كتب- أكرم الكراد: دعا فخامة الرئيس الباجي قائد السبسي رئيس جمهورية تونس رجال الأعمال القطريين والتونسيين لزيادة التعاون بينهما في سبيل تعميق العلاقات الاقتصادية، ونموّ الاستثمارات ذات العوائد المجزية على البلدين، مؤكداً على الدور الكبير الذي يتمتع به القطاع الخاص في تنمية بيئة الأعمال في كلا البلدين، فضلاً عن دور رجال الأعمال في استباق التطوّرات الدبلوماسية وتميّز العلاقات بين الدول، متمنياً انطلاقة اقتصادية جديدة بين تونس وقطر تواكب التوافق السياسي والدبلوماسي بين الحكومتين. وطالب فخامته في كلمة خلال لقائه رئيس غرفة صناعة وتجارة قطر ووفد رجال الأعمال القطريين أمس بضرورة أن يستفيد رجال أعمال البلدين من الفرص الاستثمارية المتاحة في كلا البلدين، وأن يكونوا أكثر جرأة في التعامل مع مشروعات القطاع الخاص لتنمية البنية التحتية وتطويرها للأفضل، فهناك محاولات للمضي قدماً بمشروعات جديدة، ونرغب برفع مستوياتها بشكل أكبر وفق بنية المصالح المشتركة والمنفعة الاقتصادية المتبادلة، مشيراً في هذا السياق إلى ما تميّز به لقاؤه مع حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، من تناسق في المواقف والرؤى، لافتاً إلى أن زيارته قطر تعتبر الثالثة، حيث كانت الأولى قبل أكثر من 35 سنة، والثانية في عام 2011، والثالثة الآن، وفي كل زيارة يرى قطر من تطوّر لآخر، ما يثلج الصدر، فاليوم أصبحت قطر عاصمة عالمية بما حققته من إنجازات على صعيد التطور العمراني والاقتصادي الكبير. وقال فخامته إن الرهان الذي أخذته قطر على عاتقها في تنظيم التظاهرة العالمية الرياضية لكأس العالم 2022، مدعاة للفخر لكل عربي، وهي جادة في إنجاح هذه التظاهرة، وقيامها في موعدها والفوز بالرهان، وهذا فخر لقطر ولكل الدول العربية، وفخر لتونس أيضاً، لأنه إنجاز لا يحسب لقطر فقط بل يعطي رسالة للعالم أجمع بأن العرب قادرون على صنع المستحيل، وهذا شيء لا يستهان به. وأضاف فخامته إن العلاقات التونسية القطرية متميزة، حيث تعتبر قطر الشريك الاقتصادي الثاني لتونس عالمياً، والأولى عربياً والتعاون بين الدولتين مستمرّ في ازدهاره، لافتاً إلى ما حققته الحكومة التونسية خلال السنوات الخمس الماضية من عمر الثورة التونسية، والتي تشهد اليوم استقراراً يشير بدخول تونس في مرحلة نمو مرتقبة خلال السنوات الخمس المقبلة، ومنوهاً في هذا السياق بوضع الحكومة التونسية اللمسات الأخيرة لمشروع تطوير البنية التحتية، وضرورة أن يستفيد القطاع الخاص من هذا المشروع بزيادة مشاركته في التنمية الشاملة. وأشار فخامة الرئيس التونسي إلى أن العالم أجمع يشهد صعوبات في ظلّ ما يعيشه اليوم من أزمات اقتصادية وأمنية بسبب الإرهاب، الذي هو طارئ على الشعب التونسي الذي ليس لديه ثقافة الإرهاب، وعاش فترة من الزمن ليتأقلم مع هذه الحالة من الإرهاب الذي أصبح له بعد عالمي وليس هناك أي دولة بمنأى عن الإرهاب، ولذلك لابد من مواجهة ذلك بالتعاون المثمر، وإنجاز مشروعات اقتصادية تكون في مصلحة البلدين والشعبين. رئيس الغرفة: صندوق استثماري مشترك بـ 5 مليارات دولار من جانبه، قال سعادة الشيخ خليفة بن جاسم آل ثاني رئيس غرفة قطر إن العلاقات القطرية التونسية عريقة وتمتد لسنوات عديدة، فقطر هي أول مستثمر عربي في تونس، وثاني مستثمر أجنبي بعد فرنسا، كاشفاً في كلمة سعادته خلال لقائه بفخامة الرئيس التونسي على أن هناك مقترحاً لإنشاء