيحه وتعيينه رئيساً للبنك الإسلامي للتنمية، ليستلم البنك في ظل ظروف صعبة تعيشها بعض الدول الإسلامية وتعاني من الدمار والاضطرابات والفقر وتدمير للبنية التحتية وتوقف التنمية فيها مثل اليمن والعراق وسوريا وتونس وليبيا والسودان والصومال وهي في حاجة ماسة لدعم المشاريع التنموية بقيادة البنك الإسلامي بعد رجوع السلام والأمان لها. ويتطلع القطاع الأهلي العربي والإسلامي إلى مزيد من تمويل المشاريع التنموية التعليمية والصحية. وأتمنى أن تضاعف ميزانية المؤسسة الإسلامية لتمويل القطاع الخاص التابعة للبنك وأن تتوسع في نشاطاتها لتمويل المشاريع الصغيرة في المملكة والعمل على إعادة النظر في الشروط التعجيزية لضمانات التمويل للقطاع الخاص. كما أتمنى أن يتوسع البنك الإسلامي للتنمية في مشاريع المسؤولية الاجتماعية ومنها التدريب والمنح الدراسية. وإن جاز لي الاقتراح فإني أقترح على البنك الإسلامي في المرحلة القادمة إنشاء جامعة إسلامية متخصصة في المصرفية الإسلامية. تطلعات كبيرة وطموحات أكبر في المرحلة القادمة متمنياً لابن المدينة المنورة المتميز الدكتور بندر الحجار التوفيق والنجاح. *كاتب اقتصادي سعودي