×
محافظة المنطقة الشرقية

انطلاق مهرجان النحل والنحالين الثالث بنجران

صورة الخبر

اختلف مختصون فنيون في كرة القدم حول قوة الدوري السعودي لكرة القدم من عدمه مشددين على أن وصف البطولة بالقوية أو الضعيفة يحتاج إلى تأن شديد وقراءة واقعية للحال الكروي السعودي الحالي مختلفين في رؤيتهم بشأن البطولة التي ذهب البعض إلى اعتبارها قوية وعددهم 19 مدربا فيما رأى 17 مدربا بأنها متوسطة المستوى فيما أكد 12 مدربا ضعف الدوري وسط انتقادات لاذعة من الذين يرون قوة الدوري بأن من يردد مقولة «الضعف» فقط لأنه خسر فرصة الفوز باللقب والسعي للتقليل من مكاسب الأندية الفائزة. وشدد المختصون على أن الدوري السعودي كمنتج كروي وطني يتميز حاليا بقوة إعلامية عظيمة واهتمام جماهيري كبير وهاتين القوتين تفوق قوته الفنية على أرض الملعب. واستطلعت «الشرق الأوسط» آراء 48 مدربا سعوديا وعربيا خصوصا ممن عملوا في الأندية السعودية بدوري المحترفين سواء هذا الموسم أو مواسم ماضية حيث كان هناك شبه اتفاق على أن الدوري السعودي لم يعد قويا كما كان قبل سنوات طويلة. من ناحيته يؤكد عميد المدربين السعوديين خليل الزياني أنه يتوجب عليهم أولا أن يباركوا للأهلي حصاد الدوري هذا الموسم وهو يستحق بكل جدارة بفعل ما قدم رجالاته واجتهدوا في سبيل تحقيق هذا المنجز، وأما بالنسبة للدوري فيعتبر قويا لوجود الكثير من المعايير الأساسية وهي تنوع الأبطال في السنوات الخمس الأخيرة وإن كان فريق أو أكثر حصد البطولة موسمين متتاليين ولكن أن تتقدم فرق كانت في الوسط لسنوات إلى المقدمة مثل الفتح الذي حصل على الدوري قبل 3 مواسم أو التعاون الذي بات رابع الترتيب وغيرها من الفرق التي تطورت فهذا يعني وجود قوة ولا يضير ذلك تراجع بعض الفرق الكبيرة والمقتدرة ماديا على المنافسة، لا نقول إن الدوري السعودي قوي جدا من الناحية الفنية ولكنه فوق المتوسط ومقنع إلى درجة لا يمكن أن نكون مبالغين حينما نصنفه بالقوي على مستوى الوطن العربي. من جهته يقول محمد الخراشي رئيس لجنة المدربين السعوديين في اتحاد الكرة السعودي «للأسف الشديد ما نشاهد من مستويات في الدوري السعودي لا يتوافق مع ما تم صرفه على إعداد وتأهيل هذه الأندية من معسكرات وتعاقدات مع لاعبين من أندية أخرى، وعقود قتلت المواهب والطموح لتحقيق النتائج لدى الغالبية من اللاعبين غير المؤهلين لمثل هذه القفزة في نمط عيشهم لذلك أنا أرى بأن الدوري السعودي من ناحية الجانب الفني للكثير من الأندية غير مقنع ولا يرتقي لما يتمناه الجميع فقط لاعبون أفراد قلة عملوا الفارق مع أنديتهم أما البقية ينقصم الكثير من الجانب المهاري والفكري الكروي والإبداع فهم فقط مكملون للعدد في الملعب و«كان الله في عون منتخبنا الوطني ما لم تتغير العقلية وتشدد العقوبات لتصحيح مسار الولاء للمنتخب الوطني والذي لا مجال للمساومة عليه». ويشدد عبد العزيز الخالد المحلل الكروي السعودي بالقول: «نعم الدوري ضعيف وليس هذا الموسم بل الدوري منذ سنوات ولا يتوازى أبدا مع الوهج والضجيج الإعلامي ولا مع ما يصرف عليه من ملايين، ومن جلب