يعيش حزب الله حالة من الارتباك غير المسبوق. أكثر من ألف وثلاثمائة قتيل في نار سورية اللاهبة. قيادات لقيت حتفها بطرقٍ لم يستطع الحزب شرحها. اغتيالات شملت عماد مغنية وابنه من بعده، ثم سمير القنطار، وصولا إلى مصطفى بدر الدين! تتضح الضجة التي أحدثها تورط حزب الله بسورية على الحزب في حالة الغموض الذي يلف اختيار خليفة مصطفى بدر الدين، حيث سيستلم حامل اسمه مصطفى مغنية مهام المقتول بهجوم قرب مطار دمشق. متخصصون كثر، ومن بينهم من خبر الحزب، مثل الباحثين الإسرائيليين، اعتبروا أن الحزب في أسوأ أحواله، رونين سلومون تحدث عن الخليفة الجديد قائلا: «عام 2005، كان عمر مصطفى 18 عاما -وهو السن الذي يكمل فيه العنصر تدريبه العسكري الأساسي في ما يسمى (حزب الله)، ويتم إرساله للتخصص في مجال معين- في حين ذلك، بدأ مصطفى الانضمام إلى والده في المهام العملياتية، وبالتالي تلقى تعليما غير رسمي». وبينما يزور قاسم سليماني الضاحية معزيا، تمتم بحزن على عضو ميليشياته: «لقد فقدنا قائدا وأخا عزیزا. هذا المصاب هو مصاب للأمة الإسلامیة، إذ إن شخصیة كشخصیة السید ذو الفقار (بدر الدين)، لا یمکن اختصار خسارتها في بلد أو منطقة أو ضاحیة»! المجازر التي تكبدها الحزب، تبين مستوى التخدير الأيديولوجي الذي يمارسه حزب الله لشريحته الحزبية، وإلا لو أن حزبا آخر تلقى هذه الضربات لووجه بالمساءلة والاحتجاج.. ومن يدري فربما كان تحت الرماد وميض نار!