لم تتمكن بائعة «الدندرمة» في حواري جدة القديمة وفي ملاعب كرة القدم الخالة سلوى خوجة من حبس دمعتها وهي تسمع الأهزوجة العفوية لأحد باعة الآيسكريم في مهرجان جدة التاريخية وهو ينادي بأعلى صوته «آيسكريم يا ولد تعال شايفك». وفي وسط زحمة المهرجان توجهت الخالة سلوى إلى بائع الآيسكريم وسألته عن اسم نوع الآلة التي يصنع بها الآيسكريم فأجاب «دندرمة» فتبسمت وقالت له صحيح، وسألته عن ألوان الآيسكريم التي يبيعها فأجابها الأحمر والأصفر. تقول الخالة سلوى وهي تسترجع الماضي من أقاصي ذاكرتها إن الجميع كانوا يعرفونها بالخالة سلوى خوجة وذلك حينما كانت تتجول في ملاعب الكرة، وفي حارات زمان لبيع الآيسكريم بقرش واحد، وقالت عن ذلك «كنت أعده من التوت الأحمر، واللون الأصفر». وأضافت خوجة أن الفضول قادها لحضور المهرجان التاريخي ومشاهدة فعالياته والاستمتاع بتمثيل الماضي الجميل، وقالت: استرجعت ذكرياتي فتذكرت أيامنا في حارة الشرفية والبغدادية والكندرة، فلا زالت أصوات الأطفال ترن في أذني «خالة سلوى جات خالة سلوى جات» ليحصلوا على حصتهم من الآيسكريم. ودعت خوجة إلى مزيد من التنظيم في المنطقة التاريخية في الأعوام المقبلة حتى يتمكن الزوار من معرفة أماكن الأنشطة بشكل أفضل بدلا من السير الطويل بحثا عن السقا والمقلية والمزمار .