قال فولفجانج شويبله وزير المالية الألماني إن الدول السبع الصناعية الكبرى تراهن على بقاء بريطانيا داخل الاتحاد الأوروبي. وبحسب "الألمانية"، فقد ذكر شويبله في مدينة سنداي شمال اليابان أن هذه الدول تأمل أن يصوت الشعب البريطاني لمصلحة بريطانيا خلال الاستفتاء المقرر في الـ 23 من حزيران (يونيو) المقبل، وأن يكون البريطانيون على قدر المسؤولية الملقاة على عواتقهم، معبرا عن تفاؤله بهذا الشأن ولكنه أكد ضرورة ترك القرار بشأن بقاء بريطانيا داخل الاتحاد الأوروبي أو خروجها منه للناخب البريطاني، مشددا على ضرورة احترام هذا القرار. ويأتي تصريح شويبله قبل اجتماع وزراء مالية الدول السبع الصناعية ورؤساء البنوك المركزية لهذه الدول اليوم في مدينة سنداي شمال اليابان. في الوقت ذاته دعا شويبله الدول الصناعية الكبرى للتخلي عن السياسة المالية المتساهلة وعدم الاقتصار في معالجة التعثر الاقتصادي والمالي لبعض الدول على منحها دفعات مالية على شكل ديون. يلين رئيس مجلس محافظي «الفيدرالي الأمريكي» مع جاكوب ليو جيه وزير الخزانة الأمريكي خلال حفل استقبال من مدينة سينداي أمس. «الفرنسية» ورأى شويبله أن الأسواق المالية يسودها توتر كبير، وهذا التوتر أكبر مما يمكن أن يتسبب فيه وضع الاقتصاد الحقيقي، موضحا أن ارتفاع حجم الديون والسيولة يشجع تقلبات الأسعار وتوتر الأسواق أكثر مما يكافحها. وقال شويبله ردا على مطالبة اليابان، التي تتولى حاليا الرئاسة الدورية لمجموعة الدول السبع الصناعية، تحفيز النمو الاقتصادي من خلال سياسة مالية توسعية والمزيد من الديون إن الشركاء داخل المجموعة يتبادلون الآراء بشأن "الوصفات الصحيحة" لحفز الاقتصاد، مضيفا أن هذه الوصفات تختلف في كل بلد. وأشار شويبله، إلى أنه ستتم خلال اللقاء مناقشة ما حققته اليابان وسبل تحقيق الأفضل، مضيفا أنه سيعرض خلال المحادثات ما تحقق في أوروبا وألمانيا، وأعتقد بأن السياسة المالية الألمانية ناجحة إلى حد ما، وأن هناك نموا اقتصاديا مستقرا في بلاده التى تعد قاطرة الاقتصاد الأوروبي، لافتا إلى أن الوضع في سوق العمل الألماني جيد أيضا وأن الطلب الداخلي مرتفع، حيث تم رفع حجم الاستثمارات في ألمانيا بشكل واضح. وتهيمن الانقسامات الحادة حول سياسة العملات وكيفية بث الحياة في الاقتصاد العالمي المتعثر على اجتماع وزراء المالية ومحافظي البنك المركزي في دول مجموعة السبع في اليابان اليوم. يشارك في الاجتماع جاكوب ليو وزير الخزانة الأمريكي، وماريو دراجي رئيس البنك المركزي الأوروبي في بلدة تشتهر بينابيعها الحارة شمال طوكيو، حيث تستمر المحادثات لمدة يومين. وتسعى اليابان التي تستضيف المحادثات، إلى الحصول على الدعم لموقفها المنادي بالتحفيز المالي كطريقة لدفع نمو الاقتصاد العالمي، بعد أن أثر ارتفاع سعر الين في المصدرين وسرَّع في تباطؤ الاقتصاد داخل البلاد. إلا أن تهديد طوكيو بالتدخل في السوق لخفض سعر الين وضعها على مسار تصادمي مع دول مجموعة السبع الأخرى ومن بينها الولايات المتحدة التي رفضت التلميحات بأن الين قوي أكثر من اللازم، ووضعت واشنطن اليابان أخيرا على قائمة جديدة لمراقبة العملات إضافة إلى الصين وألمانيا. وستستغل مجموعة السبع التي تضم كذلك بريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا، الاجتماعات لطرح استراتيجيتها لمنع حدوث ركود عالمي، وفي نيسان(أبريل) خفض صندوق النقد الدولي توقعاته لنمو الاقتصاد العالمي للمرة الثالثة على التوالي خلال ستة أشهر بعد أن أثار التباطؤ في الصين وغيرها من الاقتصادات الناشئة المخاوف من حدوث الأسوأ. إلا أن التوصل إلى اتفاق قد يشكل تحديا، فقد لقيت مساعي رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي لطرح صفقة إنفاق واسعة لتحفيز الاقتصاد رد فعل فاترا من المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون هذا الشهر، فقد أشارت ميركل إلى أن بلادها تؤدي دورها لإعادة الاقتصاد العالمي إلى مساره الصحيح.