للاعبين ومدربين أجانب»، مضيفا: تحضر الإثارة لكنها خارج الملعب والتشنجات التي ترافق المباريات، ومن أهم المعايير لتصنيف الدوري، قلة الوقت الملعوب وكثرة التوقفات في المباريات وخروج الكرة خارج الملعب، تباين أداء اللاعبين من مباراة إلى أخرى وغياب الانضباطية، التكتيكية، الأخطاء في التمرير المتكرر وضعف المساندة والتحركات الإيجابية من دون كرة والمبالغة في الاحتفاظ بالكرة، غياب التصويب على المرمى، غياب التركيز لدى اللاعبين وكل هذه الأمور تؤكد أن الدوري لم يعد قويا كما كان سابقا. أما يوسف عنبر أحد المساعدين في الطاقم الفني لمدرب المنتخب الأول فقد أكد أنه ليس هناك ما يسمى بدوري ضعيف لأن من يحاول ترسيخها هم الفاشلون في الفوز باللقب. ويضيف: نحن نعلم أن مقياس قوة أي فريق تكمن في تحقيقه للدوري لعدة اعتبارات مباريات ذهاب وإياب منها الديربي ومنها الكلاسيكو، وأيضا عدد المباريات كاف ليثبت لنا القوة التنافسية الذي يمتلكها الفريق الأكثر جاهزية على المستوى البدني طوال الموسم وهذا يأتي من عمل فني التنظيم الإداري واختيارات اللاعبين الأكفاء لهذه المسابقة والبدلاء القريبين لمستوى الأساسيين للتدوير خلال مسيرة الدوري، والرغبة والعزيمة والأهداف والاستراتيجية الموضوعة من قبل الإدارة، من هنا نستطيع تقييم دورينا بأنه قوي قوة المنافسة إلى آخر لحظة تقارب المستويات وتحديد المتصدر والهابط لم يحدد إلا في الجولة الأخيرة أو ما قبل الأخيرة والمحقق للقب دائما هو صاحب الأفضل من كافة النواحي. أما التونسي ناصيف البياوي مدرب الفتح الحالي وهجر سابقا فاعتبر أن الدوري سعودي قوي ومعيار القوة هو المنافسة والندية بين الفرق حيث يستطيع كل فريق الفوز على كل منافس يواجهه وهذه حقيقة على أرض الواقع موجود في الدوري السعودي كذلك تقارب النقاط بين المنافسين على الدوري وصراع أكثر من 6 أو 7 فرق على البقاء معيار ثانٍ، وهو الرأي الذي يتفق معه حمزة إدريس أحد نجوم الدوري السعودي في التسعينات ومطلع الألفية الماضية. ويقول عمر باخشوين مدرب منتخب السعودية للناشئين إن الدوري السعودي ليس قويا كما يجب كما أنه ليس ضعيفا كما يروج الآخرون ولكن الإثارة موجودة لوجود إعلام قوي يدعم الدوري، وأن قوة أي دوري تعتمد على وجود نجوم مميزون في كل فريق بالإضافة إلى وجود منافسه قوية لعدة فرق خمسة أو ستة فرق وليس فريقين أو ثلاثة، كما أن اللاعب الأجنبي يجب أن يكون مميزا ليعطي إضافة للفريق والدوري. ويقول بندر الجعيثن مدرب المنتخب الأولمبي السابق بالنسبة لمستوى الدوري هذا العام، يعتبر فوق المتوسط وهذا ناتج عن ضعف مستوى اللاعب السعودي، وعدم تطبيق الاحتراف بشكل المطلوب، الاحتراف مطبق بشكل مادي أكثر من أداء اللاعب، لكي نقول الدوري قوي لا بد أن يكون التنافس بين عده أندية، وهذا سوف يعكس على مستوى المنتخب، والفرق المشاركة خارجيًا. أما صالح خليفة فقد اعتبر أن الدوري السعودي متراجع والدليل تنافس فريقين حتى الجولات الأخيرة وأحيانا يحصل حسم قبل الجولة الأخيرة كما حصل في العامين الأخيرين، ويمكن اعتبار الدوري السعودي ضعيفا لأنه لم