تنظم وزارة الصحة يوم الأربعاء المقبل، ملتقى عن سلامة المرافق الصحية، وذلك ضمن فاعليات معرض صحي يقام حالياً في معرض الرياض الدولي. ويُعقد الملتقى بعد أشهر من وقوع حريق مستشفى جازان العام الذي وقع في الساعات الأولى من يوم 24 كانون الأول (ديسمبر) الماضي، وتسبب في وفاة 25 شخصاً وإصابة 123 آخرين. ويتطرق الملتقى الذي يشارك فيه متحدثون دوليون ومحليون، إلى سلامة المنشآت الصحية وصيانتها ومتطلبات السلامة ولوائح الدفاع المدني في المنشآت الصحية. وخصص الملتقى محاضرتين لتقويم المنشآت الصحية ومطابقتها لمتطلبات السلامة، وعرض الإخلاء وخطط الطوارئ في المستشفيات، إذ ستكون جزءاً أساسياً في الملتقى. وستعقد حلقة نقاش مفتوحة في نهاية الملتقى، بمشاركة مسؤولي المرافق الصحية من قطاعات عدة، بمشاركة الخدمات الطبية في القوات المسلحة وجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، إضافة إلى عدد من مسؤولي وزارة الصحة. يذكر أن اللجنة التي شُكلت للتحقيق في «كارثة مستشفى جازان» توصلت إلى أن سبب الحريق تماس كهربائي، وأن كثافة الدخان وتصاعده إلى الأدوار العليا أدى إلى وقوع الوفيات في تلك الأدوار بسبب الاختناق بالدخان، ويعود السبب الرئيس لتصاعد الدخان الذي أدى إلى وقوع الوفيات، إلى وجود أخطاء هندسية في تصميم المبنى وتنفيذه، إذ لم توافر قطاعات لعزل الحرائق فوق السقف المستعار، والتي كانت ستحول دون انتقال الدخان من منطقة إلى أخرى. وكانت العيوب في مواصفات المواد المستخدمة في سقف المبنى، والتي احتوت على مادة الفلين المحشو بين أعصاب السقف الخرساني ساعدت على كثافة الدخان، وكذلك فإن رداءة المواد المستخدمة في تمديدات الأوكسجين من أعلى السقف وعدم مطابقتها للمواصفات الصحيحة أديا إلى ذوبانها ما أجج الحريق. وساهم عدم ربط نظام الإنذار من الحريق بنظام التكييف إلى استمرار التكييف في العمل وزيادة انتشار الدخان في المبنى، وتجرى مراجعة كل ما يتعلق بإنشاء المبنى واستلامه. وتبين أيضاً وجود خلل في أداء بعض أنظمة السلامة في المستشفى وأجهزتها، ومنها مضخات الحريق ونظام الإنذار، نتيجة ضعف صيانتها والعناية بها.