×
محافظة المنطقة الشرقية

«مايكروسوفت» تتيح كافة مزايا تطبيقات «أوفيس» المحمولة

صورة الخبر

ــ أدور بين شاشة علي وشاشة معاوية؛ ثمة شباب من كل صنف يحملون السلاح، ويتوعدون بالسحق وإعادة التاريخ غضاً طرياً كما كتبه الشيطان ذات معصية.. شوارع بلا أرصفة، وسيارات محطمة في كل مكان، وأطفال يضحكون حول الكاميرا كي يكتمل مشهد الخراب، ويقتنع الطيبون أن هؤلاء سيذهبون إلى الجنة!! ــ تتأمل الوجوه التي تُساق إلى حتفها وتبكي في داخلك هذا الضياع؛ شباب في مقتبل العمر، ورجال بلحى طويلة يحثونهم على الموت في سبيل «قضية» كما جرت بذلك عاداتنا منذ فجر الندامة، وبالتراتبية المشؤومة نفسها التي طالما أوردتنا المهالك والمهازل.. شاشة علي وشاشة معاوية تضربان مثلاً يحتذى في التنافس نحو السقوط!! ــ ترعانا يوماً يد فارس، ويوماً ترعانا يد الروم؛ هم من يختار لنا توقيت الخروج إلى الشارع، وهم من يقررون أن فئة منا قد بغت على أختها وقتلتها بدم بارد؛ بينما نحن مشغولون بالتنفيذ الحرفي لما يقوله السادة الكبار، وبهدم المشتركات، وابتكار كثير من القصص والمشاهد المرعبة التي ترسخ المأساة وتزيدها اشتعالاً. ـ شاشة علي تقطر بالدم، وشاشة معاوية تقطر بالدم، وكل شاشة تُحمّل الأخرى وزر الدماء البريئة التي تسفك.. لم يلتفت أحد إلى أن ثمة سياسياً محنكاً يمسك الريموت ويدير الكاميرا على المشهد الأبشع كي نتداعى كلنا إلى وليمة قتل فاجرة لا تبقي ولا تذر.. نحن أسوأ رعايا التاريخ، وربما أخفهم عقلاً في الانطلاق إلى حفلات القتل الجماعي.