صندوق استثماري مشترك بين القطاعين العام والخاص وهو تحت الدراسة في الوقت الحاضر بقيمة نأمل أن تصل إلى 5 مليارات دولار، ويهدف هذا الصندوق للاستثمار في العديد من المشروعات الاقتصادية ذات العوائد المجزية في عدة دول، مشيراً في هذا السياق إلى أن البداية ستكون من تونس، وأن يكون للسوق التونسي نصيب من الاستثمارات التي سيوظفها. وأضاف في تصريحات صحفية على هامش لقاء الرئيس التونسي بعدد من ممثلي القطاع الخاص إلى وجود استثمارات قطرية في تونس بمجالي السياحة والصناعة، وأن هناك العديد من الفرص الاستثمارية التي طرحها الجانب التونسي خلال اجتماع مجلس الأعمال القطري التونسي المنعقد الثلاثاء الماضي، والتي سنقوم بدراستها وسيقوم وفد من رجال الأعمال القطريين بزيارة تونس قبل نهاية العام الحالي لمناقشة الفرص الاستثمارية التي يمكن استغلالها من الطرفين، لافتاً في هذا السياق إلى أن القطاع الخاص ورجال الأعمال عامة يبحثون عن فرص الأعمال الجيدة، وفيما لو توفرت مشاريع بعائد ممتاز ضمن اقتصاد جدير بالثقة، فإن رجال الأعمال القطريين سيكونون سباقين للاستثمار به. الأنصاري: تعديل القوانين لتحفيز الاستثمار أكّد عبد الرحمن الأنصاري رئيس مجلس الأعمال القطري التونسي أن تونس هي العمق الحقيقي لدولة قطر، مشيراً إلى أن هذا العمق مهم لدولة فتية مثل دولة قطر تعمل على إنشاء العديد من المشاريع في البنى التحتية، موضحاً في كلمته خلال اللقاء أن الإرادة السياسية موجودة في كلا البلدين الشقيقين لتنمية العلاقات الاقتصادية، ما يضع على عاتق القطاع الخاص في البلدين مسؤولية تنمية العلاقات الاقتصادية والنهوض بها إلى مستويات جديدة، حيث إن الإرادة السياسية وضعت اللبنات الأساسية لتنمية البيئة الاقتصادية وتطويرها. وأشار الأنصاري إلى أنه تمّ بحث العديد من المشاريع مع الجانب التونسي في مجلس الأعمال والاتفاق على خريطة طريق، لافتاً في هذا السياق إلى ضرورة تعديل القوانين والأنظمة والتشريعات الاقتصادية وتطويرها بحيث تصبح محفزة للاستثمار في كلا البلدين، وقال أيضاً إنه تمّ التباحث للتعاون والاستثمار في مجال الزراعة، خاصة الزيتون والنخيل، مبيناً ضرورة منح الترويج السياحي لتونس أهمية من قبل الجانبين. الكعلي: الشراكة بين البلدين تحقق الاكتفاء الذاتي قال حمادي الكعلي عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الصناعة والتجارة التونسي، رئيس الجانب التونسي في مجلس الأعمال القطري التونسي إن الاقتصاد القطري تمكن من تحقيق نتائج اقتصادية مميزة في كل المجالات، وإن فرص الاستثمار في تونس متنوعة وتشمل عدة مجالات استثمارية، في مقدمتها القطاع الزراعي، مؤكداً في هذا السياق أن تونس تمكنت من بناء اقتصاد متنوع بالرغم من الصعوبات التي مرت بها في الخمس سنوات الماضية. وأكّد الكعلي أن القطاع الزراعي يوفر أيضاً فرصاً للشراكة بين البلدين لتحقيق الاكتفاء الذاتي في البلدين ولتصدير فوائض الإنتاج على مختلف دول العالم، داعياً رجال الأعمال في كلا البلدين إلى الاستفادة من هذه الفرص، والبناء على النجاحات التي حققها كل من الاقتصاد القطري والتونسي من أجل تعزيز فرص التعاون والشراكة بين الطرفين، خاصة أن هناك فرصاً حقيقية موجودة في عدة قطاعات، لاسيما في مجال مكونات السيارات، حيث من الممكن للطرفين إقامة مصانع لتجميع السيارات في ظلّ ما تملكه قطر من استثمارات ناجحة في هذا المجال.