على الرغم من أنها بدأت حياتها العملية كمحللة مالية لمجموعة "أورانج فرانس" للإتصالات (فرانس تليكوم سابقاً) فإنها كانت تعمل وتنشط في كل مجالات الحياة من اهتمامها بالمسرح إلى البيئة والأهم مناصرتها لتمكين المرأة والعمل على المساواة بينها وبين الرجل، فالمرأة وكما تقول دائماً ما يدب في نفسها الشك في القيام بأمر ما وهو ما يجب أن يتغير، هذه هي دلفين إيرنوت كونسي التي أعلن عن تعينها كأول امرأة في منصب رئيسة مجموعة القنوات الفرنسية العامة "فرانس تلفزيون" في إبريل/ نيسان الماضي بعد قرار من المجلس الأعلى للإعلام المرئي والمسموع في فرنسا . إيرنوت كونسي 48 عاماً حاصلة على شهادة الدبلوم في الهندسة من المدرسة المركزية للفنون والصناعات بالعاصمة باريس وهي من أكبر المؤسسات في تكوين مهندسين من المعيار العالي المهيئين أساساً لإدارة الشركات والمؤسسات الكبرى . بدأت حياتها العملية في مجموعة أورانج فرانس في عام 1989 كمحللة مالية حتى عام 1993 ومن ثم تم ترقيتها لتشغل منصب المهندسة الاقتصادية والمسؤولة عن التخطيط والبحث والتطوير لغاية عام 1999 . تشغل كونسي حتى الآن منصب المدير التنفيذي لمجموعة "أورانج فرانس" للاتصالات، وستخلف ريمي فليملان في منصبها الجديد الصعب والذي أثار شهية عدد كبير من الطامحين، وستتولى مهامها رسمياً في 22 أغسطس/ آب في ولاية تستمر خمس سنوات . متزوجة من الممثل الفرنسي الكوميدي مارك إيرنوت، وهو ما دفعها إلى تجربة التمثيل من خلال لعبها لأحد الأدوار في مسرحية ألفها زوجها . تعتبر دلفين إيرنوت من أشد المناصرين لحق المساواة بين المرأة وتعتقد أن ذلك يكمن في تمكين المرأة ودعمها على التغيير والإصرار على اتخاذ القرار، ففي مقابلة أجريت لها في عام 2012 قالت: "المرأة دائماً ما تشك في نفسها في القيام بأمر ما وهو ما يجب أن يتغير" . استطاعت التفوق على 33 مرشحاً للمنصب الجديد كما أعلن المجلس الأعلى للإعلام المرئي والمسموع في فرنسا، الذي يعتبر الأهم في قطاع الإعلام الإذاعي والتلفزيوني في البلاد، وعمد اختيارها لهذا المنصب بعد الاجتماع بكل مرشح انفرادياً في جلسات مغلقة، بهدف اختيار الشخص المناسب لتولّي رئاسة مجموعة القنوات الفرنسية العامة . عملت من خلال مناصبها في كافة مجالات الحياة على دعم دور المرأة من خلال زجها في العمل ضمن الفريق لتطوير قدراتها وزرع الثقة في نفسها لتنطلق نحو الأفضل . لها اهتمامات بيئية للمحافظة على نظافة كوكب الأرض ففي 2012 ترأست لجنة "الأخلاق والتنمية المستدامة" في إحدى أكبر الشركات الفرنسية المهتمة بالبيئة وهي "سويز اينفايرونمت" كما أنها عضو في إدارة المدرسة المركزية المرموقة والتي تخرجت فيها بالعاصمة الفرنسية باريس . كما أنها عضو في نادي "لا سيسلي" الاجتماعي الذي يضم أهم المثقفين والصحفيين والساسة والرؤساء التنفيذيين والفنانين في فرنسا . في منصبها الحساس الجديد عليها تتبع توجيهات الحكومة الفرنسية بتقديم برامج طموحة، وجذب جمهور شبابي أكبر، والترويج للثقافة، وتطوير المعروض الرقمي لقنوات "فرانس تلفزيون"، بالتوازي مع تقليص الموازنة المرصودة للمجموعة . تعتزم دلفين إلى التركيز على تمكين المذيع على التكيف مع الظروف المتغيرة مع الحفاظ على القيم الأساسية العامة، والتركيز على مبدأ اللامركزية، وفقاً لخطتها الاستراتيجية التي قدمتها كجزء من طلبها لهذا المنصب . وتقول كونسي إنها ستركز على تطوير "باقات تلفزيونية أكثر تماسكاً مع التركيز بشكل أكبر على المحتوى كما أنها ستنفذ الخطة بطريقة لا مركزية، مع المزيد من المسؤولية الممنوحة للفرق في المناطق والأقاليم ما وراء البحار" . مسؤولية ضخمة تتولى دلفين إيرنوت كونسي، في المنصب الجديد رئاسة مجموعة تضم خمس قنوات تلفزيونية وعشرة آلاف موظف مع موازنة تبلغ 2،8 بليون يورو، لكنها تعاني تراجعاً في نسبة مشاهديها . شغلت كونسي سابقاً أيضاً منصب المدير التنفيذي لمجموعة محال تجارية وهي "اس دي آر" الفرنسية من 2000 حتى ،2004 وأصبحت مديرة إقليمية لمنطقة لو سانتر وسط فرنسا بين عامي 2004 و2006 .