يلتقي يوفنتوس حامل اللقب مع غريمه التقليدي ميلان غداً (السبت) على «الملعب الأولمبي» في العاصمة روما، في المباراة النهائية لمسابقة كأس إيطاليا في كرة القدم. وتكتسي المباراة أهمية كبيرة بالنسبة إلى الفريقين، خصوصاً ميلان الساعي إلى إنقاذ موسمه وتذوق طعم الألقاب للمرة الأولى منذ كأس السوبر الإيطالية في العام 2011. وأنهى ميلان الموسم في المركز السابع وفشل للموسم الثالث على التوالي في حجز مقعد في المسابقات القارية أقلها مسابقة الدوري الأوروبي «يوروبا ليغ». ويدخل ميلان المباراة بمعنويات مهزوزة إثر خسارته المدوية أمام ضيفه روما (1 - 3) في المرحلة الأخيرة من الدوري، وهو ما دفع مدربه كريستيان بروكي إلى معاتبة اللاعبين بقوله: «لا أقبل أن يلعب فريق يرتدي هذا القميص العريق بالطريقة التي ظهرنا بها السبت الماضي. إذا خضنا نهائي الكأس بالروح والمستوى ذاتهما فلن ننجح في الظفر باللقب». وأضاف: «أتمنى أن يظهر اللاعبون بمستوى أفضل أمام يوفنتوس، إنهم أمام فرصة ثمينة للرد ومصالحة الجماهير في هذه المباراة النهائية الذي يحلم أي لاعب بالمشاركة فيها». ودخل رئيس النادي سيلفيو برلوسكوني على الخط وهدد اللاعبين بعدم دفع رواتبهم في حال عدم تحسن مستواهم، وقال: «إذا واصلنا اللعب بهذه الطريقة فلن أدفع لكم بعد الآن. يمكنكم مقاضاتي، لكن القضية تستغرق في المحاكم المدنية بإيطاليا ثماني سنوات». وأضاف: «سيكون الفوز مهماً بالنسبة إلى الفريق، لكن أيضاً لحجز التأهل المباشر لمسابقة يوروبا ليغ»، في إشارة إلى أن فريقه سيخرج خالي الوفاض في حال الخسارة لأن المقعد الأوروبي سيعود إلى سادس الدوري (ساسولو) في حال تتويج يوفنتوس باللقب كون الأخير سيشارك في مسابقة دوري أبطال أوروبا. وكان ميلان تأهل إلى المباراة النهائية للمرة الثالثة عشرة في تاريخه على حساب أليساندريا من الدرجة الثالثة (1 - صفر خارج قواعده و5 - صفر إياباً في سان سيرو). يذكر أن ميلان توج بلقب المسابقة 5 مرات آخرها موسم (2002 - 2003). ويحتاج ميلان إلى معجزة للفوز على فريق «السيدة العجوز» الساعي إلى تأكيد تألقه الرائع هذا الموسم، خصوصاً في النصف الثاني منه عندما تجاوز محنته في بداية الموسم بعدما كان على بعد نقطة واحدة من المراكز المؤدية إلى الدرجة الثانية، وحقق الانتصار تلو الآخر لينهيه في المركز الأول ويحتفظ باللقب الخامس على التوالي مكرراً إنجازه مطلع الثلاثينات عند ما أحرز 5 ألقاب متتالية. ويرصد رجال المدرب ماسيميليانو أليغري، المدرب الذي أقاله ميلان قبل موسمين، الثنائية الثانية على التوالي وهو أمر يبدو في المتناول بالنظر إلى الفوارق الكبيرة بين الفريقين ونتائج البطل الذي لم يذق طعم الخسارة في 26 مباراة متتالية وتحديداً منذ 28 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، عند ما خسر أمام مضيفه ساسولو (صفر - 1) قبل أن يسقط أمام مضيفه هيلاس فيرونا (1 - 2) الأحد قبل الماضي بعد ما كان ضامناً اللقب المحلي. وعلى رغم ذلك، أكد أليغري أن ليس هناك شيء مضمون في كرة القدم، وقال: «أنا لست خائفاً، ولكن يجب أن نكن أكبر مقدار من الاحترام للفريق المنافس. ميلان يملك تقليد الفوز بمباريات الكؤوس». وأكد نجم يوفنتوس الدولي الفرنسي بول بوغبا، أن مباريات الكؤوس تحفل دائماً بالمفاجآت، وقال: «يجب ألا نذهب إلى روما واضعين في الحسبان أننا مرشحون للفوز. يجب أن نتحلى بالتواضع لأنه ليس دائماً الأقوى هو من يفوز»، وأردف: «إنها مباراة نهائية، وميلان لن يأتي إلى روما ليشاهدنا ونحن نحقق الفوز». ويخوض يوفنتوس المباراة في غياب لاعبي وسطه الدوليين الألماني سامي خضيرة وكلاوديو ماركيزيو بسبب الإصابة وقطب الدفاع ليوناردو بونوتشي بسبب الإيقاف. وكان يوفنتوس أحرز الموسم الماضي لقبه الأول منذ 20 سنة في كأس إيطاليا بفوزه على لاتسيو روما (2 - 1) بعد التمديد، فانفرد بالرقم القياسي بعدد مرات إحراز اللقب، إذ توج للمرة العاشرة مقابل تسعة ألقاب لروما أمام إنتر ميلان (7) ولاتسيو وفيورنتينا (6 لكل منهما). وكان اللقب الأخير ليوفنتوس في العام 1995، علماً أنه خسر النهائي بعدها أعوام 2002 أمام بارما و2004 أمام لاتسيو بالذات و2012 أمام نابولي، أما لاتسيو فأحرز اللقب 6 مرات آخرها في العام 2013. وحجز يوفنتوس بطاقته إلى النهائي الـ16 في تاريخه على حساب إنتر ميلان بركلات الترجيح بعدما تبادلا الفوز ذهاباً وإياباً بنتيجة واحدة (3 - صفر). وسيلتقي لاعبو الفريقين البابا فرنسيس اليوم، إذ يلتقي لاعبو الفريقين المتأهلين إلى نهائي كأس إيطاليا عادة رأس الكنيسة الكاثوليكية، وسيحصل لاعبو ميلان ويوفنتوس على هذه الفرصة في روما.