هذا الشهر، في دولة تعتبر أكبر سابع اقتصاد في مجموعة الجي عشرين، ودولة من أكثر الدول إنتاجًا للطاقة البديلة، بلد السامبا، ونجوم الكرة العالمية «بيليه، وزيكو، ورنالدينو، وكاكا، ونيمار»، أطاحت المعارضة برئيسة البلاد، وحرمتها من كل حقوقها الدستورية، لتهمة فساد، وكفّت يدها عن العمل، وتولَّى نائبها دفّة الحكم. إنها ديلما روسيف، 68 سنة، وبعد أن كانت سيدة البرزايل الأولى، وأول برازيلية تعتلي هذا المنصب، تخضع الآن لمحاكمات عالية المستوى قد يؤدي، ليس لحرمانها من المنصب فحسب، بل لدخولها السجن، والسبب قيادة البلاد إلى انكماش اقتصادي ضخم، وفضيحة فساد بقيمة 3 مليارات دولار في شركة النفط البرازيلية العملاقة بتروبراس، يعني هوت من قمة السلطة والحرية، إلى قاع التضييق، والمهانة. رشّحت ديلما لرئاسة البرازيل في انتخابات 2010 وفازت بنسبة 58% مقابل حصول منافسها مرشح الحزب الاشتراكي المعارض على نحو 44%، وتم التجديد لرئاستها لفترة ثانية في 2014. ديلما ابنة مهاجر بلغاري، وتعتبر مناضلة من بداية حياتها السياسية، حيث التحقت بصفوف اليسار وناضلت ضد سياسة القمع التي انتهجها الحكم الاستبدادي، وأمضت ثلاث سنوات من حياتها في السجن، واستعادت حريتها سنة 1972. ديلما روسيف، امرأة حديدية أخرى، مثل مارغريت تاتشر البريطانية، والحالية أنجيلا ميركل، مُطلَّقة مرتين، ونجت من الموت بالسرطان، واجهت احتجاجات واسعة في 2013، كان رفع أسعار تذاكر النقل العام شرارتها، وتظاهر ضدها 800 ألف مواطن، واستطاعت تهدئة الأمور، بميثاق لتحسين الخدمات العامة، واستفتاء شعبي لتشكيل جمعية تأسيسية للإصلاح السياسي، ولكن تهمة الفساد الأخيرة، لم تمنحها الوقت اللازم لتنفيذ وعودها. #القيادة_نتائج_لا_أقوال يقول الكاتب الأسترالي الشاب تيم ديننق: النجاح شحيح، ولا يعني هذا التقاعس، بقدر ما يعني الاستعداد، والإصرار، والحذر من مطبات الحاسدين.