×
محافظة المنطقة الشرقية

وزاري أوروبي يبحث الأوضاع في العراق وسوريا والإرهاب

صورة الخبر

لم يكن ينقص بنيامين نتنياهو إلا أفيغدور ليبرمان وزيراً للحرب لتكتمل أركان التطرف والعنصرية في حكومة الاحتلال التي تجاوزت كل الخطوط الحمر في التنكيل بالشعب الفلسطيني وتجاهل الدعوات المختلفة للكف عن هذه السياسات والاستجابة لمطالب العودة إلى المفاوضات وآخرها من المبادرة الفرنسية، مع اليقين المسبق بأنها لن تغير شيئاً في الواقع. ضم ليبرمان في الوقت الحالي إلى حكومة نتنياهو بصيغة تحالف بين حزبين يتنافسان في التطرف، يوجه رسائل خاصة جداً إلى كل المؤمنين بمنهج السلام سواء في السلطة الفلسطينية أو العالم، ومفادها أن الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إحياء المسار التفاوضي لن تبلغ أهدافها، وإذا كان نتنياهو قد رفض المبادرة الفرنسية وتسبب في تأجيلها إلى الصيف، ربما لن يكون رده دبلوماسياً إذا عرضت عليه مرة أخرى وكان ليبرمان إلى جانبه بحقيبة الحرب. فقد تسقط هذه المبادرة نهائيا وتفتعل حكومة التطرف عدوانا جديدا على قطاع غزة أو تصعد الاستيطان وخطط التهويد في الضفة الغربية والقدس المحتلة لتخلط الأوراق أمام المتدخلين كافة من ذوي الصلة بالقضية الفلسطينية بعيداً وقريباً. التحالف المتطرف داخل حكومة الاحتلال سينتج تصعيدا غير مسبوق في الأراضي المحتلة. فقد كشفت المسودة النهائية لاتفاق الشراكة بين المتطرفيْن فرض عقوبة الإعدام على النشطاء الفلسطينيين ممن يتصدون لجنود الاحتلال ومستوطنيه في أراضي الضفة والقدس، بينما لن يكون حال قطاع غزة المحكوم عليه بالحصار والخنق أفضل، وربما يؤشر تصعيد الأيام الأخيرة إلى عدوان جديد أكثر شراسة مما سبق. فمنذ فترة بدأت التقارير الصهيونية تروج لفرضيات شن حرب أو حروب. وحين يأتي ليبرمان ويصبح وزيراً للحرب تقترب تلك الفرضيات من التحقق، وهو ما يحمل إلى الاعتقاد بأن فصلاً دموياً جديداً يوشك أن يبدأ، وقد لا يتوقف على الأراضي الفلسطينية فحسب. وصول ليبرمان إلى هذا المنصب وزيراً للحرب تهديد كبير في منطقة الشرق الأوسط، فهذا المسعور يحمل مشروعاً تصفوياً وتهويدياً يتجاوز كل المشاريع الصهيونية في فلسطين. وإذا كان نتنياهو سيأخذ الأمر على أنه إنقاذ لحكومته من السقوط بإقامة تحالف مع حزب إسرائيل بيتنا بعد فشل محاولاته لضم حزب العمل بزعامة إسحق هرتسوغ، فإن ليبرمان يرى في دخوله الحكومة في هذا التوقيت خطوة استراتيجية تعيده إلى الأضواء بعدما لمع في فضائح الفساد عندما كان ماسكا حقيبة الخارجية، وقد يفكر أكثر من أي وقت مضى في القفز إلى رئاسة الحكومة في مرحلة مقبلة، مما يمكنه من السعي إلى تنفيذ مشروعه المتطرف. قد ينجح نتنياهو وليبرمان في بناء الحكومة الأشد تطرفاً وإرهاباً في الكيان الغاصب وقد يشنان حرباً أو حروباً، ولكنهما لن يستطيعا أبداً تركيع الشعب الفلسطيني. وإذا كان بعض الفلسطينيين والعرب لا يخفون مخاوفهم، إلا أن الصهاينة هم أولى بالخشية، فالتطرف الذي يصنعه زعماؤهم يموتون به ولن يجلب لهم الأمن المزعوم، ولهم في سير متطرفين سابقين مثل مناحيم بيغن وأرييل شارون عبر وتجارب، ولن تتغير المعادلة أبداً مع نتنياهو زائد ليبرمان في هذه التجربة أيضاً. مفتاح شعيب chouaibmeftah@gmail.com