يقدم ناتج مميز من اللاعبين للمنتخب الوطني الذي يتفق الجميع أنه متراجع، والكل يترقب عودته في تصفيات المونديال المقبل، ويتفق معه بشكل كبير المدرب ماجد التريكي. أما التونسي أحمد العجلاني والذي درب الهلال والشباب وقبل ذلك قاد القادسية قبل قرابة 10 أعوام للوصول للمركز الثالث بالدوري فقد شدد على أن الدوري السعودي ليس بدوري قوي لكنه أيضا ليس بالدوري الضعيف بل يمكن اعتباره متوسطا ومن أفضل الدوريات العربية، مردود الفرق في الدوري رهين ميزانية الأندية التي لا تملك موارد مالية قادرة بل رهينة مزاجية أعضاء الشرف وما ينتج عنها من تأخر في تسلم رواتب اللاعبين والأجهزة الفنية مما يسبب مشاكل غياب الفرق المعروفة بتكوين اللاعبين على غرار الاتفاق القادسية الوحدة وغيرها. وبالنسبة لمعدل أعمار اللاعبين عال مما يؤثر في بروز اللاعبين الشباب، وهناك تراجع للأندية الكبيرة باستثناء الأهلي في تكوين لاعبين شباب وعدم إعطائهم المجال بسبب الجري وراء النتائج، زيادة على التغييرات الكثيرة والمتعددة للأجهزة الفنية باستثناء الفتح مع المدرب التونسي فتحي الجبال. ويقول علي كميخ إن الدوري السعودي قوي لعناصر مهمة الحضور الجماهيري، مدربين كبار، لاعبين أجانب مميزين، لاعبين محليين لهم حضور فني مميز وأصحاب حلول فردية، والتغطية الإعلامية التي تصاحب دوري المحترفين، التنافس التقليدي بين الأندية وهناك ديربيات ينتظرها الرياضيون بشغف، الحالة الوحيدة التي تضعف الدوري السعودي التوقفات بين الحين والآخر، إقامة بعض المباريات وسط الأسبوع، عدم وضع المباريات التنافسية أو الديربيات بوقت الإجازة الأسبوعية وتوقيت مناسب للجماهير للحضور الكثيف، مع عدم تفعيل تلك المباريات بفعاليات مصاحبة للتشويق. أما الحسن اليامي وهو الذي قاد نجران مباراتين هذا الموسم فقد بين أن الدوري ليس ضعيفا وهناك إثارة كانت بين فريقين فقط الأهلي البطل والهلال الوصيف وأعتقد هبوط مستوى الاتحاد والنصر والشباب خلال الموسم قلل من قوة الدوري، موضحا أن فكرة الدوري الضعيف تترسخ عندما لا تكون هناك منافسة إلى آخر جولات الدوري بمعنى أن البطل يحقق الدوري من قبل نهايته بأكثر من خمس جولات. ويرى المدرب سمير هلال أن الدوري السعودي متوسط أو فوق المتوسط لأن الفرق الكبيرة قادرة على المنافسة بحكم قوتها المالية وإن تراجع بعضها كالنصر والشباب ولكن في نهاية الأمر هناك فرق في الوسط تقدمت ولم تنافس فرق تصنف على أنها صغيرة على اللقب وفي تلك الحالة يعني أن الدوري ضعيف، بكل تأكيد الهالة الإعلامية تعتبر أحد عناصر القوة بل هي الأساس في القوة ولكن من الجانب الفني الدوري يمكن اعتباره فوق المتوسط، ويوافقه في هذا الرأي نجم الأهلي الكبير سابقا حمزة صالح الذي بين أن انحصار الدوري على فريقين في كل موسم دليل تراجعه فنيا. ويرى المدرب السعودي سلطان خميس أن الدوري متذبذب إلى حد كبير والمشاكل نتائجها إدارية من حيث الخيارات ووضع اللوم على الآخرين، والنتيجة أنه لا يصنع نجوم قادرين على إفادة المنتخب السعودي، ويتفق معه المدرب السعودي بندر باصريح الذي يضيف: أن وجود