×
محافظة عسير

روائح وحشرات سوق مواشي خميس مشيط تحاصر الأهالي

صورة الخبر

كشف المستشار الهندسي عبدالله بن ابراهيم البيز في محاضرته بديوانية الجميح بالرياض بحضور نخبة من رجال الفكر والأدب والأعيان من خلال بحثه في الآية الكريمة (إِرَمَ ذَاتِ العِمَاد * الَّتِى لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِى البِلاد) فيما يخص مدينة ارم وقوم عاد وإثبات عدم وجود آثار لهم، وأن ما يتداوله الناس من أساطير وروايات مكتوبة او مرئية او عن طريق الشبكة العنكبوتية خالية من الصحة وما هي إلا أوهام وافتراءات، وأن مدينة عُبار التي يتحاكى عنها علماء الآثار وأهل المنطقة وما اكتشفه عالم الآثار نيكولاس كلاب (Nicholas clapp) وغيره وما بينته اقمار وكالة الفضاء ناسا (NASA) ماهي إلا آثار أقوام سكنوا الأحقاف بعد قوم عاد(وَسَكَنتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ ...) الآية ، ومن قال بأن (عُبار) هي ارم فالأرجح انهم خلطوا بين الكلمتين فوبار قوم وعبار مكان، واسم عُبار اقرب الى وبار منه الى ارم، ولا يوجد ما يثبت ذلك. وقد ذكر ابن خلدون: اهل وبار بأرض الرمل بين اليمامة والشحر، والاحقاف تقع في جنوب الجزيرة العربية بين المملكة العربية السعودية واليمن وعُمان. وتعني كثبان الرمال المرتفعة، وقد استدل البيز بما ذكر بالقرآن من الآيات (وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالأحْقَافِ... الآية)، وبين الخصائص المعمارية والهندسية وحياة قوم عاد في محاضرته بأن المنطقة لم تكن كحالها اليوم صحراوية قاحلة، بل كانت مروجا خضراء وعيونا (وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُم بِمَا تَعْلَمُونَ * أَمَدَّكُم بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ * وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ)، فكان البناء على قمم الكثبان كما جاء ذكرها (ريع) والريع تعني المكان المرتفع المشرف (أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ) لتعطي فخامة وعظمة ورهبة معمارية وهو مزيج جميل خلاب قد جمع بين الخضرة والماء والبناء، وقال: فعند ذكر (العماد) يجب أن تذكر معها خصائص المنطقة التضاريسية وكيفية التعامل معها إنشائياً فلذلك رفعوا صروح البناء بأعمدة لتعلو فوق مستوى الرمال لتعطي فرصة لحركة الرمال من تحتها دون ان تتأثر المباني بحركتها الدائمة، وكذلك لتوحي بالقوة والمنعة. وقد ذكر الله سبحانه خصائص عمارتهم بأنها آية(أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً) والآية تعني العلامة والأمارة، وهي عمارة متميزة حيث ذكر سبحانه بنائهم ب (المصانع) ولم يقل أنها بيوتاً أو قصوراً فهذه تسمية منفردة خاصة بمدينة إرم، وهذا يأخذنا الى أن المصانع: بناء أضخم من القصور (وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ) وعليه فقد جمع الله لهم بين الجمال المعماري في (آية) والمتانة الإنشائية في (مصانع) وهو تميز فريد لقوم عاد في العمارة والهندسة، وعلى هذا السياق فقد ذكر الله الأعمدة الهندسية في القرآن صراحة بما هو معروف بوظيفتها الهندسية فقال"العماد" (إِرَمَ ذَاتِ العِمَاد)، وقال "عمد" (اللّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ) والعَمَد: هي الدعائم التي تقوم بدعم ورفع البناء او الشيء وتعمل على إعطائه القوة والمتانة والتماسك والجمالية. وعلى هذا تأتي الآية في مفهومين هندسيين المفهوم الأول: أن المدينة (إِرَمَ) التي تميزت بالأعمدة هي التي لم يخلق مثلها، والمفهوم الثاني: أن (العِمَاد) لم يسبق أن استخدمت في التشييد والعمارة من قبل هي التي لم يخلق مثلها، فإذا أخذنا بالمفهوم الثاني فإن قوم عاد هم أول من ابتكروا واستخدموا نظام الأعمدة في البناء والهندسة حيث كانت العمارة في تلك الحقبة تعتمد على البساطة في البناء التقليدي والتكهيف، ولهذا ذكرها الله بذات العماد عن سائر المدن. وقد اوضح البيز من خلال الآيات (فترى القوم فيها صرعى) أن الريح لم تكن ريح دفن بل كانت ريح هلاك وابادة بدون الدفن في قوله (فترى)، ثم أتت الآية (ماتذر من شيءٍ أتت عليه إلا جعلته كالرميم) وهو إثبات ان الريح فتت كل شيء من جثث ومعالم، وقوله تعالى (فهل ترى لهم من باقية) هي الآية الحاسمة في فنائهم وفناء معالمهم ولم يعد لهم أثر. وبين البيز سبب فشل وزيف ما قام به مستكشفون وفرق بحث أفصحوا عن وجود آثار للمدينة مستعينين بمخطوطات قديمة يونانية ورومانية وأجهزة تحديد مواقع وبالتعاون مع وكالة (ناسا) التي أعلنت عن وجود نبع قديم للماء يُعتقد أنه الذي كانت تستقي منه (إرم) حيث تسابق علماء الآثار على اثرها بالقول ان الموقع يمثل البلدة البائدة التي ورد ذكرها في القرآن، فأين هم من قوله تعالى (وجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ) فلو تمعنوا في كتاب الله لعرفوا أنهم كانوا يبحثون في العدم، والقرآن أكثر توضيحاً حيث بحثوا في مناطق السهول وهي اقل ارتفاعا من الكثبان وهذا مخالف للآية (أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً).. وكذلك يكشف البيز الافتراءات والكذب فيما عرض على صفحات الشبكة العنكبوتية بخصوص هيكل رجل عاد، والمدينة الهندية المزعومة وغيرها من الصور المفتراة، وكيف كشف عمليات الفبركة ببرامج الحاسوب، كل ذلك من خلال كتابه الذي سيصدر قريباً (إرم بين الهندسة والقرآن) المدعم بالأدلة والآيات والصور.