أكد القاص والكاتب فراس عالم أن الاحتشاد الذهني الذي تتطلبه الكتابة الإبداعية تسرقه الكتابة الأسبوعية التي تبدو له أحياناً «أشبه بتنين فاغر فاه يلتهم الأفكار بشراهة ولا يشعر بالشبع أبداً، وربما أكون في حاجة إلى الموازنة بين الاثنين كي لا يطغى جانب على آخر». وأوضح أنه ليس منشغلاً عن الكتابة القصصية التي يمارسها، «فمجموعتي الوحيدة (المشبك الخشبي) ظلت حبيسة الأدراج قرابة الـ10 أعوام قبل أن أجد الجرأة لنشرها»، وفي رده على سؤال «الحياة» حول ابتعاده عن الكتابة القصصية، وهل من أثرٍ تركه نشاطه في وسائل التواصل الاجتماعي؟ أشار إلى أنه ربما لارتباطه بالكتابة الأسبوعية أثر في الابتعاد أكبر من تأثير وسائل التواصل الاجتماعي. وقال: «أستطيع تسمية تجربة الكتابة الأسبوعية بالورطة اللذيذة، إن صح التعبير. عندما بدأت الالتزام بالمقالة لم أكن أتخيل أنني سأكمل العام، خصوصاً أن البحث كل أسبوع عن فكرة وصياغتها وترويضها لتنحشر في حيز المقالة الضيق مساحة وسقفاً ليس بالأمر الهين، لكنني ولسبب لا أعلمه تحديداً أتممت عامي الثاني مع أرشيف يزيد على 100 مقالة. تراودني كثيراً فكرة التوقف، ويلح علي السؤال الأبدي هل هناك من يقرأ؟ وهل ستجدي الكتابة شيئاً؟ لكن ما يمنحني الدافع هو رهاني الخيالي على ذلك القارئ المجهول، قارئ افتراضي أتخيله في قرية صغيرة، أو على مقعد طائرة ربما تغير الكلمات شيئاً من قناعاته أو تفتح له نافذة جديدة تجعله يعيد النظر في أفكاره السابقة وربما تغير نظرته للعالم من حوله.. أقول ربما!». فراس عالم شارك في انتخابات الأندية الأدبية من خلال انتخابات نادي مكة، ورفض في وقت لاحق دخول المجلس بعد استقالة بعض الأعضاء.. حول كيفية نظره للأمر الآن، وهل يفكر في المشاركة مجدداً؟ قال لـ«الحياة»: «بغض النظر عن التفاصيل، أعتقد بأنني وأصدقائي الذين غامرنا بخوض التجربة وقعنا ضحية تصريحات ووعود وزير الثقافة الرنانة التي بشرت بكسر الجمود وباستقلالية الأندية بتحويلها إلى مؤسسات أهلية منتخبة. لكن الواقع الذي اصطدمنا به كان يقول العكس. ولا تبدو أن التجربة الآن وبعد أن مرت عليها أعوام، جعلت الأندية أفضل حالاً عن وضعها قبل 30 عاماً. ليست المشكلة في اللوائح والأنظمة بقدر ما هي في العقلية التي تدير وتحكم». وبخصوص كيف ينظر إلى المشهد الأدبي السعودي، وهل فكر في كتابة الرواية التي تتصدر هذا المشهد؟ لفت إلى أنه ليس متابعاً جيداً للمشهد المحلي «ولا أقرأ إلا النزر اليسير مما يقع تحت يدي، لذلك لا أستطيع أن أصدر حكماً على شيء لا أملك تصوراً كافياً عنه، أما بالنسبة لكتابة الرواية فلا أعتقد بأنني مؤهل لخوض غمارها، أنا ابن بار للقصة القصيرة، للقطة المكثفة واللمحة العابرة تلك التي تأتي خاطفة وتمضي سريعاً بعد أن تحدث الفوضى في ما حولها، حتى لو لم تكن في صدارة المشهد». وحول ما إذا كان نجح في الكتابة وطب الأسنان، كما يطمح، أوضح قائلاً: «بأمانة شديدة ما زلت أشعر بأنني في بداية الطريق، وأنني ما زلت أتلمس خطاي فأنجح حيناً وأخفق حيناً آخر، لكنني أجرب وأتعلم وأستمتع بخبراتي وتجاربي الصغيرة التي اكتسبها كل يوم من المحيطين بي. تلك المباهج الصغيرة هي التي تمنحني الأمل والدافع لمواصلة المسير».