اللاعبين الأجانب في الفرق قد ينقل فريقا من حال إلى حال. أما حسن خليفة فيقول: الدوري القوي يعتمد على حدة التنافس التي تجمع فرقها إلى جانب عوامل أخرى كالحضور الجماهيري وأسلوب تغطية المباريات وكمية النجوم الذي ينشطون في فرقها ومعايير أخرى أيضًا، ويتفق الجميع تقريبًا على مقولة أن الدوري القوي يُفرز فرقًا قوية قادرة على المنافسة لكن واقع الحال في الدوري السعودي في المواسم القليلة الماضية يُثبت عكس ذلك مما يعني أنه أضعف من السابق. ويرى المدرب السعودي خليل المصري أن الدوري السعودي يعتبر أقل من المتوسط والدوري القوي هو الذي يكون مستوى الفرق الفني متقاربا كذلك النقطي ويكون التنافس على الصدارة بين عدة فرق ولآخر جولة والدوري الضعيف تكون المنافسة بين فريقين ويحسم قبل النهاية بثلاث جولات ويوجد تباعد نقطي بين الفرق. في المقابل يرى المحلل الكروي السعودي يوسف الغدير أن كثرة المنافسين على بطولة الدوري تعتبر من معايير قوة البطولة رافضا فكرة وصفه بالضعيف. من جهته يشدد حمود السلوة أحد العناصر التدريبية التي ساهمت في منجز المنتخب السعودي للناشئين عام 1989 بالحصول على كأس العالم تحت سن 16 عاما بأن من يروج لفكرة ضعف الدوري هم الذين فقدوا المنافسة وهي فرصتهم للتقليل من مكاسب الآخرين وإنجازاتهم. ووصف السلوة الدوري السعودي بالقوي فنيا وإعلاميا وجماهيريا. أما النجم الكروي السابق سلمان حمدان فخالف السلوة بقوله: إن الدوري السعودي ضعيف فعلا والسبب اختفاء المواهب واستقطاب لاعبين غير سعوديين لم يضيفوا أي جديد للكرة السعودية، ويمكن أن نصف الدوري بالقوي عندما تجد المنافسة بين عدة أندية وبروز مواهب تستحق أن تلعب في المنتخب. أما حمد الدوسري وأحمد الحنفوش وخالد العطوي وأحمد الرويعي ومشبب زياد وفوزي كرني وخالد المهدي وأحمد سعد ومحمد الخليفة ومحمد الجنوبي وعلي بوصالح وحسين العلي فأكدوا أن الدوري يعتبر قويا نسبيا ولكن لا يمكن أن يكون بالصورة التي تجعله في مقدمة الدوريات في الوطن العربي أو تطبق عليه مقاييس الدوريات الأوروبية، حيث تتوافر القوة الإعلامية والجماهيرية والدعائية ولكن يحتاج الكثير على مستوى العامل البدني. فيما اعتبر عبد الله صالح وخالد المرزوق وخالد جيزاني وأحمد الحميد وسعد السبيعي وناجي الحمدان وسعد البشر وأحمد المالكي وعبد الله اليوسف أن الدوري متوسط المستوى ويعتبر متقلبا من حيث المستويات حيث تكثر المباريات المتواضعة فنيا على العكس من المباريات القوية التي تعتبر قليلة ومحدودة عدا الهلال والأهلي والنصر في السنوات الأخيرة. فيما أشار جلال قادري وجميل قاسم وعبد الله غالي وعيسى خليفة وأيوب غلام وعبد الله القريش إلى أن الدوري السعودي فوق المتوسط وهناك تفاوت في المستويات نتيجة القدرات المالية المتفاوتة بين الأندية ولا يوجد تفوق بالمطلق لكافة الفرق الكبيرة على الفرق الأقل نسبيا ويمكن أن تحدث نتائج مميزة لفرق متوسطة أو أقل أمام فرق كبيرة بل ويمكن أن تتقدم عليه في الترتيب العام وهذا يعتمد على الجهد المبذول والتخطيط الفني والإداري وما يقدمه اللاعبون داخل الميدان.