شهدت أسواق الأسهم المحلية خلال جلسات الأسبوع الماضي تراجعاً قوياً وسط غياب المحفزات والأخبار الإيجابية، وتأثر المستثمرون بالنتائج المالية للشركات المدرجة. وبالرغم من ارتفاع أسعار النفط، العامل الأهم والمؤثر في حركة السواق، بقي المستثمرون خارج اللعبة لحين اتضاح معالم المرحلة المقبلة، فيما ركز بعضهم على عمليات المضاربة والتسييل في بعض الجلسات. وينعكس إحجام المستثمرين من الأفراد والمؤسسات عن الأسواق في مستويات التداول التي هبطت إلى ما يقارب ملياري درهم، بيد أن الأسواق وقعت تحت ضغوط من السيولة القليلة والتي اتجه غالبيتها نحو التسييل وخاصة من قبل العرب والمواطنين، بينما اقتنص الأجانب والخليجيون فرصة تراجع الأسهم للتوجه نحو الشراء. وتكبدت الأسهم المحلية خلال جلسات الأسبوع الماضي خسائر بقيمة 22.5 مليار درهم وسط تراجع القيمة السوقية في سوق أبوظبي للأوراق المالية بنحو 12.4 مليار درهم، ودبي بنحو 10.1 مليار درهم. وتراجع مؤشر سوق دبي المالي خلال أسبوع 3.43% بمقدار 114 نقطة إلى 3229.87 نقطة ومؤشر سوق أبوظبي للأوراق المالية 3.16% بمقدار 151.87 نقطة إلى 4235.38 نقطة. وسجلت جميع المؤشرات القطاعية في سوق دبي المالي ما عدا مؤشر النقل الذي ارتفع بنسبة 0.10%،فيما سجل مؤشر الصناعة أكبر نسبة تراجع بنحو 11.41% ثم الاستثمار 6.12% ويليه التأمين 4.88%، ثم العقارات 4.56% الاتصالات 3.60% والسلع الاستهلاكية 2.95%. وهبطت مستويات قيم وأحجام التداولات في السوقين بعد إحجام المستثمرين عن ضخ السيولة في الأسواق، بالرغم من ارتفاع أسعار النفط بشكل نسبي، حيث سجلت الأسواق تداولات بقيمة ملياري درهم من خلال تداول 1.5 مليار سهم نفدت في 16895 صفقة. واستحوذت أسهم الشركات العقارية في كل من السوقين على نصيب الأسد من قيم التداولات، وذلك بنسبة 35% بما يعادل 706 ملايين درهم من خلال تداول ما يقارب 622 مليون سهم، وتلتها أسهم البنوك بنسبة 23.7% إلى 474 مليون درهم من خلال تداول 228 مليون سهم. وتصدرت أرابتك القابضة الشركات الأكثر نشاطاً من حيث القيمة بنحو 244 مليون درهم ثم إعمار العقارية 192.6 مليون ويليهما اتصالات 115 مليون درهم وجي اف اتش المالية 112 مليون درهم و الخليج الأول 87.2 مليون درهم ثم دبي الإسلامي 87.1 مليون درهم ويليهم دبي للاستثمار 78.4 مليون درهم ورأس الخيمة العقارية 70.9 مليون درهم. وبلغت قيمة مشتريات الأجانب من الأسهم في سوق دبي المالي نحو667.35 مليون درهم لتشكل ما يقارب من 50.18% من إجمالي قيمة المشتريات. كما بلغت قيمة مبيعات الأجانب من الأسهم خلال نفس الفترة نحو 561.25 مليون درهم لتشكل ما نسبته 42.20% من إجمالي قيمة المبيعات. ونتيجة لهذه التطورات فقد بلغ صافي الاستثمار الأجنبي نحو 106.11 مليون درهم، كمحصلة شراء. من جانب آخر، بلغت قيمة الأسهم المشتراة من قبل المستثمرين المؤسساتيين خلال الأسبوع الماضي حوالي 457.99 مليون درهم لتشكل ما نسبته34.44 %من إجمالي قيمة التداول. وفي المقابل بلغت قيمة الأسهم المباعة من قبل المستثمرين المؤسساتيين خلال نفس الفترة حوالي 460.08 مليون درهم لتشكل ما نسبته 34.60 % من إجمالي قيمة التداول. ونتيجة لذلك، بلغ صافي الاستثمار المؤسسي خلال الفترة نحو 2.09 مليون درهم، كمحصلة بيع. وركز المستثمرون الأجانب مشترياتهم على أسهم متنوعة، حيث ارتفعت ملكيتهم في رأس الخيمة العقارية بنحو 18.3 مليون سهم والعربية للطيران 12.6 مليون سهم وأمانات القابضة 10 ملايين سهم. الأجانب يضخون140 مليون درهم اتجه المستثمرون الأجانب والخليجيون خلال الأسبوع إلى شراء الأسهم، وإعادة بناء مراكزهم الاستثمارية، حيث بلغ صافي استثماراتهم 160.2 مليون درهم كمحصلة شراء، منها( 19.9 مليون درهم محصلة شراء الخليجيين و140.2 مليون درهم محصلة شراء الأجانب). .. والمحافظ 134 مليوناً واصلت المحافظ الاستثمارية مشترياتها من الأسهم وضخت سيولة شراء في الأسواق بقيمة 134 مليون درهم كمحصلة شراء خلال الأسبوع. حسام الحسيني:الأسواق رهن السيولة أكد حسام الحسيني المحلل المالي أن الأسواق المحلية ما زالت تشهد غياباً للمحفزات والأخبار الإيجابية، ما انعكس سلباً على أداء المؤشرات العامة في السوقين، ما أسهم في تجاهل الارتفاع النسبي في أسعار النفط. وأضاف أن الأسواق المحلية تفتقد للعوامل الإيجابية المحفزة للمستثمرين الأفراد والمؤسسات، وأن أي تحرك في الجلسات المقبلة سيكون نتيجة تحسن السيولة فضلاً عن ضخ سيولة مؤسساتية التي ستكون رهن الأخبار الإيجابية.